وول ستريت جورنال: بن سلمان وبن زايد: هكذا تعارفا.. هكذا يريدان إعادة تشكيل المنطقة

متابعات | 7 اغسطس | مأرب برس :

تعود “وول ستريت جورنال” من خلال مقالة تحمل توقيع مارغريتا ستانكاتي إلى بداية التعارف عن قرب بين محمد بن زايد ومحمد بن سلمان خلال رحلة تخييم في الصحراء السعودية قبل عام ونصف برفقة صقور مدربة ودائرة ضيقة. رحلة كانت بمثابة “نقطة تحول” في الصداقة الآخذة بالازدهار بين الشيخ الإماراتي والأمير السعودي وفق ما يقول أشخاص مطلعون على هذه الرحلة. رحلة باتت بعدها “سياسات الدولة الغنية بالنفط والمحافظة تتوافق مع سياسات جارتها الأصغر والأكثر ليبرالية والمتنوعة اقتصادياً” وبات ينظر إلى العلاقة بين بن سلمان وبن زايد على أنها السبب الرئيسي في التحول السعودي لجهة “اتخاذ خطوات أكثر حزماً في الحدّ من التطرف الديني والتشدد مع الجماعات الإسلامية في الخارج” فضلاً عن سياسة خارجية أكثر تشدداً آخرها “الجهود المشتركة مع الإمارات لفرض حصار على قطر”.

في هذا السياق نقلت “وول ستريت جورنال” عن اندرياس كريغ المستشار السابق للحكومة القطرية والخبير في الشأن الخليجي في “كينغز كولدج لندن” قوله “إن بن سلمان وبن زايد هما اللذان خلقا هذا الوضع″ مشيراً إلى أنه “حتى وقت قريب كانت علاقة الأمير السعودي بالأمير القطري جيدة لكن نظراً لكون قطر والإمارات بعيدتين 180 درجة عن بعضهما البعض كان على السعودية أن تختار”.

 

وفق ما يقول مسؤولون مقربون من البلاط الملكي فإن القيادة السعودية “انقسمت حول كيفية التعامل مع قطر” بالرغم من إعلان مسؤولين سعوديين وإماراتيين بأن القرار بشأن قطر اتخذ على نحو مشترك، علماً أن الصحيفة لم تتمكن من الحصول على تعليق من الرياض بخصوص هذا الأمر.

هذا التقارب المتزايد بين الرياض وأبو ظبي بحسب “وول ستريت جورنال” له آثار بعيدة المدى على المنطقة والإدارة الأميركية التي اتخذت موقفاً متشدداً حيال إيران ورحبت بالتعاون مع السعودية والإمارات ضدّ خصمها المشترك، لكنّه في الوقت نفسه يشكل تحدياً لواشنطن تحديداً ما هو مرتبط بموقفهما حيال قطر حيث تحاول إدارة ترامب بذل جهود لحلّ الخلاف مع الدوحة التي تستضيف أكبر القواعد العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط في الوقت وتستخدمها الطائرات المشاركة في قتال داعش في العراق وسوريا.

 

تنقل الصحيفة الأميركية رؤية أبو ظبي للرياض حالياً من خلال مقربين من القيادة الإماراتية. يقول هؤلاء “إن الإمارات ترى في السعودية “مستقرة ومعتدلة” أولى أولويات الأمن القومي نظراً لمكانتها كمهد للإسلام” إلى جانب مصر.

يقول مسؤول إماراتي رفيع “إنهما تشكلان مركزي الثقل بالنسبة للإسلام وإذا لم تكونا معتدلتين فإننا سنخسر الإسلام لمصلحة الإيديولوجيات الإسلامية الأكثر تطرفاً” مضيفاً “بالنسبة إلينا حماية الإسلام تتطلب نجاح السعودية ومصر”.

 

ترى القيادة الإماراتية في محمد بن سلمان الرهان الأفضل لمنع زعزعة استقرار المملكة. وهو ما دفع بن زايد لتنظيم زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية في أيار/ مايو الماضي فيما لعب مسؤولون إماراتيون رفيعون دوراً رئيسياً في الضغط على الإدارة الأميركية الجديدة لدعم بن سلمان.

 

وتخلص الصحيفة نقلاً عن المسؤول الأميركي السابق في وزارة الدفاع ورئيس مجلس الأعمال الأميركي الإماراتي داني سبرايت إلى أن العلاقة بين بن سلمان وبن زايد بمثابة “دينامية جديدة تهدف لإعادة تشكيل المنطقة ليس فقط في الوقت الراهن إنما في المستقبل”. (الميادين)

مقالات ذات صلة