رئيس المجلس السياسي الأعلى يبعث رسالة إلى رئيس الدورة الـ 28 لقمة جامعة الدول العربية وملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية

رئيس المجلس السياسي الأعلى يبعث رسالة إلى رئيس الدورة الـ 28 لقمة جامعة الدول العربية وملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية

[29/مارس/2017] صنعاء
بعث الأخ صالح علي الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى رسالة إلى الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية رئيس الدورة الـ 28 لقمة جامعة الدول العربية وملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية المشاركين في الدورة الـ 28 لقمة جامعة الدول العربية .

جاء فيها :

الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية رئيس الدورة ال28 لقمة جامعة الدول العربية .. ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية .

تحية طيبة وبعد ؛؛؛

مع إنعقاد الدورة الثامنة والعشرين لقمة جامعة الدول العربية تكون الجمهورية اليمنية ، أحد الدول السبع المؤسسة لجامعة الدول العربية، تدخل العام الثالث وهي تعاني جور ظلم وإعتداء العمليات العسكرية التي تشنها قوات التحالف العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية جنبا إلى جنب الحصار البري والجوي والبحري، دون أن يكون هناك أي مسبب منطقي أو عقلاني، فالحديث عن إعادة رئيس شرعي تم الانقلاب علية ليس بالصحيح، فهو رئيس منتهية صلاحيته منذ عام 2014، وأما الحديث عن وقف المد الإيراني في جنوب الجزيرة العربية فقد أثبتت الأيام والأحداث عدم صحة هذه الإدعاءات.

ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية ؛

اسمحوا لي أن أعرض عليكم بعض الأرقام التي تتحدث عن نفسها؛ فقد بلغ عدد القتلى والجرحى في صفوف المدنيين اليمنيين منذ 26 مارس 2015 ما يزيد عن 23 ألف و749 وتم تدمير ألف و577 طريق وجسر و 763 مدرسة ومعهد و270 مستشفى ومرفق صحي و 403 آلاف و39 منزل مدمر ومتضرر وألف و630 حقل زراعي.

أفضت العمليات العسكرية على الجمهورية اليمنية والحصار الشامل المفروض عليها إلى خلق كارثة إنسانية تعد الأسوأ على مستوى العالم للعام الثاني على التوالي، وحسب تقارير الأمم المتحدة هناك ما يزيد عن 8 ر18 مليون مواطن يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وثمانية ملايين مواطن يعانون من الجوع .

ولم يقتصر تدهور الوضع الإنساني بسبب الأعمال العسكرية والحصار الشامل فقط، بل قام التحالف بشن الحرب وفرض الحصار الشامل على شعب بأكمله بذريعة إعادة شرعيته ، يقوم بالكثير من الممارسات الانتقامية بحق أبناء جلدته وينتهك الدستور اليمني بشكل دائم،ولعل أسوأ ما قام به هو محاربة الشعب إقتصاديا وماليا ومعيشيا في قوته ولقمة عيشة فقرار نقل البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى محافظة عدن وتغيير مجلس إدارته في 19 سبتمبر 2016 أدى إلى توقف العملية الاقتصادية برمتها وتوقف تعامل البنوك الدولية مع البنوك اليمنية التجارية، وتم تعليق نظام التحويلات المالية swift coda، كما أن الرئيس المنتهية ولايته وحكومته لم تف بالتعهدات والالتزامات التي قدمتها إلى عدد من القيادات العربية والدولية بدفع مرتبات كافة موظفي الدولة وفي جميع المحافظات، فهناك ما يقارب من تسعة ملايين مواطن يمني هم أعداد موظفي الدولة وأسرهم لا زالو إلى الآن يعيشون كارثة معيشية بسبب عدم دفع المرتبات للشهر السادس على التوالي، بالرغم من قيام حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء بتقديم كافة البيانات والمعلومات عبر الأمم المتحدة.

