خفايا عن “البنعلي”.. الأب الروحي لـ “داعش”!

متابعات | 3 يونيو | مأرب برس :

تقارير-صحيفة الديار

“أبو همام الأثري”، “أبو سفيان السلمي”، “أبو حذيفة”، ربما يتصور القارئ أنها كنى لعدة أشخاص، بيد أن الحقيقة أنها لشخص واحد فقط هو “تركي البنعلي”، الشرعي العام سابقا لتنظيم “داعش”.

 

وأعلنت مصادر داخل التنظيم أن البنعلي قضى الإثنين الماضي في غارة للتحالف استهدفت سيارة كان يقودها في محافظة الرقة، معقل التنظيم في سوريا.

وبمقتل البنعلي، يكون التنظيم فقد أبرز وجوهه الشرعية، ومن المؤكد أنه سيكون لمقتله تداعيات داخل التنظيم نظرا لكونه وضع حدا لـ”غلاة الدولة” كما يطلق التنظيم عليهم.

اذا خسارة البنعلي تعد قوية جدا لانه حمل لواء التأصيل لفكر الخوارج والتكفير في التنظيم وخسارته شكلت ضربة قاصمة لتنظيم “داعش”.

وبالعودة إلى تركي البنعلي، فبالرغم من بروز اسمه منذ سنوات، إلا أن عمره لم يتجاوز الـ33 عاما، إذ ولد في العام 1984 (البحرين). وذاع اسم البنعلي بعد إعلانه مبايعته لتنظيم “داعش” في 2014 وتوليه منصب الشرعي العام لدى التنظيم.

ونشر البنعلي عدة بحوث ورسائل ذات طابع متطرف من ابرزها رسالة “مد الأيادي لبيعة البغدادي”.

ويشتهر البنعلي بأنه أحد الآباء الروحيين الكبار لتنظيم “داعش” منذ تأسيسه، وبنشاطه الإعلامي الواسع ومحاضراته وخطبه التي يمجد فيها العنف والكراهية والتطرف.

ويعد “البنعلي” أحد أبرز قيادات “داعش” في مدينة سرت الليبية، حيث كان يلقي المحاضرات بالمساجد لعناصر التنظيم، وإعدادهم لدورات شرعية.

ووصل البنعلي إلى ليبيا في العام 2013 وتحديداً مدينة سرت، وألقى خطبة له في مسجد الرباط في تشرين الأول 2013، طالب فيها سكان المدينة بإتمام البيعة لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، ومن ثم ظهر في مدينة الرقة في تمّوز 2015، وأقام فيها صلاة العيد ثم عاد إلى ليبيا.

وعاد البنعلي مرة أخرى إلى سرت وسط ليبيا بعد مقتل الأنباري في غارة أميركية على منطقة الفتائح شرقي مدينة درنة عام 2015، وذلك بهدف تنظيم صفوف مقاتلي “داعش”، ووضع الترتيبات الإدارية بتفويض من البغدادي.

ويشار إلى أنه في آب 2015 استهدفت الطائرات الأميركية قوى الأمن الداخلي وفندق “المهاري” و”المجمع الإداري” بسرت في محاولة منها لاستهداف قيادات تابعة لتنظيم داعش وعلى رأسها البنعلي.

ووفقا للمعلومات، سعى البنعلي حينها لشق طريق للتعاون بين المقاتلين المتطرّفين، خاصة في مدن درنة وسرت وبنغازي شمالا، ومدينتي سبها وأوباري جنوبا، وحل الخلافات بين مبايعي البغدادي من جهة، وأنصار زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري من جهة ثانية. إلا أن الأوضاع المعقدة على الأراضي الليبية، وتزايد قدرة الجيش الوطني على ضرب مواقع المتطرفين، عرقلت مهمته.

وأضافت المعلومات أن البنعلي استعان في تحركاته واتصالاته في المناطق الليبية بعلاقاته القديمة مع فروع تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا، والتي تعود إلى نحو سبع سنوات مضت، ومن بينها “الجماعة الليبية المقاتلة”، و”القاعدة في بلاد المغرب”، والمجموعات التي كانت تتّخذ من شمال مالي مسرحا لعملياتها ضد الشركات الفرنسية والجزائرية.

من جانب آخر، اشارت المعلومات نفسها إلى أن عمليات الدخول والإقامة والتنقلات للبنعلي حينها، تولت تنظيمها، بشكل سري، مجموعة عرفت باسم “جماعة التوحيد” كانت تتخذ من سرت مقرًا لها.

وتقول أنباء إن البنعلي كان يتنقل في بين سرت والرقة، وذكرت مواقع بأنه كان مرشحاً لخلافة أبو محمد العدناني.

 

مقالات ذات صلة