الصفحة الأجنبية: قرار ترامب حيال قوات حرس ’الثورة’ الإيرانية سيكون له تداعيات كارثية

متابعات | 12 اكتوبر | مأرب برس :

أفادت صحف أجنبية أنّ “الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيتهم إيران بأنها تمثل “النفوذ الأكثر تدميراً” في المنطقة بعد هزائم “داعش” وفق زعمه، وذلك خلال الإعلان الذي سيدلي به حول استراتيجيته حيال إيران.

وفي سياق متصل، حذر صحفيون من أن أي قرار من قبل إدارة ترامب بإدراج قوات حرس “الثورة” الإيرانية على لائحة الإرهاب قد يحمل معه تداعيات خطيرة تطال كافة أنحاء الشرق الأوسط.

كذلك شدد باحثون أميركيون على أن” السعودية سترحب بقيام ترامب بسحب الثقة من الاتفاق النووي مع إيران، ولفت باحثون آخرون الى معارضة متزايدة في الكونغرس للحرب على اليمن والدور الأميركي بهذه الحرب.

*ترامب سيزعم بأن إيران تشكل “النفوذ الأكثر تدميراً” في الشرق الأوسط

كشف تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب سيعلن خلال الأيام المقبلة أن الاتفاق النووي مع إيران لا يصب في المصلحة الأميركية لكن من دون أن يوصي بفرض “عقوبات نووية متجددة”.

كما أفاد التقرير أنه من المتوقع أن يقول ترامب إنه وفي ظل إضعاف تنظيم “داعش”، تتموضع إيران لتشكل “النفوذ الأكثر تدميراً” في الشرق الأوسط (بحسب تعبير التقرير)، وإنها تستخدم الاتفاق النووي كغطاء لذلك.

وأضاف التقرير “إنه من المتوقع أن يعلن ترامب شروطا جديدة للمشاركة الأميركية بالاتفاق النووي مع إيران وينقل هذا الموضوع الى الكونغرس، مشيراً الى أن ترامب قد يعلن أيضاً عقوبات أو “إجراءات عقابية” جديدة على قوات حرس “الثورة” الايرانية.

 

في السياق نفسه، كتب الصحفي الايراني الأميركي “هومان مجد” مقالة نشرتها مجلة “Foreign Policy” اعتبر فيها أن أي قرار يتخذه الرئيس الاميركي دونالد ترامب بتصنيف قوات حرس “الثورة” الايرانية منظمة إرهابية سيكون القرار الاميركي الاكثر “تدميراً” منذ اجتياح العراق عام 2003.

وحذر الكاتب من أن إعطاء هذا التصنيف لقوات حرس “الثورة” الايرانية سيعقد بشكل كبير و”من دون داع” العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، وسيكون له تداعيات قد تكون كارثية تطال كامل منطقة الشرق الاوسط.

وأشار الكاتب الى أن أغلب الايرانيين ينظرون نظرة إيجابية تجاه قوات حرس “الثورة” بسبب ما قامت به خلال الأعوام القليلة الماضية على الصعيد الخارجي، مضيفاً إنه ينظر الى قوات حرس “الثورة” بأنها نجحت في محاربة “داعش” وخاصة في العراق، والى أنها منعت حتى “داعش” من السيطرة على العاصمة العراقية بغداد.

 

وتابع “هومان مجد” أن قائد “فيلق القدس” بقوات حرس “الثورة” اللواء قاسم سليماني يُنظر اليه كبطل في إيران، حتى من قبل بعض الذين يعارضون النظام الاسلامي، لافتاً الى أن بعض الايرانيين سيعتبرون أن قيام أميركا بتصنيف حرس “الثورة” منظمة إرهابية تشكل خطوة تكاد تصل الى إعلان الحرب على إيران.

وأضاف الكاتب إن قوات حرس “الثورة” وفي حال صُنفت بهذا التصنيف ستكون مضطرة الى الرد على الفور، مشيراً الى أن قائد قوات حرس “الثورة” بالفعل دعا الولايات المتحدة الى إخلاء قواعدها في المنطقة.

