البرلمان المغربي يستقبل وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق بهتافات: ارحَل.. مجرم حرب وعضو بوفد دولة الاحتلال يرُدّ بصلفٍ: القافلة تسير وتل أبيب تلتزم الصمت

متابعات | 9 اكتوبر | مأرب برس :

عند اندلاع حرب لبنان الثانيّة في صيف العام 2006، خرج وزير الأمن الإسرائيليّ، عمير بيرتس، إلى وسائل الإعلام العبريّة، وقال مُوجهًا حديثه لسيّد المُقاومة، حسن نصر الله: أنظر جيّدًا، لن تنسى وجهي ما حييت، كان بيريتس، الذي ينحدر من أصولٍ مغربيّةٍ، على ثقةٍ بأنّ جيش الاحتلال سينتصر في المُواجهة مع حزب الله، ولكنّه، كباقي الإسرائيليين، اكتشف فجأةً أنّه لا حسم ولا نصر، إنمّا إخفاق وفشل للجيش “الذي لا يُقهر”.

بيرتس، الذي خسر مؤخرًا المنافسة على رئاسة حزب العمل الإسرائيليّ، يُواصل نشاطه كنائبٍ في الكنيست، وفي هذا الإطار وصل إلى المغرب على رأس وفدٍ إسرائيليٍّ، إلّا أنّ الرياح لم تجرِ كما يشتهي الوفد القادم من دولة الاحتلال.

فقد اندلعت احتجاجات حادّة بمجلس المستشارين، أمس الأحد، على خلفية حضور وفد إسرائيلي للمشاركة في المناظرة الدولية التي ينظمها مجلس المستشارين والجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط بشراكة مع المنظمة العالمية للتجارة حول “تسهيل التجارة والاستثمارات في المنطقة المتوسطية وإفريقيا”.

وتحولت الجلسة في القاعة رقم 11 بالغرفة الثانية، إلى ملاسنات حادّة بين مستشارين من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والوفد الإسرائيليّ، كما تمّ رفع لافتات تبين رفض المغاربة لحضور ممثلين عن الدولة العبريّة وتتهمهم بقتل الأطفال والشيوخ والشباب وممارسة الإرهاب ضدّ الشعب الفلسطينيّ.

واستنكرت الفرق والمجموعات برلمانية بمجلس المستشارين، حضور وزير الأمن الإسرائيليّ الأسبق، عمير بيريتس إلى جانب أعضاء في الكنيست، للمشاركة في أشغال المناظرة الدولية المذكورة وسط تنديدٍ قويٍّ ضدّ هذه المشاركة من قبل الهيئات والجمعيات المدنية والحقوقيّة.

وصرخ عبد الحق حيسان عن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في وجه بيريتس، حيث أردف قائلاً: هذا الشخص مجرم حرب وعليه أنْ يرحل من هنا، نحن لم نقبله في البرلمان، والشعب المغربيّ يرفض حضوركم، وهو الأمر الذي ردّ عليه مجلّي وهبة، وهو نائب سابق في الكنيست الإسرائيليّ ومن أبناء الطائفة المعروفيّة في فلسطين، قائلاً إنّ القافلة تسير، وبيرتس داعية سلام وليس مجرم حرب، على حدّ تعبيره.

وعلى إثر هذا الحادث، دعا الائتلاف المغربيّ من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع الذي يضم 14 هيئة مناهضة للصهيونية، إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان، للتنديد بمشاركة الوفد الإسرائيليّ في مناظرة بالبرلمان المغربي. إلى ذلك منع صحافيون من تغطية النشاط الذي يحضره الوفد عن الكيان الإسرائيليّ من قبل مسؤولي الأمن بالغرفة الثانية.

وكانت جمعية مغربية، طالبت رئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان) حكيم بنشماش، بطرد الوفد الإسرائيليّ، وجاء ذلك في رسالةٍ وجهتها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (غير حكومية) إلى بنشماس، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة (يمين) المعارض.

وقالت الجمعية إنّ مجموعة العمل تطالبكم باسم كل مكوناتها وباسم أطياف الشعب المغربي بالعمل الفوري على طرد عصابة الصهاينة بقيادة المجرم عمير بيريتس تجاوبًا من المؤسسة التشريعية مع الإرادة الشعبية الرافضة لكل أشكال التطبيع.

وأضافت إنّ الشعب المغربي ما فتئ يُعـبّر عن رفـضه المطـلـق ومواجهته لكلّ أشـكـال ومظاهر التطبيع الصهيونيّ، كما أنّ الشخص المذكور هو موضوع شكوى جنائية أمام القضاء المغربيّ والدوليّ لمسؤوليته عن المجازر وجرائم الإبادة و جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإرهاب.

وأدانت المجموعة حضوره باعتباره جريمة تطبيعية كبيرة بحق المغرب و المغاربة وبحق الشعب الفلسطينيّ وخدمة مجانية للكيان الصهيوني وتبييضًا لوجه الاحتلال وتزكية لجرائمه، على حدّ تعبيرها.

وقالت الإعلامية المغربية هاجر الريسوني في صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إنّ الصحافيين ممنوعون من تغطية نشاط في مجلس المستشارين يحضره مجرم الحرب عمير بيريتس إلى جانب صهاينة أعضاء في الكنيست. وأضافت أنّ القنوات الرسمية (التلفزة المغربية الرسمية) هي فقط المخول لها تغطية النشاط.

علاوةً على ذلك، أعلنت 3 كتل برلمانية بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان) رفضها مشاركة وفد إسرائيلي بينهم وزير الأمن الإسرائيليّ الأسبق.

من الجدير بالذكر أنّ القناة الثانيّة في التلفزيون العبريّ قامت مساء أمس، في نشرتها الإخباريّة الرئيسيّة بإبراز الاستقبال الـ”حافل” لوزير الأمن الإسرائيليّ الأسبق في المغرب، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة لم تُعقّب على الواقعة بتاتًا.

*رأي اليوم .

مقالات ذات صلة