أمريكا الشيطان الأكبر.. أمريكا عدو السلام

مأرب نت || مقالات || عبدالقوي السباعي

 

الجماهيرُ اليمنيةُ خرجت بمختلف انتماءاتها وتوجّـهاتها وفئاتها، في كُـلّ المناطق والمدن اليمنية الحرة، أفواجاً تلوَ أفواج، إلى ساحات المسيرات الحاشدة والغاضبة، مسيرات “أمريكا وراء التصعيد العسكري والاقتصادي واستمرار العدوان والحصار”؛ تعبيراً عن سخطها المتوقد شرراً ضد قوى الهيمنة والاستغلال الامبريالية، والذي يتزايد يوماً إثر آخر، والذي قد يتحول إلى انفجار كوني هائل يحرق في طريقه كُـلّ تلك القوى ويكنسها من المنطقة يوماً ما.

 

خرجت تلك الجماهير الهادرة بوعيها النافذ وبصيرتها المتوهجة، ترسم مسارها وتحدّد عدوها، تنديداً بالتصعيد العسكري للعدو الأمريكي، واستمرار حصاره المفروض على البلاد والعباد، ونقول هتافاتها المملوءة صخباً، المشحوبة غضباً، والمشحونة سخطاً: “أمريكا الشيطان الأكبر”، “أمريكا أُمُّ الإرهاب”، “أمريكا عدو السلام الأول”، “أمريكا تقتُلُ الشعبَ اليمني” وغيرها.

 

علماً أن أمريكا تتمنى لو أنهم قالوا ويقولون كُـلّ ذلك في السعوديّة أَو غيرها، لكن الشعب اليمني العظيم بات يعرف جيِّدًا من عدوه الأول، فمِن أمريكا جاء العدوان ومنها جاءت كُـلّ تلك المضاعفات والمعانات التي يعيشها اليمن، ولا يزال يئن وجعاً وينزف دماً ويتأوه حرقة.

 

من أمريكا جاء الإعلان عن عاصفة الحزم، ومنها تم تحديدُ موعد انطلاقها، ومنها جاءت القراراتُ بتشكيل تحالف عربي دولي، ومنها صدرت الأوامر والتوجيهات بشن حربٍ عدوانيةٍ عبثيةٍ على اليمن، الأرض والإنسان.

 

من أمريكا أعلن العدوُّ الوكيلُ للعدو الأصيل، عن ضربٍ لكامل البُنية التحتية الحيوية، الاقتصادية والعسكرية والخدمية وكل مقومات الحياة للشعب اليمني وإنجازاته الحضارية.

 

من أمريكا جاءت الأسلحةُ الفتاكةُ المختلفة، والطائرات الحربية المتطورة، والصواريخ التدميرية الذكية، والقنابل العنقودية والفسفورية المحرمة، جاءت لتدمّـر وتخرب.. تمزق وتبعثر، تقتل وتشرد ملايين من اليمنيين الأبرياء، دون أدنى تمييزٍ لمحتوى بنك أهدافهم بين الأطفال والنساء الشيوخ والشباب… إلخ.

 

من أمريكا جاءت الخطط القتالية الحربية، والاستراتيجيات التكتيكية، والمعلومات الاستخباراتية، والخرائط والمخطّطات الإسقاطية، والاحداثيات الأرض فضائية، وأجهزة الرصد الاستقصائية، جاءت كلها ليس؛ مِن أجلِ إحلال السلام، كما تصرح أبواقهم الناعقة، ولكن لتعزيز جرائم القتل والدمار، ودعم العنف والإرهاب الممارس ضد الشعب اليمني.

 

من أمريكا جاءت البياناتُ التحريضية، والتصريحاتُ النارية، والبرامجُ التضليلية، التي صورت للعالم المغلوب على أمره، الضحية على أنه الجلاد، وأبدعت في تصوير الجلاد على أنه الضحية، مثلما أبدعت في تصوير أشلاء أطفالنا على أنها أسلحةٌ وذخائرُ إيرانية.

 

من أمريكا توالت التهديداتُ تصريحاً وتلميحاً لكل شخصٍ أَو هيئةٍ حاولت أَو تحاول إيقاف نزيف الدم اليمني المسفوك بالسلاح الأمريكي، المذبوح بالدعم الأمريكي، والمفجوع أَيْـضاً بالصمت الأممي والأمريكي… فهل عرفتم لماذا أمريكا الشيطان الأكبر؟.

مقالات ذات صلة