الكشف عن سجون إمارتيه سرية باليمن..

متابعات |  22 يونيو | مأرب برس :

كشفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير عن سجون سرية تشرف عليها دولة الإمارات في اليمن، يجري فيها تعذيب المساجين والتحقيق معهم، بعد عمليات اعتقال تعسفي وإخفاء قسري.

 

ونقلا عن “عربي21” أوردت المنظمة الحقوقية في تقريرها الذي يعد سابقة، أماكن السجون السرية، ومعلومات عنها، وحذرت من أن الإمارات تدير مركزي احتجاز غير رسميين على الأقل، وأن مسؤوليها أمروا بالاستمرار في احتجاز الأشخاص، رغم صدور أوامر بإطلاق سراحهم، وأخفوا أشخاصا قسرا.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها المنظمة الدولية لحقوق الإنسان، فإنها كشفت أيضا عن أن الإمارات نقلت إلى محتجزين مهمين إلى خارج اليمن، وأن الولايات المتحدة متورطة مع المحتجزين في السجون السرية، إذ قامت باستجوابهم.

واتهمت المنظمة دولة الإمارات بأنها تموّل وتسلح وتدرب قوات تحارب في الظاهر الفروع اليمنية لتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، إلا أنها تقوم بتجاوزات مثل الاعتقال التعسفي والتعذيب في سجون غير رسمية.

من جهته، علق المحلل اليمني خالد عقلان على الأمر، بالقول إن “ما يحصل في اليمن من انتهاكات جسيمة تقوم بها قوات إماراتية ومليشيات تتبعها، يعد جريمة كبرى بحق اليمنيين، وانتهاكا للسيادة اليمنية وكرامة الإنسان اليمني، وتجاوزا لكل الأعراف والتقاليد العربية والقوانين الدولية”.

وأضاف في حديثه لـ”عربي21″، أن ما كشفته المنظمة الحقوقية “يعطي مؤشرا خطيرا للغاية على الدور الذي تقوم به الإمارات يعطيها صفة دولة المهمات القذرة في المنطقة عموما واليمن بشكل خاص”، وفق تعبيره.

ولفت إلى أن الإمارات كونها ضمن التحالف العربي الذي تدخل في اليمن، كان دورها منوطا بالإسهام باستعادة الدولة لصالح “الشرعية”، إلا أنها جاءت بقوات تتحول إلى عصابات وميليشيات تصادر حق الحياة، وكرامة الإنسان.

وأكد أن الكشف عن هذه الانتهاكات سيولد ردود أفعال كبيرة، وأن هذا الأمر يفقد التحالف العربي مشروعية تدخله في اليمن.

وحمل نشطاء يمنيون المنظمات الدولية والإنسانية المسؤولية في الوقوف ضد “الممارسات التي تدعمها الإمارات، التي تنتهك القانون الدولي وتكشف النوايا الخبيثة لبعض دول التحالف التي تسعى لتقسيم اليمن اجتماعيا وسياسيا”.

وناشد عقلان المجتمع الدولي للتدخل لوقف المأساة الإنسانية في اليمن، التي يضاعفها التحالف العربي، جراء تناقض أفعاله في الأرض مع أهدافه المعلنة، أثناء التدخل الذي كان في 26 آذار/ مارس 2015.

تورط أميركي

ونقلت تقارير أن السجون السرية التي تديرها الإمارات تعلم بشأنها الولايات المتحدة، وهي تقوم باستجواب المعتقلين، وتترك أمر التعذيب للقوات المدعومة إماراتيا وبأوامر من أبو ظبي.

وأفادت بأن مسؤولين أميركيين بارزين في وزارة الدفاع اعترفوا الأربعاء، بأن القوات الأميركية تورطت في تحقيقات مع محتجزين في اليمن، ولكنها نفت أي مشاركة بانتهاكات حقوق الإنسان.

وقال العديد من مسؤولي الدفاع الأميركيين الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إن القوات الأميركية تشارك في استجواب المعتقلين في مواقع في اليمن، وتطرح أسئلة على آخرين، بالتعاون مع حلفاء إماراتيين.

وقالوا إن كبار القادة العسكريين الأميركيين كانوا على بينة من المعلومات حول التعذيب في السجون في اليمن، ونظروا فيها، بيد أنهم راضون عن عدم وقوع أي إساءة من القوات الأميركية المتواجدة، في تنصل من المسؤولية حول تعرض المساجين للتعذيب، في حين لم ينفوا أن الإمارات التي تدير السجون هي المسؤولة عن الأمر.

ورفضت الإمارات هذه الادعاءات في بيان لها، قالت فيه: “لا توجد مراكز احتجاز سرية، ولا يتم تعذيب السجناء أثناء الاستجواب”.

وعلق كبير محامي الأمن القومي في “هيومن رايتس ووتش”، لورا بيتر، على الأمر بالقول: “تبين أن الولايات المتحدة لم تتعلم الدرس من خلال تعاونها مع القوات التي تعذب المحتجزين والتسبب بتفرق الأسر، فهذه وسيلة غير فعالة لمحاربة الجماعات المتطرفة”.

أماكن احتجاز سرية

وأكدت المنظمة على لسان مسؤولين يمنيين ومصادر عدة وجود عدد من أماكن الاحتجاز غير الرسمية، والسجون السرية في عدن وحضرموت، من بينها سجنان تديرهما الإمارات، وأخرى تديرها قوات أمنية يمنية مدعومة من الإمارات.

ووثقت “هيومن رايتس ووتش” حالات أشخاص معتقلين في 11 من تلك المواقع في المحافظتين.

مقالات ذات صلة