عالمية الثورة والمسيرة

مأرب نت || مقالات || محمد أبو نايف

 

تناول خطاب الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد المؤسس السيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه الذي ألقاه اليوم السيد القائد علم الهدى وارث علم النبيين حسين زماننا الهادي الى الحق والمنصور بالله السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي يحفظه الله عالمية الثورة على النظام العالمي الجديد الذي صنعه الصهاينة اليهود لحكم العالم وعالمية المسيرة القرآنية التي من وحي القرآن قدم شهيدنا القائد رضوان الله عليه مشروعها مصداقاً لوعد الله الصادق في كتابه العزيز .

 

خطاب السيد القائد اليوم سيخلده الصهاينة اليهود وشعوب العالم في المستقبل أكثر من العرب والمسلمين أنفسهم لأنه يأتي بعد عشرين عاماً من ثورة أطلقها الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه حين أعلن شعار البراءة من المجرمين وحدد الأهداف والغايات ولخص في كلمات قصار القضية والرسالة التي كان يجب أن تصل ووصلت..

 

جاءت ذكرى استشهاد علم الهدى حسين زماننا اليوم بعد ثمانية عشر عاماً في مرحلة خطيرة وحساسة يشهد فيها العالم المتغيرات الكبرى التي تقودنا الى تحولات في اليمن والمنطقة والعالم لتعزز قناعتنا بصوابية الخيارات وسلامة القرارات التي أصدرها الشهيد القائد ورجال الله الصادقون معه الذين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً..

 

ان الرؤية القرآنية التي جاءنا بها الشهيد القائد لحقيقة الصراع وطبيعة المعركة التي يخوضها الانسان في هذا الزمان وكل زمان ومكان أنقذتنا من التيه الذي كنا قد ضعنا فيه بسبب الهجمة الصهيونية اليهودية التي استطاع بها اليهود خداع العالم كله للسيطرة عليه واضعاف كل الشعوب والأمم لتسود نخبة المجرمين التاريخيين العالم تحت عناوين النظام العالمي الجديد وقيم الديموقراطية وفلسفة الحقوق والحريات وعصبة الأمم والنظام المالي العالمي والحكومة العالمية ومنظمة التجارة العالمية والقانون الدولي ومجلس الأمن الدولي والمؤامرات الدولية التي قسمت المقسم وجزأت المجزأ وصنعت الفتن لتنتشر الحروب والأزمات في كل مكان وتشكل نظام عالمي جديد كما أراد حكماء بني صهيون قبل مائة وستون عام.

 

تداعى الأشرار عبيد الشيطان من كل حدب وصوب لقتال من دعى الى البراءة من الكفار والمنافقين ولعن اليهود وثار على النظام العالمي الجديد الذي اصطنعه اليهود لأنفسهم وعمموا قيمه على حلفائهم من أنصار التيارات المتطرفة كالصهيونية المسيحية والنافذون في دول الغرب وأوروبا للسيطرة على العالم والتحكم بالشعوب ومقدراتها ونهب ثرواتها بشكل جديد من أشكال الغزو والاحتلال والاستعمار عبر الوكلاء ( حكومات موالية للصهيونية العالمية بقيادة أمريكا واسرائيل ) وهذا فعلاً هو ما حدث وما خروج الشهيد القائد على هذا النظام العالمي ورفعه شعار الحق الذي زلزل أمريكا والصهاينة اليهود فأرسلوا كلابهم وجيوش المنافقين لقتال من أحيا فينا ثقافة القرآن وروح الاسلام المحمدي الأصيل وحرر عقولنا وأرواحنا والارادة فاستطاع اليمنيون الانطلاق في المسار الثوري وقيادة التحول بثورة شعبية بعد سنوات قليلة من انطلاق ثورة الحسين في ٢٠٠٢م.

 

استطاع الأمريكيون والصهاينة اغتيال سيدنا وقائدنا وشهيدنا العزيز الذي جعل من نفسه مشعلاً يضيء لنا الدروب ويحيي في الأمة ثقافة الجهاد والاستشهاد في سبيل الله فصار اليمانيون أمةً لا تقهر بفضل الله وتضحيات الشهداء السعداء سادة كل هذا الوجود … استطاع الأمريكيون اغتيال وقتل قادتنا ولكنهم لم يستطيعوا اغتيال وقتل الفكرة والرؤية القرآنية والمشروع القرآني والمسيرة القرآنية في نمو وازدهار ولا تراجع ولا ضعف ولا وهن .. حتى وان اجتمع علينا كل العالم لقتالنا، فعدونا الأمريكي واليهودي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة.. يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنين..

