هل يقول بوتين لملوك العرب وامرائهم لا تتوقعوا رؤية “ايفانكا بوتين” وسط خيامكم ومضاربكم؟

متابعات | 16يونيو | مأرب برس :

مقالات-رأي اليوم

يعزز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبضته الحديدية في روسيا يوما بعد يوم، مثلما يعزز في الوقت نفسه إنجازاته السياسية على الصعيد العالمي، فاستعادته لجزيرة القرم من أوكرانيا باتت مسألة محسومة، وخارج النقاش، والشيء نفسه يقال أيضا عن مشروعه في سورية، وتراجع حظوظ معارضي الرئيس بشار الأسد، سواء المصنفين على قائمة الإرهاب، او المقبولين منهم كمفاوضين في العملية السلمية، وتطور علاقاته مع تركيا العضو المؤسس لحلف الناتو اقتصاديا وعسكريا، والقائمة تطول.

 

نحن لسنا بصدد مناقشة هذه القضايا رغم أهميتها في هذا الحيز من صحيفتنا “راي اليوم”، وانما التركيز على اللقاء السنوي الذي بات يجريه الرئيس الروسي مع مواطنيه عبر شاشات التلفزة العامة ويجيب فيه عن اسئلتهم المعدة سلفا، وهو لقاء مهم يستحق التوقف عنده باعتباره ظاهرة غير مسبوقة في روسيا، وباتت بمثابة سنّة سنوية، حيث يقول المنظمون ان هناك اكثر من مليون سؤال جرى توجيهه اليه في الحلقة الاحدث التي جرى بثها اليوم ابرزها عن حياته الشخصية، عدا آلاف الرسائل الالكترونية والنصية.

ما لفت نظرنا كشف الرئيس بوتين للمرة الأولى “انه جد لطفلين من ابنتيه ماريا وكاترينا”، ولكنه اكد انه يريد لهما حياة عادية بعيدا عن الأضواء، رافضا ذكر أي شيء عن مكان اقامتهما او اسمائهما، مؤكدا في الوقت نفسه ان ابنتيه من زوجته السابقة التي انفصل عنها عام 2013 بعد زواج استمر 30 عاما، ما زالتا تعيشان في موسكو، نافيا بذلك بعض الاشاعات عن عيشهما في الخارج.

لا نعرف ما اذا كان الرئيس بوتين يغمز من قناة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يحرص على اصطحاب زوجته العارضة السابقة ميلانيا او ابنته ومستشارته الجميلة ايفانكا التي اصطحبهما معه وزوجها اثناء زيارته الأخيرة الى السعودية، ولكن من المؤكد انه أراد ان يقول انه رئيس مختلف، لا يفضل الخلط بين السلطة وشؤونه العائلية، ويفصل بين الامرين كليا، وهذا تصرف يحسب له في جميع الأحوال، لان هذه المحسوبية العائلية كانت، وستظل نقطة ضعف الكثيرين، خاصة في منطقتنا العربية.

“الديمقراطية” الروسية ليست مثالية، ومختلفة كليا عن نظيرتها الغربية، والأمريكية تحديدا، ولا مقارنة بينها وبين الديمقراطية العربية غير الموجودة أصلا في معظم الدول، ولكن ابنتي الرئيس الروسي المختفيتين عن المسرحين السياسي والاجتماعي في موسكو، لا تعيشان في قصور باذخة، ولم تشتر احدهما يختا بنصف مليار دولار، وجزرا في المالديف، ونترك الباقي لتصوراتكم، وما تبقى من خيالكم.

مقالات ذات صلة