كذلك لفت الكاتب الى أن إدارة ترامب يبدو أنها تتجاهل حقيقة أن قوات حرس “الثورة” منخرطة بالنشاط الاقتصادي في البلاد، محذراً من أن ترامب وفي حال أقدم على هذه الخطوة قد يمهد الطريق لنزاع إقليمي مدمر.

*السعودية سترحب بقرار ترامب سحب الثقة من الاتفاق النووي مع إيران

من جهته، كتب الباحث “Bruce Riedel” مقالة نشرت على موقع معهد “Brookings” أكّد فيها أن” السعودية ستحيي قيام الرئيس الاميركي دونالد ترامب بعدم إعلان التزام إيران بالاتفاق النووي”.

وقال الكاتب “إن السعودية ستكون مسرورة أكثر إذا ما صوت الكونغرس لفرض عقوبات جديدة على ايران، وإنها تتوقع من ترامب أن يقدّم ما هو أكثر من خطوات رمزية ضد إيران”، مشدداً على أن “السعودية وكذلك البحرين والإمارات متحمسون لتصعيد أميركي ضد الجمهورية الاسلامية”.

الكاتب أشار الى أن العداء السعودي لإيران يترسخ بالفكر الوهابي، والى أن “محمد بن عبد الوهاب” كان من أشد المعادين لـ”الشيعة” منذ أن بدأ حياته “كرجل دين” خلال حقبة الثلاثينات من القرن الثامن عشر، لافتاً الى الاعتداء الذي قاده “عبد الوهاب” على مدينة كربلاء المقدسة، والى أن الشيعة داخل السعودية يتعرضون للاضطهاد منذ أن ضم ابن سعود المنطقة الشرقية الى الدولة السعودية قبل أكثر من قرن من الزمن.

وتابع الكاتب أن “السياسة الخارجية السعودية طالما وضعت مواجهة ما أسماه “النفوذ الشيعي الايراني”، أولوية، وضرب مثلا ما قام به بندر بن سلطان عندما كان سفير الرياض لدى واشنطن، حيث زار موسكو بشهر آب/اغسطس عام 1990 بعد الاجتياح العراقي للكويت من أجل تأمين الدعم الروسي ضد العراق.

ولفت الى أن بندر وخلال تلك الزيارة أقنع موسكو بالسماح بشحن أكثر من مليون نسخة من كتب دينية سعودية الى مناطق آسيا الوسطى التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي حينها، وذلك بهدف مواجهة نفوذ إيران والشيعة، بحسب تعبير الكاتب.

*تزايد “المعارضة” داخل الكونغرس للمشاركة الأميركية بالحرب على اليمن

في سياق آخر، كتب الباحثان “Kate Kizer” و”William Hartung” مقالة نشرت على موقع “LobeLog” أشارا فيها الى مشروع قرار مطروح من قبل أربعة أعضاء في الكونغرس (نائبان ديمقراطيان ونائبان جمهوريان) يهدف الى إنهاء الدور الاميركي في الحرب على اليمن من دون موافقة الكونغرس.

ولفت الكاتبان الى أن مصير مشروع القرار هذا سيتحدد خلال الأيام القليلة المقبلة، وذكرا أن القوات الجوية السعودية لما كانت استطاعت الاستمرار بوتيرة القصف من دون المساعدة الاميركية بإعادة تزويد الطائرات الحربية السعودية بالوقود،  وأضافا أن الامم المتحدة قالت إن القصف السعودي هو المسبب الاول لسقوط الضحايا المدنيين في اليمن.

وتطرق الكاتبان الى نمو المعارضة داخل الكونغرس للحرب على اليمن، ولفتا الى أن مشرعين أميركيين آخرين (غير الذين طرحوا مشروع القرار المذكور اعلاه) أيضاً يؤيدون تقليص الدور الأميركي بالحرب على اليمن.

وتابع الكاتبان أن” المعارضة للحرب على اليمن داخل الكونغرس تعززت بشكل كبير خلال الاشهر الثمانية عشر الماضية”، وأشارا الى أن نصف أعضاء مجلس الشيوخ تقريباً صوتوا قبل أشهر لصالح منع صفقة بيع قنابل موجهة الى النظام السعودي.

* العهد الأخباري .

مقالات ذات صلة