فيسك: السعودية رفعت الحظر عن القيادة للتغطية على المشكلات الجيوسياسية التي تعصف بالمملكة

متابعات | 1 اكتوبر | مأرب برس :

قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية اليوم في مقال للكاتب الشهير “روبرت فيس” إن الملك سلمان وقع المرسوم، ولكن العالم يعرف أن ولي العهد هو وراء كل هذا، فقط لأنه كان وراء خطة اقتصادية طموحة جديدة للابتعاد عن “جشع” النفط في العالم.

 فولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو رجل وسائل الإعلام والدهاء، وكان قد ضغط على هذا الزر بغية الحصول على هذه العناوين: المرأة السعودية ستكون قادرة على القيادة لأول مرة في تاريخ المملكة- وقد يكون هذا القرار للتغطية على فضيحة صفقة الأسلحة قبل ثلاثة أشهر مع أمريكا أي إن ما يريده ولي العهد هو أن تقول وسائل الإعلام أن السعودية رفعت الحظر عن القيادة، بدلا من قطع رؤوس أبنائها، وإلقاء القبض على نشطاء حقوق الإنسان والحرب المروعة في اليمن.

أولا وقبل كل شيء، يتعين على “لجنة” رفع الحظر تفصيل هذا القرار فهل سيكون لها الحق في فرض قيود على القانون الجديد؟ حد السن، النساء المتزوجات فقط؟ لأنه عندما قال رجل دين سعودي قبل أسبوع أن المرأة لديهم تمتلك “ربع القوة العقلية للرجال”، سيكون هناك بالتأكيد بعض القيود على هذه الحرية الجديدة.

وتابع فيسك بالقول إنه ليس هناك شك في أن السعودية تحتاج إلى بعض الأخبار الجيدة، مثل غضبها من إيران حيث كانت النساء تقود السيارة لعقود وبعد فشل محاولتها لعزل قطر و الحرب في اليمن التي سببت 10،000 قتيل و 40000 جريح أي إن هناك نفور من الجميع بعد أفعال السعوديين، ناهيك من قبل اليمنيين أنفسهم بعد الدمار الهائل الذي لحق ببلادهم  والذي أدى إلى وباء الكوليرا والذي يعني أن أكثر من نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر والذين لا يستطيعون حتى تحقيق حلم تغذية أطفالهم.

أي إن رفع الحظر هو خطوة للدعاية العملاقة إلى الأمام في مجال حقوق الإنسان، من أجل تحقيق المساواة للمرأة في العالم الإسلامي، و “التقدم” في المملكة العربية السعودية على مستوى الدول الخليجية – وإن كانت كل دولة عربية أخرى في المنطقة قد سمحت للنساء بقيادة السيارات لسنوات.

وأضاف فيسك إن الملك سلمان، بطبيعة الحال، يوقع المرسوم، ولكن العالم يعرف أن ولي العهد هو وراء كل هذا، فقط لأنه كان وراء خطة اقتصادية طموحة جديدة للابتعاد عن جشع النفط في العالم، ويخشى العديد من محللي النفط أن احتياطيات النفط السعودية ليست كبيرة كما تقول المملكة؛ حتى أن سوريا قد تكون تمتلك من النفط أعلى مما نعتقد، خاصة إذا تم تسجيل النفط الموجود في ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وفي القانون السعودي، لا تزال المرأة في السعودية خاضعة لقاعدة الرجال، ورفع الحظر على القيادة ليس فيه ضرر على المجتمع الذكوري الذي يهيمن عليه تعاليم الوهابية.

وهنا تساءل فيسك بالقول هل لي أن أشجب التقرير الذي قدمتها السعودية بشأن تمويل التطرف لحماية صفقات الأسلحة، ومثل كل الدول الغنية، كان يمكن للسعودية أن تكون دولة كبيرة في العالم، ولكن ماذا عن الحروب في اليمن، والخلافات مع إيران، وقوانين القرون الوسطى والعربدة من مبنى مدرسة الإسلام – ناهيك عن العربدة الأمريكية وشراء الأسلحة – إذا كان ولي العهد قد أنفق المزيد من الوقت في التفكير في التطوير الذي يتمتع فيه بقية جيرانه العرب، على التعليم الإنساني والعدالة لشعوب المنطقة.

*الوقت .

مقالات ذات صلة