قالت دثينة…للشاعر كريم الحنكي

أدب و شعر | 13 اكتوبر | مأرب برس :

دحرج مثل، لمّا درى انّي من دثينة:

يا ويل صنعا.. قلت: ويلك والثبور

ذلحين، حين اتحرّرت، قلتو زفينة

والّا الوصاية، ريحها كانت زهور!

قال: المثل معروف حتى في السُّنينة

واليوم يتحقّق مع قايد جسور

هُو من دثينة. قلت: لا.. لا انته فطينه

ولا لمثله فضل، حتى في الدّبور

ظلّت (براقش) عاوية، وامست دفينة

تحت البلا ذي جرّته لاهل الخُدُور

شُفها ومن تعنيه لي في الشُّوم عينة

بس للبهيمة في مصايبها عُذُور.

رجّع: بلادك وابنها، ما لك تشينه؟

قلت: اليمن كلّه بلادي، يا قُشُور.

قال: الجنوب اشفى بدولة. قلت: زينة..

لا قد أقمتوها، انتخوا اسمي والجُذُور

قد ضاعت امكيلة عليكُم في ثمينة

والآن ضيّعتو امثمينة في كُسُور

يوم الدّواعة، يا العمى، محنة محينة

تفني ضحيّتها، وبه شبحة غُرُور..

ادخل إلى لُبّ الوقايع، واستبينه

يا خُوك، واتفهّم حقيقة كُلّ دور.

**

قال: الحقيقة دور هادي. قُلت: وينه؟

أو للعدو راهن لُكُم بارخص أُجور؟!

لا تُحسُب انّه غير لعبة مستكينة

بيد السُّعُودي، والفرنجي، للعُبُور

بعد المحلّي اللي خذه مُدّة طبينة

للسّمع والطّاعة، وهُو حامد شكور

مسلوب.. قالوا يدّ للأُمّة أمينة

وانّه رُكُوبة للدّبارة والشُّرور

فُرصة لأعداء البلد، لكن ثمينة

يرجع بها قيد الوصاية في النُّحُور

دُمية، وتضربنا بها الأيدي اللعينة

من أجل تفتيت الوطن بعد الكُسُور.

من باع أرضه، لا تحاول أن تزينه

ما شي يزين الخام، ما الدّنيا تدور

يصبح مثل مشهور في عيفة وشينة

با تسمعه في الأرض، لا كانك ذكور

خان اليمن كُلّه؛ وما واحد يخينه

إلّا ويمسي عار، في عُرف الدّهور

حاشا دثينة أن تعدّه، أو تعينه

في ذي العمالة، والمخازي، والفُجُور

حُرّة.. وهذا شورها عبّر سنينه

في كورها وحده؛ وشور الحُرّ شور

أمّا الذي سلّم لغازي يستعينه

شوره، وكوره، والمداين، والثُّغُور

لا يعتزي به حُرّ، أو تشمخ زكينة

أو تكهله أرضه إلى يوم النُّشُور.

وان كنت في الأمثال تبحث عن قرينة

توصف بها العايب، وتنصف، ما تُجُور

خُذ (بو رغال)، و(دوس) حُطّه عن يمينه

واختم بصاحبكُم قفا امثال العُصُور

واضرب بُهُم في كُلّ مرذولة مشينة

ما خلّد الأنذال من خسّ الأُمُور.

هاجس دثينة قالها، لو تفطنينه

يا كُلّ مرهونة مع الخصم العقور

من حيث قرن الشّرّ ظاهر تبصرينه

ذي في الأثر من (نجد) له فينا ظُهُور

بسّ الهوى يعمي، إذا ما تفطمينه

يخفي المزلّة، والمكايد، والعُثُور

ما العاقبة، ما هي سوى لاهل المدينة

واهل اليمن، والشّام، واشهد يا صبور.

**

قال امعمى: يا ويل صنعا من دثينة..

قالت دثينة: ويل عُميان الشُّعُور

تشتون صنعا العاصمة ترجع رهينة

للمُغتصب في نجد، نبّاش القُبُور

من بعد ما افتكّت بها النّفس السّجينة

تشتوا تُرُدُّوها لواصيها الكفور!

من فكّ أسره، قطّ والله ما نخينه

لو ما قدرنا أن نعينه في السُّفُور

لكنّ فصّ الحقّ فصّلنا يقينه

مفتوش، لا غامض، ولا بين السُّطُور:

صنعا شُمُوخ النُّور، في غدرا مهينة

وانتو مهانة في غدر، تحتاج نُور.

مقالات ذات صلة