إسرائيل تدعم قيام دولةٍ كرديّةٍ بالعراق لتنفيذ مخططها بأنشاء دولةٍ كبيرةٍ تضّم الأكراد بسوريّة وتركيّا وإيران

متابعات | 17 سبتمبر | مأرب برس :

تُعنى دولة الاحتلال الإسرائيليّ بتمكين حكومة إقليم كردستان، من تأمين شروط إعلان استقلال الإقليم عن العراق، وتعمل على إقامة دولةٍ كرديّةٍ في شمال العراق، كي تكون نواة لدولةٍ كرديّةٍ أكبر، تضم لها لاحقًا مناطق التواجد الكرديّ، في شمال وشمال شرق سوريّة، وشرق تركيا، وغرب وشمال غرب إيران.

وقد دلل رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، على أهمية قيام دولة كردية مستقلة في العراق، وذلك لأنهم جديرون بها، كما قال، وطالب رئيس المجلس الوطني الكردستاني في سوريّة، شيركو عباس، دولة الاحتلال مباشرة بدعم الدولة الكردية، وقال إنّ الأكراد لم يناصبوها يومًا العداء، وإنّهم المحرك للديمقراطية في الشرق الأوسط، ودعم إسرائيل للأكراد سيساهم في بناء حدود آمنة لها.

 

ولكن السؤال المُهّم، وليس الأهّم: هل إعلان إسرائيل الرسميّ أنّها تؤيّد استقلال الأكراد في إقليم كردستان العراق، سيُلقي بظلاله السلبيّة على العلاقات مع حليفتها الإستراتيجيّة تركيا، التي تُعارض هذه الخطوة جملةً وتفصيلاً، وتعمل على إلغاء الاستفتاء المُزمع إجراؤه في الإقليم في الخامس والعشرين من شهر أيلول (سبتمبر) الجاري.

 

وغنيٌ عن القول إنّ إسرائيل، هي الدولة الوحيدة في العالم، والتي أعلنت على لسان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، دعمها لمطالب الأكراد بالاستقالال، زاعمةً في بيانها الرسميّ أنّ موقفها هذا نابعٌ من إيامنها القاطع بحقّ الشعوب في التعبير عن مصيرها الوطنيّ.

 

مُحلل الشؤون العربيّة في صحيفة (هآرتس)، د. تسفي بارئيل، وهو من أبرز المُستشرقين في الدولة العبريّة تناول في مقالٍ له موقف إسرائيل الداعم لاستقلال الأكراد في العراق، وقال إنّه ليست صدفة أنّ إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تأييده لاستقلال الأكراد في العراق أتى بعد بضعة أيام من خطاب وزيرة القضاء الإسرائيليّة أييلت شكيد، كجزء من المنافسة بينه وبين خصومه من “البيت اليهودي”، على الرغم من أنّ الأخيرة ذهبت إلى أبعد من ذلك.

 

ولفت المُستشرق الإسرائيليّ إلى أنّه في خطابها الأسبوع الماضي في مؤتمر في “هرتسليا”، أوضحت شكيد أنّه من مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة قيام دولة للأكراد، في البداية في العراق. وقد حان الوقت لأنْ تدعم الولايات المتحدة هذا الأمر، وساقت قائلةً إنّه صحيح أنّ تأييد قيام دولة مستقلة للأكراد ليس موقفًا إسرائيليًا جديدًا، وقد قال نتنياهو أمورًا مشابهةً في 2014. لكن في الوقت الحالي، استدركت الوزيرة التي دعت لإبادة الفلسطينيين، أيْ أقّل من أسبوعين قبل إجراء الاستفتاء الشعبي في المنطقة الكردية في العراق، فإنّه في رسالة إسرائيل أكثر من دعم أخلاقي لحقّ الأكراد بدولة مستقلة.

 

وأشار د. بارئيل أيضًا إلى أنّ هذا الموقف يغرس إبرة حادة في عيون رئيس تركيا رجب الطيب أردوغان الذي يعارض بصورة إيديولوجية وإستراتيجية قيام دولة كردية مستقلة. وأكثر من ذلك، هذه رسالة مزدوجة في الأساس لتركيا ولكن ليس لها فقط.

 

أيْ أنّه طالما أنّ تركيا تقوم بدعم حماس ولا تعتبرها منظمة إرهابية، تابع المُستشرق الإسرائيليّ، فعليها توقع أنْ يتّم رشق الحجارة على المبنى الزجاجي الذي تعيش فيه. وهكذا، فإنّ مَنْ يؤيّد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة من الأفضل أنْ يستعد لقيام إسرائيل بتأييد إقامة دولةٍ كرديةٍ مستقلةٍ.

 

وشدّدّ المُحلل على أنّه يصعب القول إنّ التصريحات الإسرائيلية قد فاجأت تركيا. وأضاف أنّه مباشرة بعد قضية قافلة “مرمرة”، حيث أنّ عدة عمليات نفذها حزب العمال الكردستاني ضدّ أهدافٍ في تركيا، سُمعت أصوات في البرلمان التركي تتهم إسرائيل بشكلٍ مباشرٍ بعقد تحالف مع الحزب كعملية انتقامية على دعم تركيا للقافلة البحرية.

 

علاوةً على ذلك، شدّدّ د. بارئيل على أنّ تركيا أيضًا يُمكنها الاعتماد على أقوال نائب رئيس هيئة الأركان السابق، الجنرال يائير غولان، الذي قال في مؤتمر في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط إنّه لا يرى في حزب العمال الكردستانيّ منظمةً إرهابيّةً، وأنّ إقامة دولة كردية مستقلة هي أمر جيد.

 

وخلُص المُستشرق الإسرائيليّ إلى القول إنّه بالنسبة لتركيا هذا يعتبر أفضل برهان على أنّ إسرائيل تؤيّد التنظيمات الإرهابيّة، على حدّ تعبيره.

 

جديرٌ بالذكر أنّ السفير الإسرائيليّ لدى الولايات المتحدة، رون درمر، كان قد قال في شهر آذار (مارس) المُنصرم إنّ إسرائيل تُناصر الشعب الكردي في نضاله من أجل الاستقلال، وفي حربه ضدّ داعش. وجاءت هذه التصريحات في حديث مع التلفزيون الكرديّ، حيث قال درمر إنّه إلى جانب إسرائيل، هنالك شعب آخر يحب الحرية ويناضل من أجل الاستقلال، إنّه الشعب الكردي.

وأضاف، كما أفاد موقع (المصدر)، نشعر أنّ هنالك علاقات قوية بين اليهود والأكراد وبين إسرائيل وكردستان. نتمنّى لهم الخير. وأشاد السفير بالروح القتاليّة لدى الأكراد في وجه تنظيم داعش.

*رأي اليوم .

مقالات ذات صلة