العملاء يعيشون ويموتون غرباء

مقالات | 1 نوفمبر | مأرب برس :

بقلم /عبدالفتاح البنوس :

يا ترى ما قيمة المال المدنس الذي يكون ثمنه موتك وخسرانك لحياتك وآخرتك ؟!! ماذا عساه أن ينفعك أو يخدمك بعد مماتك وأنت تقاتل في جبهة الغازي الباغي المحتل ضد وطنك وأبناء شعبك ؟!! هل فكرت كيف سيكون حالك وأنت تساق إلى جهنم وأنت تحمل نياشين العمالة والخيانة والارتزاق ؟! وقبل ذلك هل فكرت لحساب من تعمل ومن هو المستهدف والمتضرر من عملك هذا ؟!! وكيف سيكون موقف أهلك وقبيلتك ومجتمعك عندما يشاهدونك وأنت تقاتل مع من يقصفوهم بطائراتهم ويحاصرونهم ويقتلونهم يوميا ؟! بأي وجه ستقابلهم بعد ذلك ؟! وكيف لك بأن تقبل على نفسك هذه النهاية المذلة والمخزية ؟! ما قيمتك وما هو موقفك وأنت تقاتل في صف العدوان ويصلك خبر استهداف طائراته لمنزل أسرتك أو منزل أحد أقاربك أو أحد أبناء قريتك أو أحد جيرانك وقد أتى هذا القصف على كافة الأفراد الذين كانوا داخل المنزل المستهدف أو المنازل المستهدفة ؟! كيف ستبرر لنفسك البقاء في صف العدوان ؟! وكيف لك بأن تقنع نفسك بأن هذا القصف استهدف من تسمونهم بالمليشيات الانقلابية الحوثية العفاشية ، وأنت تعلم علم اليقين بأن من سقطوا جراء القصف هم أهلك وأقاربك أو جيرانك الذين لا صلة لهم بالحوثي ولا بعفاش على الإطلاق ؟!.

أيعقل أن يكون المال أغلى من روحك ؟! أو من أهلك ؟! أو من جيرانك ؟! ألا تحرك فيك مشاهد ترك جثث أمثالك من المرتزقة في ساحات المواجهة وفي المواقع المستهدفة من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية ، في الوقت الذي لا يقوم الأعداء إلا برفع وإخلاء جثث جنودهم فقط ، فيما يترك المرتزقة في العراء لتنهش أجسادهم الوحوش الضارية ؟! هل سألت نفسك لماذا لا يدفع آل سعود بجيشهم للقتال ويتم الاستعانة بقطيع المرتزقة من المستأجرين للقتال بالنيابة عنهم ما داموا على الحق ؟! وهل سألت نفسك لماذا لا تقصف الطائرات السعودية جنودهم الذين يلوذون بالفرار من المواقع العسكرية وساحات المواجهة مع أبطال الجيش واللجان ، في الوقت الذي لا تتورع فيه هذه الطائرات عن استهداف المرتزقة حال فرارهم من المواجهات حفاظا على أرواحهم ؟! ما دمت وأمثالك في نظر آل سعود بهذا الرخص ، وما داموا يتعاملون معكم بهذه النظرة الدونية المشبعة بالاحتقار والإهانة والإذلال ، فما الذي يجبركم على العناد والبقاء في صفهم والقتال تحت رايتهم والتحالف معهم على شعبكم ووطنكم ؟!.

أين عقولكم ؟! أين ضمائركم ؟! مهما كانت المصالح والمنافع الحزبية والمادية التي توعدون بها أو تمنح لكم فلا قيمة ولا وزن لها ، ما دامت هي ثمن خيانتكم لوطنكم وشعبكم ، وعمالتكم وارتزاقكم ، عودوا إلى رشدكم وتبرأوا من العدوان ومن كل قياداتكم وأصنامكم الحزبية التي تعبدونها والتي باتت تعبد سلمان ونجله وريالاتهم وتدين بالولاء والطاعة للجنتهم الخاصة ، لن ينفعكم أحد عندما يحصحص الحق ، ويحين موعد العرض ، وتبدأ فصول الحساب والعقاب ، لن ينفعكم حزب ، ولا شيخ ، ولا قبيلة ، ولا جماعة ، ولا طائفة ، ولا مذهب ، ولا شرعية ولا دنبوعية ولا لجنة خاصة ولا سلمان ولا نجله المهفوف ، ولا ريالات آل سعود ، ولا دراهم آل نهيان ، كلها ستذهب هباء منثوراً ، حينها فقط ستدرك وقد فات الأوان بأنك أيها المرتزق العميل سقت نفسك إلى جهنم.باصطفافك في جبهة الباطل وقتالك إلى صف أعوانه ،وتحالفك معهم .

بالمختصر المفيد حال المرتزق ، حال تعيس ، ومهما حاول ادعاء خلاف ذلك ، فإن تعاسته تطغى عليه ، بعد أن يجد نفسه محتقرا ومهانا في حياته ، وبعد مماته ، الغربة والتشرد عن الأهل والوطن ، وفوق ذلك النهاية المخزية والمذلة ، يعيش غريبا ويموت غريبا وهي نهاية كل من باع وطنه وشعبه ، وتحالف مع الغزاة والمحتلين ، وهي فرصة لمن غرر بهم وسلكوا مسلك الخيانة والعمالة والارتزاق لتصحيح مسارهم والعودة إلى رشدهم قبل أن تحل عليهم لعنات الوطن والشعب ، وقبل أن يواجهوا مصيرهم المحتوم .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

مقالات ذات صلة