21 سبتمبر.. ومقتضيات الضرورة

مأرب نت || مقالات || أحمد يحيى الديلمي

 

بالأمس مثّل الاحتفال بالعيد الثامن لثورة 21 سبتمبر المجيدة إضافة نوعية أعادت للمشهد الثوري وقاره، لأن الثورة خلال أشهر معدودة بدأت تتضح ملامحها منذ بدأنا نلاحظ عمليات ترميم للشوارع وإزالة الحفر ومحاولة استكمال الجسور والأنفاق التي توقف العمل فيها عقب ثورة الشباب في فبراير مع الاهتمام بالجزر الوسطى وأعمال كثيرة دلت على توجه حقيقي لترميم النفوس التي تصحرت في زمن الجدب، فعادت الابتسامة إلى الوجوه، وعاد الأمن إلى الشارع، وزال الخوف من الخطوط الطويلة التي تربط العاصمة التاريخية لليمن صنعاء ببقية المحافظات المحررة، فقد اختفت التقطُّعات وحالات الخطف والسلب والنهب، بينما مثلت الإنجازات في الجانب الدفاعي أعظم تحول في تاريخ اليمن المعاصر، وتتسع عظمة ما تحقق في هذا الجانب إذا قارنا هذه الإبداعات والابتكارات مع ما جرى قبل ذلك من تدمير للدفاعات الجوية والصواريخ الباليستية وكل آليات التصدي للأعداء، وهي الخطوة التي مهدت للعدوان البربري السافر عندما حلقت طائرات ما سُمي بالتحالف العربي في سماء الوطن وسرعان ما تحول هذا العدوان إلى دولي ما جعل الطائرات تسرح وتمرح في سماء اليمن وتستهدف بإصرار وصلافة كل مقدرات اليمن وكل الإنجازات ومقومات البنية التحتية .

 

ما ضاعف عنفوان وشموخ هذه الثورة أنها واجهت كل المؤامرات والصعاب بإرادة فولاذية صلبة مستعينة بالله وبمساندة ودعم أبناء شعبنا اليمني الثائر الذين آمنوا بالثورة لأنها باتت ضرورة حتمية لإنقاذ الثورة الأم 26سبتمبر والبلاد من الانزلاق إلى دهاليز العمالة وخيانة الأهداف الوطنية السامية، بعد أن تابع الجميع تلك السيناريوهات الخبيثة للأعداء والتي حاولت تجريد الوطن من السيادة والاستقلال واستكمال برامج القضاء على كل مقومات البلد، ومع مرور الأيام والسنين وعلى وقع المشاهد الساخنة والفاضحة المتداولة في وسائل الإعلام المعادية مقارنة بالمشاهد المشرقة للتصدي والصمود وإعادة البناء السليم لجيش الوطن، أحس الشعب بعودة الدولة إلى ممارسة دورها الحيوي في حياة الناس والنحت في الصخر للتغلب على تداعيات الحصار الاقتصادي الجائر بآثامه وما ترتب عليه من تداعيات تمثلت في انقطاع المرتبات واتساع نطاق البطالة بفعل استهداف الكثير من المصانع والمزارع الإنتاجية في البلاد .

 

ومن منطلق هذه التحولات الكبيرة فقد أكدت قيادة الثورة – بعد أن تحققت هذه الإنجازات العظيمة في جانب الدفاع والأمن – أن تتجه الجهود صوب البناء التنموي بأفقه الواسع بحيث يشمل السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع وكل مقومات الحياة السليمة، ولسنا بحاجة إلى رؤى واستراتيجيات الأمم المتحدة والبنك الدولي كما يعتقد البعض، فنحن شعب معروف بإخلاصه وقدرته على تجاوز الصعاب، ولا يحتاج من الآخرين إلا أن يحترموه ويضمنوا له السلامة وهو قادر على تحقيق المعجزات، وكم أتمنى لو أن الجهات الدولية فهمت حالة الشعب اليمني وهو يعاني من انقطاع المرتبات بدلاً من أن تحدثه عن خطط واستراتيجيات طويلة المدى، من منطلق أن الأولوية اليوم ولمدة ثلاث سنوات قادمة هي لإعلاء راية البناء واستكمال هيكلة الجيش وتكثيف برامج التوعوية والتثقيف لمنتسبي القوات المسلحة والأمن بهدف تجذير العقيدة القتالية وفق رؤية وطنية واضحة، وعلى الأعداء أن يفهموا رسالة قائد الثورة حيث أعلنها صريحة واضحة بأن استمرار العدوان لن يكون خطرا على اليمن فقط ولكنه سيتحول إلى خطر كبير على الأمن والاستقرار في المستويين الإقليمي والدولي، وهذه رسالة واضحة لابد أن يفهمها الجميع، ومن نصر إلى نصر .. والله من وراء القصد .

مقالات ذات صلة