الناهِبُ الأمريكيُّ ينتقمُ من الحظرِ النفطي

مأرب نت || مقالات || منصور البكالي

 

إيداعُ صندوق النقد الدولي مبلغَ 300 مليون دولار في فرع البنك المركزي اليمني بعدن المحتلّة، ليس قراراً نابعاً من حاجة الاقتصاد اليمني، بل هو قرارٌ انتقاميٌّ من أمريكا وردة فعل على خطوة صنعاء العسكرية التي منعت بها استمرارَ نهب النفط اليمني ومقدرات الشعب إلى بنوك دول العدوان وحسابات مرتزِقتهم في الخارج.

قرارُ صندوق النقد الدولي كشف انحيازَه الكاملَ لطرف العدوان وأنه يدارُ وفقَ رغبات وموجِّهات الإدارة الأمريكية، ولا يضع للجوانب القانونية والمواثيق والمعاهدات الدولية أي اعتبار.

ردودُ حكومة صنعاء والبنك المركزي اليمني فيها على صندوق النقد الدولي كانت واضحة وحاسمة بأنه لا تراجع عن حماية ثروات شعبنا اليمني، ولا فكاكَ لأي تهريب للنفط والغاز اليمني، ولن نرضخ عسكريًّا وسياسيًّا للضغوط الاقتصادية التي يصبها العدوان وأدواته العميلة على كُـلّ أبناء الشعب، وأن لدى صنعاء من الخيارات المشروعة والقانونية ما يمكّنها من الرد على هذا التصعيد الاقتصادي، وما يفشل المخطّطات الأمريكية وأدواتها والمنظمات الدولية المنضوية تحت سيطرتها على مختلف الأصعدة، وأنها وفية لشعبها وَمقتدرة على حفظ وصون حقوقه وسيادته الوطنية وقراره السياسي.

الشعبُ اليمني ومنذ اليوم الأول للعدوان على اليمن يدرك تماماً أن أي قرار تتخذه دول العدوان والمنظمات الدولية التابعة لها لن يكون في صالحه بتاتاً، وليس له أي مبرّرٍ قانونيٍّ ولن يستفيد منه أي مواطن أَو موظف يمني لا في المحافظات والمناطق المحتلّة ولا في الداخل، بل يصب في مصلحة العدوّ وعملائه الخونة الفارين في فنادق دول العدوان المُستمرّين في نهب قوت الشعب وإنهاكه لتنموا أرصدتهم، ويعتبره هروبا للعدو من الميدان العسكري الذي انهزم فيه إلى الميدان الاقتصادي، الذي يشن فيه حربا شعواء على أمعاء كُـلّ أبناء الشعب بمختلف مكوناتهم السياسية والجغرافية، دون أدنى مسؤولية لمراعات تبعات هذا القرار المرتدة على قيمة الريال اليمني ومعيشة الشعب المسحوق حرباً وحصاراً وغلاء لأسعار المواد الغذائية، وما ستؤول إليه الأمور من زيادة في تفشي المجاعة وتدهور الرعاية الصحية وتراجع آمال الشعب التواقة إلى السلام والاستقرار.

وأمام كُـلّ مؤامرات ومخطّطات العدوان الأمريكي السعوديّ، تترسخُ ثقةُ الشعب اليمني بقيادته الثورية والسياسية والثورية في صنعاء ويتضاعفُ صمودُه الميداني، وتأييدُه للخيارات المتخَذة للرد من منطلق إيماني ووطني بحت، وقد أثبت الواقع خلال 8 أعوام جدارةَ تعامُلِ صنعاء مع مختلف المِلفات بحِكمةٍ وحِنكة.

مقالات ذات صلة