الإنسان اليمني والإسلام والأشهر الحرم بقلم/ د.يوسف الحاضري

(( الإنسان اليمني والإسلام والأشهر الحرم ))

بقلم د.يوسف الحاضري

الأشهر الحرم الأربعة التي ذكرها الله في القرآن الكريم بقوله (إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ) وهذه الأربعة كما هي معروفة عند العرب ثم أكدها الإسلام هي ( رجب – ذي القعدة – ذي الحجة – محرم ) وهذه الأشهر لها فضل عظيم عند الله من منطلق إصطفاءه لهن في إطار التفضيل الذي فضله الله بعض عن بعض سواء كان هذا التفضيل بين البشر (ان الله أصطفى آدم ونوح وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين) أو اصطفاء الليالي فأصطفى ليلة من ليالي رمضان عن بقية الليالي في العام وهي ليلة القدر (ليلة القدر خير من ألف شهر ) وأيضا أصطفى أماكن معينة عن بقية الأماكن (كالمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله ) و (بكة التي في مكة كأول بيت وضع للناس ) و ( طور سيناء الذي وصفه الله بالوادى المقدس طوى ) وغيرهن ، ولكن من الملفت للنظر أرتباط أهل اليمن ودخولهم الإسلام بهذه الأشهر ، أرتبط تلاشي ظلمات قلوبهم وأعينهم وآذانهم إلى نور الحق بهذه الأشهر الحرم سواء كانوا في المدينة (الأوس والخزرج) أو في اليمن .

نعلم جميعا ان النبي عندما هاجر من مكة إلى المدينة تحرك خلال شهر ذي الحجة ووصل في محرم وعندها كانت بداية التوقيت الهجري وهذه الأيام هي من الأشهر الحرم عوضا عن أن بيعتي العقبة الأولى والثانية كانت ايضا في شهري ذي القعدة وذي الحجة ومواسم الحج التي كان يأتي العرب إلى مكة فيها ليطوفوا بها وهذه البيعتان ألتقا فيها رسول الله بقيادات من اليمنيين من أهل الأوس والخزرج وبايعوه ،،،،

أما الدخول الثاني لأهل اليمن في الأسلام فهو في شهر رجب أحد الأشهر الحرم وبالتحديد في أول جمعة من هذا الشهر لسنة 8 للهجرة عندما بعث الله الأمام علي عليه السلام إلى اليمن ليدعوهم فأسلموا في هذه الجمعة فقال عنهم الأمام علي قصيدة مازالت صداها إلى اليوم :-
تيممت همدان الذين هم
ُ إذا ناب أمرٌ جُنتي وحسامي
…جزى الله همدان الجنان فإنّهم
سمامُ العدى في كل يوم سمام
لهمدان أخلاق ودين يزينهم
وبأس إذا لاقوا وحدّ خصام
رجال يحبون النبي ورهطه
لهم سالفٌ في الدين غير أثام
فلو كنتُ بواباً على باب جنة
لقلت لهمدان ادخلوا بسلامِ”

وهمدان هنا قبيلة من قبائل اليمن الكبرى .
أيضل نلاحظ أن دخول اليمن الأسلام كان بيد خير أنسان بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو (الأمام علي عليه السلام ) في خير أيام الله في الاسبوع وهو (يوم الجمعة ) في شهر من خيرة الشهور (شهر رجب ) فوصفهم النبي بصفات الخير ك(نفس الرحمان) و ( أهل الحكمة والإيمان ) و (ألين قلوبا وأرق افئدة ) ودعى لها مع الشام بالبركة (اللهم بارك في شامنا ويمننا ) ولم يتحرك في نفس اللحظة ان يتعوذ من نجد فقال (من هاهنا يطلع قرن الشيطان) …

الملاحظ لمسيرة اليمن في مسيرة الدين الإسلامي الأصيل يدرك تماما لماذا اليمانيون لديهم صفات ومميزات وسمات عظيمة ترتقي لأن يكونوا يد الله في الأرض وأمل المستضعفين في كل زمان على مر التاريخ حتى يومنا هذا والذي سارعت الماسونية التاريخية عبر كل الوسائل والطرق والأفكار والتحركات لتقضي على اليمن تاريخنا وإرثا وفكرا وثقافة وسمة بأسا في حرب شعواء هاهو العام الثالث يبدأ على إنطلاقتها … فمعركتنا اليوم هي معركة مصيرية بين الحق كامل والباطل كامل النصر فيها بطبيعة الحال والأحداث والتاريخ والفطرة والقرآن الكريم هي لليمن الذي يمثل الحق ليمكن الذين أستضعفوا في الأرض فيجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين .

#د_يوسف_الحاضري

مقالات ذات صلة