الشباب السعودي بين مطرقة “رؤية 2030” وسندان “مشروع نيوم”!

تقارير | 26 اكتوبر | مأرب برس :

تسعى السعودية جاهدة منذ السنوات الأربعة الماضية الى النهوض مجددا على الساحة الاقتصادية العالمية، وذلك بعد الانتكاسات الكبيرة التي تعرض لها اقتصادها (انخفاض هائل في الاحتياطي النقدي بلغ اكثر من 150 مليار دولار) جراء حربها على اليمن والهبوط المذهل لأسعار النفط.

ويسعى الامير محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية، منذ تسلمه لولاية العهد جاهداً الى احداث تغيير جذري في الاقتصاد السعودي عبر تقديم خطط وطموحات كان من بينها مشروع مدينة “نيوم” في إطار “رؤيته 2030”.

مشروع “نيوم”

ومن اجل النهوض مجدداً بـ “رؤية الامير 2030 “، أطلق بن سلمان يوم امس الثلاثاء، مشروع “نيوم” الاستثماري كتطلع جديد من اجل حل الازمة الاقتصادية التي تعانيها السعودية. ويهدف المشروع إلى تأسيس منطقة خاصة جديدة تقع شمال غرب السعودية، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كيلومتراً. وسيربط هذا المشروع كل من السعودية ومصر والاردن، وستبلغ المساحة الاجمالية 26,500 كيلومتر مربع.

واثناء عرض فيلم المشروع خلال المؤتمر ظهرت خارطة المنطقة التي سيتم عليها المشروع السعودي، وكانت المفاجأة انها ضمت جزيرتي تيران وصنافير.

دخول تيران وصنافير في المشروع اثار موجة واسعة من الانتقادات في مصر، حيث انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر هاشتاغ  #نيوم و #تيران_وصنافير_مصرية بشكل كبير وذلك بعد ساعات على اعلان بن سلمان لاطلاق المشروع، بحيث اعلن عدد كبير من النشطاء المصريين عن اعتراضهم وسخطهم من ضم الجزيرتين إلى المشروع.

واتت بعض التغريدات على الشكل التالي:

مشروع الحلم

وفي هذا الصدد كشفت وكالة بلومبرغ الامريكية معلومات مهمة حول مشروع “نيوم” السعودي واصفةً اياه بـ “الحلم”، وجاء في التقرير ان ” الأمير الشاب أعلـن أَثناء ظهور علني نادر في مؤتمر ترويجي للمشروع، أمام كبار المصرفيين وصانعي السياسات الاقتصادية، أن المملكة تتحرك نحو جيل جديد من المدن بحيث سيتم تشغيل المشروع بواسطة الطاقة النظيفة، ولن يكون هناك أي مجال أو مساحة لأي شيء تقليدي، وأن الخطة “الطموحة” تتضمن الجسر الذي يمتد على البحر الأحمر، ويربط المدينة المقترحة لبقية أفريقيا ومصر”.

واضاف الموقع الامريكي الى ان ميزات أسلوب الحياة في هذا المشروع غير متوفرة حتى الآن في مدن الريـاض. وقلل الموقع من اهمية المشروع وتطلعات “الامير الشاب” قائلاً انّ “الحلم شيء سهل، والصعوبة تكمن في الإنجاز”.

هذا وينظر محللون اقتصاديون سعوديون بارتياب جِدي إلى ادعاء بن سلمان وقدرة مشروع “نيوم” على إنهاء الازمة الاقتصادية التي تعصف بالسعودية بحلول 2020.

ونشر المغرد السعودي المعروف “مجتهد” تغريدة هامة حول الرئيس التنفيذي لمشروع “نيوم”، كلاوس كلاينفيلد، تعود لقضايا فساد واختلاس متورط بها الاخير في عام 2006، عندما كان مديرا عاما لشركة “سيمنس”.

ولا يتامل السعوديون خيراً من هذا المشروع، بل ينتابهم الخوف من الاثار السلبية التي ستترتب على الاقتصاد السعودي بعد ضخ 500 مليار دولار امريكي في المشروع، وخاصة في اوضاع التقشف الفعلي الذي تعيشه السعودية وازدياد معدلات البطالة بعد مرور اكثر من عام كامل على رؤية بن سلمان “الانقاذية”.

الاهداف الحقيقية من وراء المشروع

واعلن محمد بن سلمان يوم امس ان الهدف من المشروع هو بناء منطقة استثمارية تركز على تسعة قطاعات “تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية”، وهي: مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة “الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات“.

الا انه وبحسب تقارير اعلامية خليجية، كشفت ان الهدف الحقيقي من وراء اطلاق المشروع هو اعادة تسليط الضوء على الامير الشاب الذي يعيش ازمة نفسية في داخله بسبب فشله في تحقيقي رؤية 2030 وغضب العائلة الحاكمة منه بسبب الاحكام الجائرة التي صدرت ضد الامراء من اولاد عمه.

في كل الأحوال، على ما يبدو ان مشروع “نيوم” سيكون مصيره مصير المشاريع السابقة، وان الشباب السعودي أصبح واقعاُ بين مطرقة “رؤية 2030” وسندان “مشروع نيوم”. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا سيحل بالاقتصاد السعودي بعد ضخ 500 مليار دولار في “مشروع الاوهام”؟!

*موقع الوقت .

مقالات ذات صلة