في المخا صواريخ الكاتيوشا..تتحول الى بالستية تهزم الباتريوت بقلم / مروان حليصي

في المخا صواريخ الكاتيوشا..تتحول الى بالستية تهزم الباتريوت

مروان حليصي

لا يُنتصر في الحروب بقوة الأسلحة وحداثتها وفتكها وبالامكانيات الكبيرة ، فهي عامل واحد من عدة عوامل أخرى رئيسية ، يصبح العامل الإستخباراتي هو الأهم والأساس الذي يحدد نوعية الاسلحة والصواريخ التي تتطلبها أي عملية عسكرية لتنفيدها بنجاح ، وهو ما أبدع فيه ابناء الجيش واللجان الشعبية منذ بداية العدوان، وقد كانت ضربة “الكاتيوشا المباركة” التي استهدف نخبة قوى الغزو والإحتلال من الضباط والقادة الاماراتين والسوادنين في المخا خلال تحضيرهم لعملية واسعه تبدء من نقطة تجمعهم باتجاة سواحل محافظة الحديدة، بعد وصولهم من محافظة عدن، الضربة التي قسمت ظهر البعير.

انها عملية بسيطة التكلفة لقيت مكانآ لها في صفحات التاريخ لكونها حصدت عشرات القادة الامارتين والسودانيين وبعثرت تجماتهم و افشلت مخططاتهم ، واضافت صفعة جديدة لعربان الخليج الذين اغرتهم التكنولوجيا العسكرية الامريكية من المعدات والتجهيزات والاليات التي اصبحت صيدآ ثمنيآ لتجار الخردة ينتظرون فرصة الانقضاض عليها، ووقفت عاجزة امام تلك الضربة المسددة ، صواريخ “الباتريوت” التي يكلف الواحد منها 1.5 مليون دولار امريكي في التصدي لصواريخ الكاتيوشا التي تحول أثرها التدميري الى صواريخ بالستية، وهي فضيحة مدوية ومن العيار الثقيل ، عندما تنطلق صواريخ الباتريوت الامريكية باهضة الثمن لاعتراض صواريخ الكاتيوشا البسيطة وتفشل في اعتراضها بشكل كامل ، وهنا يكمن سر هذه العملية التي كان بالإمكان تنفيذها بإطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى يبعثر تجمعاتهم ، وليس بصواريخ الكاتيوشا ؟ ولكن هنا يتأكد للجميع الثقة التي كانت لدى رجال الرجال في تنفيذ العملية بصواريخ الكاتيوشا وانجاز اهدافها بنجاح، ولان صيد ثمين كهذا سيجعل الهواة يختارون اقوى الصواريخ لتنفيذها ، ولكن بالنسبة لوحدات الجيش واللجان الشعبية لم تكن كذلك ، بل اختارت صواريخها وحددت نوعيتها وحددت نقطة الاستهداف المباشرة التي هي كانت نقطة تجمع نخبة القادة الاماراتين والسوادنين الذي يمكثون بعيدآ عن تجمعات المرتزقة كعادتهم في كل الجبهات، وهذا ان دل فإنما يدل على قوة الاستخبارات اليمنية واختراقها لصفوف قوات العدوان ، وهو انجاز نوعي أخر يجعل تحركاتهم مكشوفة ومعروفة ،مما يسهل إفشالها وايقاع الخسائر في صفوفهم.

فهذه العملية ليست بالسهلة نتائجها على دويلة الإمارات التي تولت قيادة المعركة في السواحل الغربية مقابل جبهتي ميدي ونهم للسعودية، لكونها أفشلت مخطط ظلو يعيدونه لأيام ، وانتظرو وصول مئات المرتزقة من ابناء السواحل الغربية بعد استكمال تدريباتهم في إحدى دول القرن الافريقي ، وثم تسليحهم في عدن ،والعودة بهم الى المخا، لبدء المعركة التي هي معركتهم كما يقولون لهم، حيث لم يكن وصول القادة الاماراتين والسودانيين إلا لبدء العملية التي استكملو الاعداد لها جيدآ ، وعلاوة على انها “ضربة الكاتيوشا”، قلبت مخططاتهم وجعلتها غير قابلة للتطبيق في الوقت الراهن ، إلا انها ايضآ زادت من حدة الخلافات بين صفوف المرتزقة وقادتهم ، و اوجدت فجوة الثقة بينهم ما ينعكس سلبآ على ارض المعركة.

وكما اسلفت في مطلع هذا المقال ان قوة السلاح وحداثته لا تضمن الانتصار في المعركة ، وفي المخا تحدث المعجزات عندما يصبح أثر الكاتيوشا التدميري باليستيآ يهزم الباتريوت ويتجاوزها ، وهي المرة الأول التي تطلق صواريخ الباتريوت لاعتراض صواريخ الكاتيوشا وتفشل ، ولا غرابة في ذلك لدى عربان الخليج الذين لا يفقون معنى الحروب ، ولا يعرفونها الإ في ألعاب البلاستيشن الخاصة بهم.

مقالات ذات صلة