الرئيس الصماد يترأس اللقاء الموسع للاجهزة الرقابية والقضائية

متابعات | 21 اكتوبر | مأرب برس :

ترأس الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى اليوم في القصر الجمهوري بصنعاء، اللقاء الموسع للأجهزة الرقابية والقضائية تحت شعار ” أهمية تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين ممثلي وزارة المالية ومختصي الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة من أجل حماية المال العام والوقاية من الفساد “.
وفي اللقاء أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن هذا اللقاء يأتي في إطار تطوير العمل وتحسين مستوى الأداء وفق أسس قانونية ومؤسسية في العمل المالي والرقابي .. مشيرا إلى أن اللقاء يأتي بعد سلسلة لقاءات مع القائمين على المؤسستين المالية والرقابية والعمل على توحيد الجهود بين القطاعات المالية .
وأعرب الرئيس الصماد عن شكره وتقديره للقائمين على اللقاء واللجنة الفينة التنسيقية على مدى عامين من العمل المستمر في ظل ظرف عصيب يمر به الشعب اليمني والوطن من عدوان وحصار اقتصادي ومحاولة لإسقاط مؤسسات الدولة من الداخل وإحداث إرباك في إدارة الدولة وهو ما واجهه المخلصين من أبناء الوطني في المؤسسات والمخلصين في الأجهزة الرقابية والمالية وفوتوا الفرص على أعداء الوطن.
وأشاد بالجهود المبذولة التي لمس الكثير منها في الفترة الأخيرة وسلسلة التقارير الهامة التي لا يجب أن تبقى حبيسة الأدارج وأن تترجم إلى واقع عملي وهو ما سيعمل عليه الجميع.
وأكد أن هذا اللقاء جب ألا يكون ظاهرة إعلامية بل وسيلة للترجمة إلى واقع عملي في الميدان والتوقف عن المزايدة بمكافحة الفساد التي أصبحت وسيلة للمزايدة والاستغلال .. لافتا إلى أن وزارة المالية والأجهزة الرقابية هي خط الدفاع الأول عن المالية العامة.
وأوضح رئيس المجلس السياسي الأعلى أن معظم الاختلالات في المشاريع والأداء المالي تمر عبر المسئولين الماليين في الجهات المختصة وتطوير هذا الجانب هو تطوير لخط الدفاع الأول ثم يأتي دور الأجهزة الرقابية.
وأشار إلى أهمية التمسك بالأخلاق والمحافظة على قيمة العمل والأمانة في الأداء لدى القائمين على المالية العامة في حماية المال العام .. لافتا إلى أن هذه المرحلة الخطيرة والحساسة تستوجب العمل بجدية وتفعيل الأجهزة الرقابية انطلاقا من الحاضر وتجميد الماضي والتركيز على لقمة عيش المواطنين وتحسين الإيرادات وتقييم أداء القائمين على أجهزة الدولة ضمانا لتفاعل الجميع.
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن الحرص على تفعيل الأجهزة الرقابية والقضائية في هذه المرحلة ليس استهدافا لأحد بل انطلاقا من أولوية الحاضر وضرورة مواجهة الضرر الواقع على الشعب الذي يتضور جوعا ويعاني الحرمان وستزداد معاناته لإدراكه بوجود أي نسبة للهدر في المال العام .. وقال ” هذه المرحلة هي مرحلة عسر ولدينا نماذج في التاريخ العربي والإسلامي تجعلنا نحمل المسؤولية جميعا من الرئيس ورئيس الحكومة والوزراء وكافة القيادات”.
وأضاف” ستواجهون الكثير من العوائق والمشاكل وعليكم أن تعتبروا أنفسكم في جبهة متقدمة مثل إخوانكم في جبهات القتال جبهات العزة والكرامة الذين لديهم الكثير من الهموم الشخصية التي لم تثنيهم عن واجبهم كما لم يثنيهم ما يتعرضون له من جراح وآلام وبتر في الأطراف أو فقدان جزء من الجسد وهو ما يجعلنا جميعا في مواجهة الفساد ولا نستسلم للعوائق وأن نكون عند مستوى المسئولية “.
