مستقبل تحالف السعودية مع الجماعات المتطرفة في اليمن

متابعات | 27 اكتوبر | مأرب برس :

أعلن مسؤولون أميركيون بالتزامن مع رئاسة أمن الدولة في المملكة السعودية إدراج 11 اسماً لأفراد وإسمين لكيانين في لائحة الإرهاب؛ لقيامهم بدعم تنظيمي داعش و القاعدة الإرهابيين في اليمن.
ويأتي ذلك كخطوة أولى للمركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب الذي أعلن عن توقيع اتفاقيته في 21 مايو الماضي.

وسيتم فرض جزاءات على تلك الأسماء والكيانات من بينها تجميد الأصول داخل المملكة وحظر الانخراط في أي تعاملات معها داخل المملكة.

هذه الخطوة تثير تساؤلات مهمة حول مصير التحالف المعلن بين الرياض والتنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة في اليمن.ونشرت وكالة الأنباء السعودية “واس″ قائمة بأسماء الأشخاص والكيانات، على رأسهم عبدالوهاب الحميقاني مستشار عبدربه منصور هادي، وأمين عام حزب الرشاد السلفي.

التحالف السعودي الذي تدخل عسكريا في اليمن في مارس 2015م، أفسح المجال لقيادات ومسلحي تنظيم القاعدة وتنظيم داعش للمشاركة في حربه على اليمن ودمجهم ضمن قواته العسكرية.

ظهرت تلك القيادات علنا لأول مرة في صفوف ما سمي “المقاومة الجنوبية” التي شاركت في المعارك بمحافظات لحج، عدن، أبين والضالع وشبوة.

حينها، طرحت تساؤلات عديدة حول الضوء الأخضر الأميركي والقرار السعودي في الاستعانة بالتنظيمات الإرهابية وعناصرها المتطرفة، إلى جانب مسلحين ينتمون لحزب الإصلاح ذي الخلفية الإخوانية، وآخرين من جماعات سلفية.

محللون متخصصون في شؤون الجماعات المتطرفة، رأوا أن تحالف الرياض مع الإرهابيين في اليمن علنا، ما هو إلا إظهار لجزء كان مخفيا من دائرة الإرهاب، لأن تحالف الطرفين قائم وعلى كافة المستويات.

لم يكن مستغربا أن تنشط خلايا الاغتيال في عدن، بعد أن انسحبت منها القوات المناوئة للتحالف،
وأن تعين قيادات متطرفة أو متشددة في مناصب مهمة بمحافظة عدن.

هذا النهج العلني شجع القاعدة وداعش على لعب دور مماثل في محافظة تعز، حيث لم تتوقف المعارك حتى اليوم، وحيث دارت معارك عديدة بين فصائل المسلحين المتشددين من حلفاء الرياض.

ومع زيادة الضغوط العسكرية على السعوديين في جبهات الحدود والساحل الغربي، نقلت أعداد كبيرة من العناصر المتطرفة للدفاع عن الحدود السعودية، والمشاركة في المعارك التي استهدفت السيطرة على حرض الحدودية وميدي والمخا الساحليتين.

في مأرب أيضا، تم تسليم عسكريين منتمين لإخوان اليمن قيادة الجبهات، واوكلت إدارة المحافظة لعناصر إخوانية، كما ضمت حكومة بن دغر الموالية لهادي والتحالف وزراء وقيادات عليا تنتمي للإصلاح والجماعات السلفية، بينهم هاني بن بريك ونايف البكري.

وعبر هذا التحالف عن نفسه على أعلى المستويات، بتعيين القيادي الإخواني علي محسن الأحمر نائبا لهادي وعبدالوهاب الحميقاني مستشارا له.

حسب مراقبين، لم يتغير الحال كثيرا مع بروز صراع سعودي إماراتي حول حجم الدور الذي يجب أن يترك لإخوان اليمن في أجندة التحالف السعودي.

ظلت القيادات الإخوانية موجودة في السلطة المغتربة الموالية لهادي، بينما أنشأت أبوظبي تشكيلات مسلحة موالية لها في عدن وحضرموت، أبرزها قوات الحزام الأمني التي تضم قيادات سلفية بارزة، مناوئة للإخوان، ورافضة لوجودهم في عدن.

الحميقاني الذي ضمته قائمة ال13 المعلنة اليوم، هو أحد خريجي جامعة الإيمان التي أسسها عبدالمجيد الزنداني.

سبق أن ادرجته الولايات المتحدة الأمريكية في قائمة الإرهاب عام 2013م، وكشفت عن قيادته تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء التي ينتمي إليها، حيث مكن التنظيم عام 2011م، من السيطرة على بعض المناطق في المحافظة، بينها مديريات رداع وقيفة إضافة إلى مديرية الزاهر مسقط رأسه.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن الحميقاني استغل موقعه رئيسا لمنظمة خيرية، في جمع الأموال لتنظيم القاعدة، وقام بتسهيل التحويلات المالية إلى اليمن، من داعمي القاعدة في السعودية.

واشنطن طالبت السلطات اليمنية بتسليم الحميقاني، وهو طلب قوبل بالرفض، لكن تحالفها مع الرياض جعلها تغض الطرف عن دوره في حرب اليمن، وتعيينه مستشارا لهادي وبقائه في الرياض.

الخلاف مع قطر، هو ما سرع وتيرة التضييق على جماعة الإخوان، وأذرعها في المنطقة، وهو ما دفع الرياض لإصدار قائمة ال13 بالاشتراك لأول مرة مع واشنطن، لكن ذلك، حسب قراءة المعطيات السابقة، لن يؤثر على تحالف السعوديين مع القاعدة وداعش وتجمع الإصلاح والجماعات السلفية.

ثمة ما يشير إلى ذلك في البيان اليوم، وهو اقتصار حظر التعامل مع من ضمتهم القائمة “داخل المملكة”؛ ما يعني أن استمرار التعامل معهم خارجها أمر غير محظور؛ خصوصا مع وجود الضوء الأخضر الأميركي.

يذكر أن المتهمين ال13 هم:

1 — نايف صالح سالم القيسي يمني الجنسية
2 — عبدالوهاب محمد عبدالوهاب الحميقاني يمني الجنسية
3 — هاشم محسن عيدروس يمني الجنسية
4 — نشوان العدني يمني الجنسية
5 — خالد عبدالله صالح المرفدي يمني الجنسية
6 — سيف الرب سالم الحيشي يمني الجنسية
7 — عادل عبده فاري عثمان الذهباني يمني الجنسية
8 — رضوان قنان (رضوان محمد حسين قنان) يمني الجنسية
9 — والي نشوان اليافعي يمني الجنسية
10 — خالد سعيد غابش العبيدي يمني الجنسية
11 — بلال علي الوافي يمني الجنسية
12 — جمعية الرحمة الخيرية اليمن
13 — سوبرماركت الخير اليمن

مقالات ذات صلة