كما أن رئيس الوزراء وجه دعوة لتشكيل فريق فني من المسؤولين الإقتصاديين والماليين من حكومة الإنقاذ وحكومة الرئيس المنتهية ولايته لتذليل أي مصاعب تواجه صرف المرتبات والنأي بموضوع المرتبات عن المماحكة السياسية، لكن لا حياة لمن تنادي ولازال موظفي الدولة يقاسون الأمرين.

كما أن إستمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام حركة الطيران التجارية والمدنية منذ 9 أغسطس 2016 قد أدى إلى تعطل مصالح الكثير من أبناء الشعب اليمني وبالأخص المرضى وكبار السن والطلاب ورجال الأعمال وغيرهم، ووضع عراقيل إضافية أمام وصول المساعدات الإنسانية العاجلة وبالأخص المواد العلاجية والدوائية الضرورية لحياة الكثير من المرضى، والتي تتم عبر منظمات ووكالات وبرامج الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية غير الحكومية.

وقد يزداد تدهور الحالة الإنسانية في الجمهورية اليمنية إذا ما تم استهداف ميناء الحديدة على ضوء تهديدات التحالف العسكري ضد اليمن بإعتباره الشريان الرئيس لوصول المساعدات الإنسانية من مواد غذائية وعلاجية وكذا استيراد المواد الأساسية فأكثر من 70 بالمائة من الإحتياجات الأساسية تصل عبر ميناء الحديدة، وهذا ما دعا الأمم المتحدة وكذا روسيا الإتحادية لإطلاق أكثر من تحذير ومطالبة لتجنب استهداف ميناء الحديدة وتحويله إلى منطقة عسكرية.

ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية ؛

إن استمرار العمليات العسكرية والحصار الشامل على الجمهورية اليمنية لن يؤدي إلا إلى مزيد من التمزق والفرقة في اللحمة العربية، وما يتم في اليمن حاليا إن إستمر سيؤدي إلى نتيجة واحدة وهي خلق دويلات متفرقة غير مستقرة، وتوفير البيئة الخصبة لترعرع الإرهاب والتطرف والجماعات الخارجة عن النظام والقانون وبالتأكيد لن يقف هذا على الحدود اليمنية، بل سيؤدي بطبيعة الحال إلى تهديد أمن واستقرار دول المنطقة، بما في ذلك دول الخليج العربية ، التي لن تكون بمنأى عن ذلك.

إن التأكيد على وحدة وسلامة واستقرار الجمهورية اليمنية الذي تدعو إليه جامعة الدول العربية كما هو في وثائق وأدبيات القمم العربية، يجب أن لا يظل حبيس الأدراج والمؤتمرات ، بل هناك ضرورة ملحة لدعم ذلك بالفعل والتحرك الجاد لمصلحة اليمن وشعبة ولضمان أمن واستقرار المنطقة ككل .

ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية ؛

في ختام رسالتي أود أن أؤكد لكم بأن الجمهورية اليمنية بالرغم من تعرضها للحرب والحصار من قبل أشقائها، فإنها قادرة ومستمرة في الدفاع عن نفسها منذ 26 مارس 2015 حتى يومنا هذا، وفي نفس الوقت تمد يد السلام والإخاء وإنها على استعداد للجلوس على طاولة الحوار مع الجارة السعودية التي تقود التحالف العربي في حربها الظالمة على اليمن، بغية وقف الحرب والحصار.

وإننا لعلى ثقة بأن شعبنا العربي وعدد من القادة العرب لا يحبذون إستمرار العمليات العسكرية والحصار على اليمن وشعبة، لذا نأمل أن يستمر أشقاءنا القادة العرب في مساعيهم الحميدة لإقناع قيادات التحالف من الدول المعنية بقيادة المملكة السعودية لوقف العمليات العسكرية ورفع الحصار الشامل، ودعم الجهود السياسية السلمية العادلة التي نثق بأنها ستقود بلادنا وشعبنا إلى بر الأمان.

ندعو إلى إيقاف الحرب ورفع الحصار الشامل، وتشكيل وفد يضم عدد من الدول وأمانة جامعة الدول العربية لزيارة اليمن والاطلاع عن كثب على حقيقة الأوضاع على أرض الواقع.

وتقبلوا أسمى إعتباري .
سبأ

مقالات ذات صلة