تعرّف أكثر: إيفرست ليست أعلى قمة في العالم

يعود سبب شهرة قمة إيفرست إلى المتسلق العالمي الشهير “إيدموند هيلاري” الذي وصل إلى أعلى تلك القمة عام 1953، وإشتهرت مذ ذلك الحين على أنها أعلى قمة في العالم بسبب تداول هذا الخبر غير الدقيق، ولكن الحقيقة العلمية تقول غير ذلك تماماً. فما هي أعلى قمة في العالم؟

يقول الباحثون أن أعلى قمة في العالم هي قمة موجودة في الإكوادور وتسمى قمة تشيمبورازو، وهي قمة جبل من سلسلة جبال الأنديز الشهيرة، وإرتفاع هذه القمة يبلغ 6248م عن سطح البحر في الوقت الذي نعلم فيه أن إرتفاع قمة إيفرست يبلغ 8848م فوق سطح البحر. فكيف ذلك خصوصاً أنه من حيث الأرقام تبدو قمة إيفرست أعلى من قمة تشيمبورازو؟

قد يقوم عوام الناس بمقايسة إرتفاع القمم العالمية بقياس إرتفاعها عن سطح البحر، ولكن هذا أمر خاطئ وغير علمي، لأن قياس القمة الأعلى يجب أن يحسب ببعدها عن مركز الأرض.

 ولتفسير ذلك نشرح الآتي، شكل الكرة الأرضية بالتأكيد ليس مسطحاً، وهو كروي ومنتفخ في الوسط أي عند خط الإستواء، لذا فإن المناطق التي تقع بالقرب من خط الإستواء تكون أبعد من تلك الأقرب إلى القطبين، وبطبيعة الحال فإن قمة تشيمبورازو تقع بالقرب من خط الإستواء فيما تقع قمة إيفرست بعيداً عن هذا الخط بما يقارب الـ 28 درجة شمالاً.

وبهذه الطريقة وبحسب القياسات الطوبوغرافية المتطورة التي استخدمت لهذه المسألة تم التوصل إلى أن إرتفاع قمة إيفرست عن مركز الأرض يبلغ 6382 كم فيما يبلغ إرتفاع قمة تشيمبورازو 6384 كم عن مركز الأرض، أي أنها أبعد بـ 2 كم عن مركز الأرض وهذا يجعلها أعلى قمة على سطح هذا الكوكب وفق المعايير العلمية.

قد يخرج علينا البعض ليقول أن هذه المعلومة ليست بجديدة ورغم ذلك ستبقى إيفرست الأعلى للشهرة التي إكتسبتها على مر الزمان، وهنا لا بد أن نوافق هذا الرأي، وندعمه بالقول أن الإنسان بطبيعة الحال يحب المغامرات وإنجاز المشقات في الوصول إلى هدفه، وهذا ما توفره إيفرست لمتسلقيها الذين سيحتاجون إلى حوالي الـ9 أسابيع بين التخييم الإستعدادي والتكيف مع الطقس وزمان التسلق، في الوقت الذي يسهل فيه تسلق قمة تشيمبورازو التي يحتاج تسلقها إلى ما يقارب اليومين فقط، وهذا لن يوفر المتعة الكافية لمحبى وروّاد هذه الرياضة.

*الوقت التحليلي .