وأشار إلى ضرورة الاهتمام بكوادر وزارة المالية وكوادر الأجهزة الرقابية وتطوير أدائهم المهني والفني وتوفير الحماية والدعم المطلوب لأداء مهامهم.. مؤكدا أهمية استشعار المسئولية الداخلية والشخصية للقائمين على المالية العامة والأجهزة الرقابية وهم يؤسسون اليوم لمرحلة هامة في تصحيح العمل وفق توجه شامل من القيادة السياسية لتفعيل الجانب الرقابي وتطوير الأداء المالي.
ولفت الرئيس الصماد إلى ما خصصه المجلس السياسي الأعلى من كوادره وعمله لمتابعة هذا الملف والعمل على إنجاح هذه المرحلة وهذا التوجه وتخليد هذا العمل للأجيال خاصة في هذه المرحلة وهذا الظرف من تاريخ اليمن.. مؤكدا على العمل صفا واحدا لتحقيق الأهداف المنشودة.
وحيا رئيس المجلس السياسي الأعلى الأبطال في جبهات العزة والشرف وما يقدمونه من تضحيات في سبيل انتصار اليمن وشعبه.
وفي اللقاء الذي حضره أعضاء المجلس السياسي الأعلى ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي احمد المتوكل والنائب العام عبد العزيز البغدادي وعدد من أعضاء مجلسي النواب والوزراء، أشار رئيس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور، إلى أهمية هذه اللقاءات للمساعدة على تحسين وتطوير أداء المؤسسات وتطوير العلاقة مع المواطنين الذي تحتك بهم وزارة المالية وتنفيذ السياسيات العامة من خلال السياسات المالية العامة وهو ما ينعكس على الأداء بشكل عام وتحسين الإيراد بشكل سلس إلى البنك المركزي وهي المهام التي يجب أن يقف أمامها القائمين على المالية العامة في وزارة المالية.
ولفت إلى الدور الحيوي الواضح والمحدد قانونا للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ومخاطر اختلاط المسئوليات والأدوار بين الأجهزة مما يؤدي إلى صعوبات وإشكالات في أداء المهام.
وأكد الدكتور بن حبتور على أهمية تحديد أولويات العمل بين إصلاح الأداء والأعمال التنفيذية وتطوير التشريعات والعمل على مناقشة الأوليات الراهنة في فترة العدوان.
وشدد على ضرورة العمل التكاملي بين المالية والبنك المركزي للمؤامة بين السياسات المالية والسياسيات النقدية لمعالجة الإشكالية القائمة في تحديد السياسة المالية والسياسة النقدية لمواجهة تحدي نقل وظائف البنك المركزي من قبل العدوان إلى عدن وما نتج عن ذلك من مشكلات.
وتناول رئيس الحكومة التحولات والاختلالات التي حدثت خلال العقود الماضية في الجوانب التطبيقية والتشريعية وأهمية الإستفادة من الكوادر الوطنية والكادر النسائي المتميز ومراعاة الخبرات الوطنية على مستوى المحافظات.
بدوره أوضح مدير مكتب رئاسة الجمهورية محمود الجنيد أن اللقاء يأتي بعد سلسلة من اللقاءات لأطراف المنظومة الرقابية واللجنة الفنية للتنسيق بينها.. مستعرضاً الأنشطة التي نفذتها بهدف تفعيل دورها وتنسيق جهودها في مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة والشفافية .
وبيّن أن اللجنة الفنية للتنسيق والمتابعة بين أطراف المنظومة الرقابية قامت بإعداد وتقديم مصفوفة إجرائية مزمنة لآلية التنسيق للخطط المرحلية للأعوام 2016، 2017م وتشخيص الوضع الراهن وتحديد أوجه التعارض بين أعمال أطراف المنظومة .. لافتاً إلى أن المصفوفة شملت ثلاثة محاور (التشريعي، التنظيمي، الاقتصادي ) .
وأشار مدير مكتب رئاسة الجمهورية إلى أن انعقاد اللقاء التشاوري يؤكد التوجه العام للمجلس السياسي الأعلى في تفعيل مؤسسات الدولة المختلفة وتعزيز دور الأجهزة الرقابية والقضائية والضبطية في حماية المال العام .
وأكد أهمية اللقاء في رفع كفاءة الأجهزة الرقابية لممارسة دورها الرقابي بفاعلية وبما يعزز من إجراءات حماية المال العام .. معرباً عن أمله في أن يكون اللقاء بداية لتعزيز دور الأجهزة الرقابية وتنسيق جهودها من خلال تشخيص الصعوبات والمعوقات التي تقف تجاه ممارسة عملها الرقابي وبشكل عملي وموضوعي .
