سفير تل أبيب الأسبق بالقاهرة: الاردن ركيزة اساسية في الشرق الاوسط وزعزعته ستؤدي الى مواجهة عسكرية مباشرة بين اسرائيل وايران

متابعات | 14 اغسطس | مأرب برس :

عبّر سفير إسرائيل الأسبق في مصر، تسفي مازئيل، عن شكوكه العميقة من إمكانية تمكّن المملكة الأردنيّة الهاشميّة من الصمود ومُواصلة الطريق كدولةٍ آمنةٍ، لافتًا إلى أنّه بدون الدعم الغربيّ والإسرائيليّ بطبيعة الحال، لما كان هذا البلد العربيّ يستمّر في العيش في منطقة الشرق الأوسط.

 

ولفت في دراسةٍ نشرها على موقع “المركز الأورشليمي لدراسات المجتمع والدولة” (JCPA) إلى أنّ الأردن يُعتبر ركيزةً أساسيّةً في تركيبة الشرق الأوسط، إذْ أنّه يُشكّل حجر الأساس في التركيبة، وفي حال سقوطه، فإنّ التركيبة برّمتها ستسقط.

 

وبحسب المفاهيم السياسيّة، تابع السفير الإسرائيليّ الأسبق، فإنّ المملكة الهاشميّة هي عمليًا منطقة فصل على طول حدودها مع كلٍّ من سوريّة والعراق، وهي التي تقوم بمنع التنظيمات الإرهابيّة والتكفيريّة الإسلاميّة من الدخول، وفي المُقابل فإنّها تمنع الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة من التغلغل والتمركز في منطقة الشرق الأوسط، على حدّ تعبيره.

 

بالإضافة إلى ذلك، قال مازئيل إنّه إذا تحطّم هذا التوازن، وبفعل ذلك تقوم قوّات عسكريّة إيرانيّة بالتمركز في جنوب سوريّة، أوْ في شمال الأردن، بواسطة حزب الله وميليشيات شعبيّة أخرى، فإنّ الصورة الكاملة في الشرق الأوسط ستتغيّر كليًّا، وسيختفي الأمل لتهدئة المنطقة نهائيًا، بحسب مازئيل.

 

علاوةً على ذلك، أشار السفير الإسرائيليّ الأسبق إلى أنّ مُحللين كثر في الإعلام العالمي، وبشكلٍ خاصٍّ الإعلام الغربيّ، يُعبّرون عن شكوكهم العميقة في أنْ يستمّر هذا البلد العربيّ بالعيش بسلامٍ وآمانٍ. وشدّدّ على أنّ نجاح الملك عبد الله الثاني حتى اليوم تقودنا إلى التفاؤل الحذر، مع أنّ الماضي لا يُمكن أنْ يكنن عبرةً للمُستقبل.

 

 

وبرأيه، ليس الولايات المتحدّة الأمريكيّة تقف إلى جانب الملك، بل أيضًا إسرائيل التي من مصلحتها الإستراتيجيّة والوجوديّة أنْ يكون الأردن آمنًا وموحدًا، مع ذلك، زاد مازئيل، علينا أنْ نأخذ بعين الاعتبار أنْ يحصل تردٍ في الوضع بسبب النشاط الإيرانيّ في كلٍّ من سوريّة والعراق، وبالمُقابل هشاشة الوضع الداخليّ في المملكة، على حدّ قوله.

 

وشدّدّ قائلاً إنّه إذا لا سمح الله وصل الأردن إلى وضعٍ من الفوضى، فلن يكون عندها بالإمكان منع مُواجهة مُباشرةً بين إسرائيل وإيران، الأمر الذي سيؤدّي بطبيعة الحال إلى تعاظم الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، فوضى لم نعهدها ولم نشهدها من ذي قبل، قال مازئيل.

 

وكانت مصادر سياسيّة وأمنيّة في تل أبيب، وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى، كشفت أخيرًا النقاب عن جلسةٍ سريّةٍ عقدتها سفيرة إسرائيل في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، عينات شليان، مع قائد هيئة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيليّ، الجنرال غادي آيزنكوط، أعربت فيها عن تقديرها بأنّ الأوضاع في الأردن باتت غيرُ مستقرّةٍ، لافتةً إلى أنّ أزمة اللاجئين السوريين، الذي وجدوا في المملكة ملجأً، باتت تُشكّل خطرًا شديدًا على الاستقرار في المملكة، التي وقعّت على اتفاق سلامٍ مع إسرائيل في العام 1994، والمعروف باسم اتفاق وادي عربة.

 

وقال مُراسل الشؤون السياسيّة في صحيفة (هآرتس)، باراك رافيد، نقلاً عن مسؤولٍ سياسيٍّ مطلّعٍ في تل أبيب، والذي طلب عدم ذكر اسمه، إنّ اللقاء المذكور بين شليان وأيزنكوط، عُقدا بناءً على طلب الأخير، إذْ أنّ القائد العّام لهيئة الأركان أراد الاستماع لوجهة نظر السفيرة حول الأوضاع في الأردن نظرًا لأهمية هذه الدولة العربيّة من الناحيتين الإستراتيجيّة والأمنيّة للدولة العبريّة.

 

وساق المسؤول الإسرائيليّ قائلاً، بحسب الصحيفة العبريّة، إنّه بعد مرور عدّة أسابيع على اللقاء، قال الجنرال آيزنكوط في جلسةٍ سريّةٍ مع دبلوماسيين أجانب عقدت في تل أبيب، إنّه قلق من الأقوال والتقديرات التي سمعها من السفارة بعمّان، وتابع خلال الجلسة نفسها إنّه في حال اقتضت الحاجة والضرورة فإسرائيل مطالبة بدعم ومساندة صديقتها بالجانب الشرقيّ، أيْ الأردن، على حدّ تعبيره.

 

وشدّدّت الصحيفة على أنّ الجنرال آيزنكوط اعتمد  في تحذيراته إلى تقدير موقف باعث على التشاؤم قدّمته السفيرة شلاين، وقال للدبلوماسيين إنّ الدولة العبريّة ستكون مطالبة بالعمل على دعم النظام في الأردن، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ جوهر مظاهر عدم الاستقرار في الأردن اقتصاديّة وأمنيّة، وناتجة عن الأعباء التي يتحملّها نتيجة استيعابه لعددٍ كبيرٍ من اللاجئين السوريين. وأوضحت الصحيفة العبريّة أنّ وزارة الخارجيّة، التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رفضت التعقيب على ما جاء في الخبر الذي أوردته.

 

من الأهميّة بمكان الإشارة إلى أنّ معهد الأبحاث الذي نُشرت فيه هذه الدراسة يرأسه د. دوري غولد، المدير العّام السابق لوزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، والمُقرّب جدًا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو الذي التقى أولاً بالجنرال السعوديّ المُتقاعد، أنور عشقي .

المصدر/ رأي اليوم .

مقالات ذات صلة