لاول مرة يقوم يهود الولايات المتحدة بالتهديد بالكف عن تأييد اسرائيل اذا لم يتم اعتماد صيغة حائط المبكى التي قامت حكومة اسرائيل بالغائها

تقارير | 4 يوليو | مأرب برس :

نداف شرغاي “إسرائيل اليوم” :

 

يمكن أن نحب أو لا نحب قرار الحكومة الغاء صيغة حائط المبكى. مسموح لنا أن ننتقده. ومسموح ايضا رفع حواجب من اختار العيش في الولايات المتحدة بدل العيش في اسرائيل، لكنه يطلب أن يكون له حق وتأثير في المواضيع الاساسية التي يقرر فيها الناخب الاسرائيلي والنظام في دولة اسرائيل. والأمر المحظور هو التسليم بالتهديدات التي تأتي من وراء البحار، والتي ترمز الى الصلة بين استمرار دعم اسرائيل وبين مصير الصيغة.

أجزاء من يهود الولايات المتحدة، ومثل الادارات الامريكية هذه أو تلك، أصبحت الآن وللمرة الاولى حليفة بشكل مشروط، وتقيس علاقاتها مع اسرائيل بناء على مصالحها. الادارات في واشنطن حاكمت وبلورت وقاست حجم تأييدها لاسرائيل بناء على سلوكها في المواضيع التي كانت هامة للادارة: المستوطنات، الدولة الفلسطينية وايران. يهود الولايات المتحدة في المقابل الذين هم اخواننا ومن لحمنا، قالوا دائما إن حبهم لاسرائيل غير مشروط بأي شيء.

حنان بورات، الذي سمع ذات مرة يوسي سريد وهو يقول عنه وعن زملائه “أنتم لستم اخوتي”، رد بشكل تلقائي تقريبا: “لكنك، يا يوسي، أخي. قد تكون أخا مخطئا، لكنك أخي”. صحيح أن الجميع ليسوا مثل بورات، لكن معياره هو المعيار المناسب: اليهود، حتى لو كان بعضهم اصلاحي والبعض الآخر ارثوذكسي، يظلون اخوة، حتى لو كان هناك جدال كبير. هم يتحدثون ويتناقشون ويستوعبون القرارات الصعبة، لكنهم لا يهددون.

واليكم مثالا عكسيا ومتطرفا: هل من المعقول أن تطلب اسرائيل من أحد أذرعها الامنية، الموساد مثلا، الكف عن العمل من اجل أمن الجاليات اليهودية في ارجاء العالم بسبب اختلافات في الرأي، حتى لو كانت شديدة، مع تلك الجاليات؟ هل يحق لاسرائيل الكف عن تقديم المساعدات المالية لتعزيز الهوية اليهودية في الشتات عند الحديث عن جاليات اصلاحية لا تقوم باتباع نمط الحياة اليهودية حسب النمط الارثوذكسي المقبول في البلاد؟ هل يحق لاسرائيل توزيع اموال مشروع “نعلاه” (الشباب المهاجرون قبل والديهم) حسب التصنيف اليهودي الداخلي لذلك الشاب؟ بالتأكيد لا.

لقد كان يهود الولايات المتحدة حتى الآن بوليصة تأمين لاسرائيل في أروقة الادارة والكونغرس ومجلس الشيوخ. واسرائيل في المقابل، قدمت وما زالت تقدم لهم وليهود العالم الملجأ البديل، في اللحظة التي تعود فيها المطاردة واللاسامية. وفرنسا تعتبر مثالا على ذلك.

سفير الولايات المتحدة في اسرائيل، ديفيد فريدمان، أدرك أيضا أنه تم تجاوز خط أحمر، وتضعضع من تهديد المنظمات اليهودية الكف عن تأييد اسرائيل. ومن يعرف؟ يمكن أنه قد خطر بباله أن ادارته ايضا ستستمد الشرعية من هذه التهديدات اليهودية الداخلية – اذا كان مسموح لهم ذلك، فلماذا هو غير مسموح لنا – الأمر الذي يجعل الادارة تهدد بشكل مشابه في مواضيع اخرى.

فكروا في صيغة حائط المبكى كما تشاءون، لكن اللحظة التي أُسمعت فيها التلميحات بأن يهود الولايات المتحدة سيقصون أنفسهم عن النشاطات ضد من يريد الحاق الضرر بالدولة اليهودية، ليست لحظة يمكن المرور عليها بصمت.

مقالات ذات صلة