وحث الجنيد المشاركين على الخروج بالتوصيات والحلول الناجعة للحد من الصعوبات وبما يعزز دور تلك الأجهزة في الحفاظ على المال العام ومقدرات الوطن .
من جانبه لفت رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة القاضي أبو بكر السقاف إلى الدور التكاملي بين مراجعي الجهاز ووزارة المالية في مكافحة الفساد وحماية المال العام.
وشدد على بذل جميع سلطات الدولة بمختلف مستوياتها أقصى الجهود الجادة والفاعلة لمعالجة وإصلاح كافة الاختلالات وجوانب القصور التي تعاني منها وحدات الخدمة العامة .
وأكد ضرورة اتخاذ المنظومة الرقابية كافة الإجراءات والتدابير المناسبة وتفعيل أدواتها كل بحسب الاختصاصات والصلاحيات القانونية الممنوحة لها من أجل فحص ومراجعة الأنشطة والحسابات الهامة وذات الأولوية .
ونوه القاضي السقاف بالدور الفاعل والمهم لوزارة المالية وممثليها في الرقابة السابقة والمصاحبة على إعداد وتنفيذ الموازنات العامة وأثره في الوقاية من الفساد وكذا دورها في تفعيل الإجراءات الرقابية التي أوردها الجهاز في مخرجاته .
وأشار إلى الأثر الإيجابي لقيام ممثلي وزارة المالية بدورهم الرقابي في تنمية وتعزيز الموارد العامة وترشيد الإنفاق العام.. وقال ” ولتحقيق هذا الدور بكفاءة وفاعلية فإن الأمر يتطلب تعزيز الإشراف والمتابعة والتقييم لأداء ممثلي الوزارة ومراعاة الأخذ بذلك أثناء إجراءات الترشيح والتعيين لشغل الوظائف المالية في وحدات الخدمة العامة الخاضعة للرقابة ” .
فيما أشاد وزير المالية الدكتور صالح شعبان بجهود كوادر العمل المالي والرقابي ومكافحة الفساد وتفانيهم في أعمالهم وصمودهم في مواقعهم رغم ما يتعرض له الوطن من عدوان لم يثنهم عن أداء رسالتهم.
وأشار إلى أهمية اللقاء في تبادل الخبرات ومناقشة القضايا ذات العلاقة بكل مصداقية وشفافية ومنع التجاوزات والمخالفات قبل حدوثها ومحاربة الفساد بكافة أنواعه وأشكاله والحفاظ على المال العام وكذا تعزيز نقاط القوة في العمل ومناقشة أوجه القصور والصعوبات التي تحد من أداء وجودة العمل المالي والرقابي ووضع المعالجات التي تكفل لأجهزة الرقابة ممارسة مهامها على الوجه الأكمل .
وشدد وزير المالية على ضرورة الخروج برؤى وتوصيات موضوعية وعملية قابلة للتطبيق بهدف تحسين الأداء والحد من الممارسات الخاطئة التي تؤثر على الأداء الحكومي العام وتقلص من فرص الاستغلال الأمثل للموارد والقضاء على مكامن الفساد .
وأكد عزم وزارة المالية وممثليها في وحدات الخدمة العامة على مضاعفة الجهود والتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بالمال العام إعمالاً لنصوص وأحكام القانون المالي ولائحته التنفيذية وتعديلاتهما، وكذا أتباع أفضل الممارسات في أعمال الرقابة وجودة العمل والتنسيق الفاعل مع الأجهزة الرقابية المختلفة .
وحث الدكتور صالح شعبان ممثلي وزارة المالية على الإبلاغ الفوري عن المخالفات إلى ديوان الوزارة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد.. لافتاً إلى أنه سيتم إحالة كل مقصر إلى التحقيق واتخاذ أقصى العقوبات بحقه واعتباره مشارك في المخالفة.
وتطرق إلى الصعوبات التي تعاني منها وزارة المالية وفرقها الميدانية في ممارسة مهامها الرقابية .. مطالباً بتأمين الحماية والحوافز اللازمة لتفعيل العمل وإتاحة فرصة التأهيل العالي لموظفي الوزارة والجهاز بما يكفل أداء مهامهم الحساسة بثقة عالية .
حضر اللقاء عدد من قيادات الدولة ومدراء الدوائر بمكتب رئاسة الجمهورية، ووكلاء وزارة المالية والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وكوادرهما.
سبأ

مقالات ذات صلة