تل ابيب: خلاف عميق مع واشنطن وموسكو حول اتفاق جنوب سوريا

متابعات |  2 أغسطس | مأرب برس :

كشفت مصادر سياسيّة في تل أبيب، وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى، كشفت النقاب عن أنّ تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، الذي عبّر عن معارضته الشديدة لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، بزعم أنّه يُرسّخ الوجود الإيراني في المنطقة، قد أدّت لاندلاع مواجهةٍ ساخنةٍ جدًا بين الدولة الاسرائيليّة من جهة وبين واشنطن وموسكو من جهة أخرى، ولفتت المصادر إلى أنّ الأزمة الدبلوماسيّة بين الأطراف الثلاثة ما زالت على نارٍ هادئةٍ وسريّةٍ ويتّم علاجها في القنوات الدبلوماسيّة السريّة.

 

وكان نتنياهو قال في تصريحات صحفية أدلى بها الشهر الماضي في العاصمة الفرنسية باريس، إنّه أبلغ الرئيس الفرنسيّ بمعارضة “إسرائيل” بشكلٍ جارفٍ للاتفاق، الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا، قبل عدّة أسابيع.

وفي سياقٍ متصلٍ، نقلت صحيفة “هآرتس″ الاسرائيلية، عن موظف إسرائيلي رفيع المستوى زعمه أنّ “إسرائيل” تعي نية إيران بالانتشار بشكل كبير في سوريّا. وادعى أنّ إيران ليست معنية بإرسال مستشارين إلى سوريّا فقط، وإنما بإرسال قوات جيش كبيرة وإقامة قاعدة جوية لطائراتها وقاعدة بحرية لسفن أسطولها، وهذا يغير صورة الوضع في المنطقة، على حدّ تعبيره.

ورأت “هآرتس″ أنّ أقوال نتنياهو ضدّ اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريّا تكشف عن وجود خلاف كبير بين “إسرائيل” وبين روسيا والولايات المتحدة، وأنه كان ظاهرًا في قنوات دبلوماسية هادئة ولم يعلن من قبل.

وكان مسؤولون إسرائيليون قد أجروا مؤخرًا، محادثات مع آخرين في الإدارة الأمريكية حول اتفاق وقف النار جنوب سوريّا.

وطالبت الحكومة الإسرائيلية مرارا بإقامة منطقة عازلة في المنطقة الجنوبية من الأراضي السورية، بدعوى إبعاد قوات إيران وحزب الله عن هضبة الجولان.

وتوصلت الولايات المتحدة وروسيا والأردن إلى اتفاق لوقف إطلاق النار و”عدم التصعيد” بداية الشهر الماضي بهدف وقف القتال بين القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة بجنوب غرب سوريّا.

يشمل وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في الـ 9 من تموز (يوليو) الماضي، محافظات السويداء والقنيطرة ودرعا في الجنوب الغربي على الحدود مع الأردن.

وذكرت صحيفة “هآرتس″ أنّ المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، عقد جلسته الأولى حول موضوع اتفاق وقف إطلاق النار جنوب سوريّا، والذي توصلت إليه مؤخراً كل من الولايات المتحدة وروسيا.

وأشار مسؤول إسرائيليّ مطّلع على تفاصيل الجلسة أنّ الوزراء أُبلغوا بأنه لم يتم الاتفاق على البنود كافة بين الولايات المتحدة وروسيا، وأنّ الدولة الاسرائيلية تعمل مع الإدارة الأمريكيّة ومع الحكومة في موسكو على تحسينه، والتأكد بأنه لا يمسّ بمصالح “إسرائيل” الأمنية، وفق قوله.

وأضافت الصحيفة أنّ مسؤولا سياسيًا إسرائيليًا رفض الكشف عن اسمه بسبب الحساسية السياسية، أشار إلى أنّه شارك في الجلسة رئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت، ورئيس الموساد يوسي كوهين، إضافة إلى مسؤولين في الجيش الإسرائيليّ وفي وزارتي الخارجية والأمن. وبحسب كلامه، فإنّ جزءً كبيرًا من الجلسة خُصص للاستماع إلى تقارير عن الوضع في سوريّا، وعن اتفاق وقف إطلاق النار والمناطق العازلة التي سيتم إنشاؤها كجزء منه، على الحدود بين سوريّا وفلسطين المحتلة، وبين سوريّا والأردن.

وأشارت “هآرتس″، إلى أنّ الوزراء أُبلغوا خلال الجلسة بأن البيان الأمريكي-الروسي حول وقف إطلاق النار جنوب سوريّا، هو بيان أولي فقط، وأن الدولتين لا تزالان تديران في هذه الأيام مفاوضات بمشاركة الأردن حول كل عناصر التسوية للمناطق العازلة. ولفتت الصحيفة إلى أنّ القضية الأساس التي لا تزال مفتوحةً هي حول الجهة التي ستتدخل في هذه التسوية في المناطق العازلة، وستشرف على وقف إطلاق النار فيها، وستحرص بأن لا تدخل إليها قوات إيرانية أو عناصر من حزب الله، بحسب تعبير الصحيفة.

كما عُرض أمام الوزراء، بحسب الصحيفة، أسباب معارضة “إسرائيل” لمسودة الاتفاق كما هي الآن، خاصة موضوع الإشراف على المناطق العازلة على الحدود.

وقال المسؤول الإسرائيليّ عينه أيضًا إنّ مسألة الإشراف على المناطق العازلة لا تزال عالقة. وأنّ المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن مستمرة بخصوص هذه المسألة للاتفاق على التفاصيل. وقد استمع الأميركيون إلى رسالتنا حيال معارضة الاتفاق وتدور معهم محادثات معقدة وليست سهلة في الموضوع، على حدّ قوله.

مقالات ذات صلة