طموحات “بن سلمان” ملطخة بدماء المدنيين في اليمن

مقالات | 18 اكتوبر | مأرب برس :

لم تقتصر الوحشية المتزايدة على الأراضي السعودية، وكوزير للدفاع، كان «محمد بن سلمان» هو مهندس السياسة الأكثر تدخلية من المملكة، بدافع منافساته الإقليمية والطائفية، بدلا من الهدف المعلن المتمثل في مكافحة الإرهاب.

 

طيار سعودي شارك في قصف المدنيين في اليمن يقبل يد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

وعلى وجه الخصوص، فقد قاد سياسة تنتهك بشكل صارخ المعايير الإنسانية ضد السكان المدنيين في اليمن، وحتى أكثر المشككين بشأن الأمم المتحدة، سيعتبر الأمين العام «أنطونيو غوتيريس» صوتا ذا مصداقية عالية بشأن الحالات الإنسانية، نظرا لأنه المفوض السامي السابق لشؤون اللاجئين، وقد وثقت ممثلته الخاصة للأطفال الذين تعرضوا للإيذاء في زمن الحرب، «فرجينيا غامبا»، مئات حالات الأطفال اليمنيين الذين قتلوا أو شوهوا بسبب الاستخدام العشوائي للقوة المفرطة من قبل السعودية.

تشديد القمع رغم الانفتاح على المرآة

لأن النساء والناشطين في مجال حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية قد سلطوا الضوء على حظر قيادة النساء السابق كرمز للقمع، لم يكن المرسوم الملكي الذي يمنح المرأة السعودية الحق في القيادة أمرا صغيرا.

ومن المستغرب أن يأتي القرار من قبل الحكومة السعودية بعد أن استقبلت بحماس تصريح الرئيس الأمريكي، الذي قال على الأراضي السعودية: «نحن لسنا هنا لإلقاء المحاضرات على الحكومات».

وتأتي هذه الخطوة من بين عدد من المبادرات الاقتصادية والاجتماعية التي قام بها ولي عهد آل سعود «محمد بن سلمان»، ومع ذلك، فإنه يطرح العديد من الأسئلة الرئيسية.

كيف يمضي التحرير؟

لقد ساعدت نفسي باختيار المدونة السعودية «هالة الدوسري» كمكرم رئيسي في الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لـ«فريدوم هاوس» عام 2016، وكان ذلك على وجه التحديد لأنها كانت صوتا من أجل الحرية أمام أشد قمع من قبل حلفاء الولايات المتحدة.

ويبدو لي أن على المرء أن يسأل ماذا تحتاج النساء السعوديات حقا، وفي حين أن النساء الآن لم يعدن بحاجة إلى الاعتماد على السائقين، فإن هناك حاجزا أكبر بكثير يمنع استقلاليتهن وقدرتهن على المساهمة في اقتصاد البلاد، فقانون الولاية، الذي يقتضي موافقة الأقارب الذكور على ممارسة المرأة لأنشطتها، هو ما يقف حقا في طريق المرأة.

ما هي الصورة الأكبر لـ«محمد بن سلمان» كمصلح؟ يحاول الأمير إعداد السعودية لنظام ما بعد النفط، من الناحية النظرية، عن طريق تعزيز القدرة التنافسية والإبداع.

وقد تم تفصيل خطته في مبادرة «رؤية 2030»، ويشمل ذلك تخفيض عدد أفراد العائلة المالكة في المناصب الحكومية، كما يهدف لزيادة السياحة المحلية، على أساس أن الجيل أقل من 30 عاما لديه موارد أقل للسفر إلى الخارج للترفيه والسياحة، ورغبة في الحفاظ على المال السعودي داخل المملكة، وتحفز الخطة الأسر الشابة على الانتقال إلى مناطق سياحية مثل جدة لتوفير العمالة اللازمة.

وفيما يتعلق بالنساء، حدد «محمد بن سلمان» هدف زيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة من 18 إلى 30% خلال 15 عاما.

وعلى الرغم من هذا التحرك نحو اكتساب ميزة تنافسية في المنطقة، يتزامن صعود «محمد بن سلمان» مع تشديد القمع.

وقبل صعوده، كانت المملكة واحدة من أكثر المجتمعات المغلقة معاداة للنساء، وتضييقا على حرية التعبير، ومنعا للحريات الدينية لغير المسلمين والشيعة، بالإضافة إلى ذلك، أبقت البلاد على عقوبة الإعدام، واستخدمت فيها الوسائل العتيقة الأكثر سادية، غير أن انقساما عميقا برز في الوقت الذي أخرج فيه الأمير جانبا منافسه «محمد بن نايف»، ليصبح الأول في خط خلافة الملك.

واعترف الصحفي السعودي «جمال خاشقجي» مؤخرا بأنه يقيم في الولايات المتحدة خوفا من العودة إلى الديار، ورفض «الإدانة العامة للمثقفين ورجال الدين الذين يجرؤون على التعبير عن رأي مخالف لقيادات البلاد»، في شكل حملات اعتقال شنتها قوات النظام على المنازل في أوائل سبتمبر/أيلول.

حسنا، لقد حان الوقت للمساواة بين الجنسين وراء عجلة القيادة، فالمرأة تستحق الحق في القيادة بنفسها، ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى سيذهب «محمد بن سلمان» في توجيه الإصلاحات لتعزيز الابتكار والإنتاجية من السعوديين الأصغر سنا.

ومع ذلك، فإن قمع المعارضة والتضييق على الحرية الدينية يتسارع، بدلا من أن يتباطأ، والآن، تصدر المملكة معاملتها القاتلة الوحشية لأعداء الدولة، للمدنيين، بل لأطفال اليمن.

 

وقد تمثلت تحركات الأمير مجرد إلهاء، إلهاء عن قمع المملكة البغيض، وقد يكون هذا هو السبب وراء تعهد آل سعود بمبلغ 100 مليون دولار مع دولة الإمارات العربية المتحدة لصندوق البنك الدولي لريادة الأعمال (الذي ترأسه «إيفانكا ترامب»، وتم كشف النقاب عنه في قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في يوليو/تموز).

فهل تشتت انتباهنا عن رؤية ما إذا كانت الحريات الأكثر شمولية تقدم للنساء والمؤمنين من جميع الطوائف والأديان والصحفيين ونقاد النظام؟

على حد تعبير السخرية المفضل لـ«فرانسيس أوركهارت»، بطل الرواية الأصلية «بيت من ورق»، «عليك أن تعي ذلك جيدا».

المصدر | مارك لاجون – ناشيونال إنترست .

مقالات ذات صلة