 

المسيرة القرآنية والسيد القائد والذين معه هم وعد الله الذي جاء في القرآن الكريم، هم وعد الله الصادق باذنه تعالى… والعاقبة للمتقين.. ولهذا فقد ختم سيدنا وقائدنا وعلم الهدى المفدى خطابه الثوري مجدداً الوعد والعهد بمواصلة الحراك الثوري الذي بدأه الشهيد القائد رضوان الله عليه، والالتزام الثقافة القرآنية منهجاً وأسلوب حياة، مع زيادة في الوعي والبصيرة انطلاقاً من معرفة حقيقة بالصراع وطبيعة المعركة التي يخوضها المجتمع اليمني والأمة الاسلامية. فالمشروع القرآني والمسيرة القرآنية يشكلان مجتمع المقاومة في إطار محور المقاومة الذي هو اليوم قلب الأمة الاسلامية وضميرها الحي.

 

لقد أحيا فينا خطاب سيدنا القائد في ذكرى استشهاد القائد المؤسس المسؤولية الخاصة والعامة لمواجهة التحديات والمخاطر التي نعيشها في الواقع، مذكراً بأهمية الوعي والبصيرة، وضرورة اتخاذ المواقف الصائبة، والتحصين والوقاية من الشيطان ومنزلقاته الخطيرة، ودعى الى بناء القدرات وفق رؤية سليمة للنهوض بالأمة وضمان اقتدارها لمواجهة التحديات.

 

فاقتدار الأمة وحضورها القوي في الميادين، يكون بوحدة موقف وكلمة الأمة، وتكامل جهود أبنائها وتحصينها وتدفع الأمة عنها الأخطار بالوقاية من الاختراق والثقافة المغلوطة والعودة الى القرآن هي الخيار الصائب.

 

دعى سيدنا القائد الى مواصلة ثورة الشهيد القائد؛ وأكد أن الشعب اليمني وشعوب الأمة العربية والاسلامية في حاجة ماسة لاستلهام الدروس والعبر من المسيرة القرآنية في اليمن وأننا لازلنا في مرحلة ثورة العقول ورفع مستوى الوعي والبصيرة بالمشروع القرآني وعالمية المسيرة وحيوية هذا المشروع الالهي العظيم الذي يجب أن يتحرك الشعب كله فيه وبقوة..

في المواجهة الشاملة يكون للشعب اليمني دور يعبر عن هويته الايمانية وثقافته القرآنية ويتكامل مع كل الاحرار من ابناء الامة، وما عنوان فلسطين المحتلة والتأكيد على أهمية تحريرها والمقدسات الاسلامية من اصنام الكعبة ولصوص الهيكل الا بعض من نفحات حسين زماننا الشهيد القائد والتزامنا الجماعي تجاه القضية المركزية للأمة الاسلامية وهو في نفس الوقت عنوان وحدة الشعوب والأمة الاسلامية وأكثر ما يقهر اليهود ويكشف وهنهم وضعفهم مصداقاً لحقيقة مؤكدة وسنة من سنن الله تعالى وهي ( ما ان يظهر الحق يزهق الباطل )

 

الحياة كلها مواقف ، والخيارات والمواقف الواجب عليها والمفروض الالتزام بها لا تحيد عن خيار المواجهة وخوض الصراع بالثقة والاعتماد على الله، وولاية الله ورسوله واوليائه ومحاربة الشيطان واليهود واوليائهم والمنافقين يجعل الله النصر حليفنا.

 

وفي الختام أكد السيد القائد على وعد الله الذي يأتِ بقومٍ يحبهم ويحبونه يقاتلون في سبيل الله الذين كفروا وينتصرون عليهم ويكون على أيديهم خلاص الشعوب والأمم.. داعياً أنصار الله وأوليائه أن يكون اليمانيون هم القوم الذي وعد الله أن يأت بهم في آخر الزمان لما قد انطبق عليهم من آيات الله في القرآن الكريم خصوصاً في هذه الحرب العالمية والحصار الذي يحاصروننا لاخضاعنا وقتلنا وتبديل مواقفنا من اليهود.

 

وقد أكد عليه السلام أن المسار اليوم مسار تصاعدي ولو كره المنافقون لاننا نعتمد على الله والتاييد الالهي والحق والحقايق الواضحة فما ان يظهر الحق يزهق الباطل. ودعانا سيدنا القائد الى تحمل المسؤولية ، وزيادة الوعي والبصيرة في معركة الوعي ، والجهاد في سبيل لله بصدق واخلاص وثبات وصمود ليكون الله معنا هادياً ونصيراً..

مقالات ذات صلة