“صُنــع في اليمــن”.. في معرض الشهيــد القائــد

|| مقالات || عبدالقوي السباعي

 

قواعدُ الاشتباك تتغيَّر وتتبدَّلُ مع متغيراتِ الأحداثِ الناشئة، ومتطلباتِ الموقف الراهن، وحيثياتِ الواقع القائم، وفرصُ النصر دائماً حليفُ القوة العسكرية التي تفرِضُ على ساحة المواجهة قواعدَ الاشتباك التي تحدِّدُها هي، وبالأُسلُـوب الذي تختارُه والزخم الذي تستحضرُه، فما يكونُ أمام عدوها إلا الاستسلامُ والرضوخُ، أَو الانتحارُ الأحمقُ والتلاشي والزوالُ، وهو ما تعكسُهُ مدلولاتُ (صُنع في اليمن) الذي جمع بين امتلاك القوة والقدرة وبين العقل والحكمة.

 

لقد شاهد العالَمُ تلك المشاهدَ التفصيليةَ التي وثّقت افتتاحَ فخامة الرئيس المشاط وثلةٍ من كوادر القوات المسلحة اليمنية، لمعرِضِ “الشهيد القائد” للصناعات العسكرية، الحاضِنِ في أقسامه جديد الصناعاتِ الحربيةَ اليمنيةَ الخالصةَ الصنع، والذي يحملُ الكثيرَ من الدلالات والرسائل المباشرة وغير المباشرة.

 

وَإذَا ما تأمّلنا تلك الإنجازاتِ العملاقةَ في إطار المنظور العسكري ومنهجيات بحثه، ووفق الاستراتيجيات الفكرية العسكرية العالمية ونظرياتها المختلفة، يمكنُ أن نفهمَ كيف تشكّلت وتطوّرت وتبلورت القوةُ العسكرية اليمنية (الدفاعية والأمنية)، حتى وصلت إلى هذا المستوى من النُّضْجِ وتحقيقِ التفوق والردع، وبالاعتماد على الذات، فيمكن القولُ إن القيادةَ اليمنية –قيادة عليا وقيادة وسطى ومباشرة وأفراد– سياسيًّا وعسكريًّا، وعلى مدى ست سنوات من العدوان والحصار، وهم يخوضون غِمارَ معاركَ دفاعيةٍ فُرضت عليهم، جعلتهم يمضون مؤمنين بمشروعهم وبعدالة قضيتهم التي انبثقت من مظلومية شعبهم، وظلت آمالُه وطموحاتُه وتطلعاتُه التواقةُ للحرية والاستقلال عن الهيمنة والتبعية لقوى الاستكبار العالمية وأذنابها في المنطقة، هي المحفزَ الرئيسَ لهم في ميادين المواجهة، وهذا الإيمانُ الراسخُ ينطلقُ وفق ثقافةٍ قرآنيةٍ لا تحتملُ الانتقائيةَ والتسويفَ أَو الاجتزاءَ لنصوصها الدينية الشرعية الثابتة، وجسَّدوا بحقٍّ مسارَ التاريخ الجهادي والموروثِ النضالي للأُمَّـة اليمنية عبر مراحل التاريخ ومنعطفاته المختلفة.

 

ولو أخذنا بعينِ الاعتبارِ تلك المفاهيمَ والاستراتيجياتِ والنظرياتِ العسكريةَ العالميةَ وأسقطناها على ما هو متجسِّدٌ حقاً في الجيش اليمني ولجانه الشعبيّة، سندركُ أننا أمامَ قوةٍ عسكرية قتاليةٍ مكتملة، قد وصلت إلى أرقى مستوياتِها القتالية والعملياتية –تكتيكياً وتكنيكياً–، وُصُـولاً إلى كَمالِ القُدرةِ على الصعيدِ الميداني للمقاتل، والتي عكست المهارةَ والكفاءة، الشجاعةَ والبطولة، وكذا أخلاقيات المحارِبِ النبيل الدينية والإنسانية، الأمر الذي يُعلِنُ عن بزوغِ قوةٍ عسكريةٍ قتاليةٍ جديدةٍ جسَّدها ويجسِّدُها الجيشُ اليمني ولجانُه الشعبيّة واقعاً ملموساً، ستفرِضُ نفسَها على الأرض، وبقواعدِ الاشتباكِ الخَاصَّةِ بها والتي جمعت بين القوةِ وبين الحكمة.

مقالات ذات صلة