مُحلّل إسرائيليّ: تهديدات نتنياهو لضرب النوويّ الإيرانيّ فارغة “الكثير من النُباح ولكنّ القافلة تسير” وهو أوهن من شنّ حربٍ عليها

متابعات | 1 اكتوبر | مأرب برس :

كشف مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أليكس فيشمان، كشف النقاب عن أنّ إستراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، القاضي بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ للمنشآت النوويّة في إيران، تمّ طرحها وتداولها من قبل المُستوى السياسيّ في تل أبيب، ولكنّ جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) وجيش الاحتلال، منعا نتنياهو من إخراج خطّته إلى حيّز التنفيذ، على حدّ قول فيشمان، المعروف بصلاته الوطيدة جدًا مع المنظومتين الأمنيّة والعسكريّة في الدولة العبريّة.

 

فيشمان وجّه سهام نقذه اللاذعة لعنتريات نتنياهو في هذه القضيّة، وأكّد أنّ تهديداته وتصريحاته لم ولن تُدخل الإيرانيين إلى حالةٍ من الهلع والذعر، ذلك أنّهم باتوا يفهمون جيّدًا ما يعرفه السواد الأعظم من الإسرائيليين أنّ رئيس الوزراء نتنياهو هو أكبر مُضيّع للفرص، على حدّ وصفه.

 

المُحلّل الإسرائيليّ تابع قائلاً إنّ صنّاع القرار في طهران تعلّموا أسلوب تصرف القيادة الأمنيّة برئاسة نتنياهو خلال الأزمة النوويّة التي حدثت في بداية هذا العقد، ولا يوجد هناك أيّ سببٍ يدعوهم إلى الافتراض أنّ أمرًا ما قد تغيّر، واصفًا أقوال نتنياهو بالكثير من الكلام،  والكثير من النباح، ولكنّ القافلة تستمّر في السير قدمًا.

 

علاوةً على ذلك، شدّدّ فيشمان، على أنّه في هذه الأيّام، أكثر من الماضي، بات واضحًا وجليًّا أنّ الإيرانيين لا يأخذوا على محمل الجدّ تهديدات إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية في إيران، وكشف النقاب عن أنّ  دبلوماسيين غربيين خدموا في طهران في تلك الفترة، وإيرانيين يعيشون في المنفى ومصادر أخرى، لم يُسّمها، يقولون لنظرائهم الإسرائيليين إنّ الإيرانيين لم يخافوا في تلك الفترة من ضربةٍ إسرائيليّةٍ مستقلّةٍ، بل كانت خشيتهم من قيام أمريكا بشنّ عدوانٍ بمُشاركة إسرائيل، أوْ أنْ تضطر الولايات المتحدّة نتيجة استفزازٍ إسرائيليٍّ إلى القيام بعمليةٍ عسكريّةٍ.

 

ولفت المُحلّل أيضًا إلى أنّه بحسب التقارير التي نُشرت خلال ما أسماها بـ”الأزمة النووية” في مطلع هذا العقد، قال وزير الأمن في حينها إيهود باراك، إنّ إسرائيل قادرة على تنفيذ هجومٍ ضدّ إيران بصورةٍ مُنفردةٍ، مُشدّدً على أنّ ذلك هو بمثابة حلٍّ أخيرٍ، مؤكّدًا في الوقت عينه، على لسان مصادره في تل أبيب، أنّ واشنطن وصلت إلى قناعةٍ تامّةٍ بأنّ الدولة العبريّة تملك القوّة المُستقلّة للقيام بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ مؤلمةٍ لإيران، على حدّ تعبيره.

 

بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، أشار المُحلّل الإسرائيليّ إلى أنّ نتنياهو خسر على جميع الأصعدة، فقد خسر المساعدة الأمنيّة بأحجام كانت إسرائيل فقط تحلم بها، وعوضًا عن ذلك، حصل من الرئيس الأمريكيّ السابق، باراك أوباما على مساعدةٍ سنويّةٍ سخيّةٍ، لكن ليست استثنائية بالمقارنة مع المساعدات السابقة.

 

وأوضح أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ لم يؤمن ولو للحظةٍ واحدةٍ بنجاعة العقوبات الاقتصادية كحلٍّ مطلقٍ للموضوع النوويّ، ذلك أنّه بحسب رؤيته فإنّ العقوبات مرحلة موقتة فقط، وبقي مُتمسّكًا بالخيار العسكريّ، مُضيفًا أنّه خلال حقبة أوباما في البيت الأبيض لم يكُن الخيار العسكريّ ضدّ إيران مطروحًا على الأجندة في واشنطن، أمّا الرئيس الحالي دونالد ترامب، أضاف المُحلّل الإسرائيليّ،  فقد منح أملاً ما لنتنياهو بإمكانية تحقيق الرؤيا العسكريّة، لكنّه استدرك قائلاً إنّ تصرّفات ترامب لا تُوحي ولا تُؤشّر إلى أنّه جادٌّ في ذلك، وبالتالي فإنّ الأمل بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ أمريكيّةٍ لإيران في عهده، هي بمثابة أملٍ زائفٍ.

 

وتوقّع المُحلّل، نقلاً عن المصادر عينها، أنّ تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيليّ لإيران فيما يتعلّق بتمركزها وتمدّدّها في سوريّة، لن تُخرج أيّ شيءٍ عمليٍّ إلى حيّز التنفيذ، مُشيرًا إلى أنّ نتنياهو سيتحدث، وسيُهدد، وسيجرف الجماهير، لكن ثمة شك في أنْ تقوم إسرائيل بعمليةٍ عسكريّةٍ واسعةٍ يُمكن أنْ تسحب البساط من تحت أقدام إيران في سورية، كما أنّ الدولة العبريّة، اختتم فيشمان تحليله، لا تُشارك في أيّ تحركٍ سياسيٍّ يُمكن أنْ يؤيد عملية عسكريّة لطرد الإيرانيين من المنطقة، على الرغم من أنّ نتنياهو وليبرمان أعلنا مؤخرًا بأنّ إقامة قواعد عسكريّة بحريّة أوْ جويّة إيرانيّة على الأراضي السوريّة، ستكون بمثابة خطٍّ أحمرٍ للدولة العبريّة.

 

من الجدير بالذكر أنّ مُحاولات إسرائيل الحثيثة لـ”حجر تذكرةٍ” في المساعي الأمريكيّة والروسيّة لإيجاد جلّ سياسيٍّ للأزمة السوريّة باءت بالفشل، كما أنّ لهاث نتنياهو لانتزاع اعتراف من المُجتمع الدوليّ بسيادة إسرائيل على الجزء المُحتّل من هضبة الجولان العربيّة السوريّة، وهو المطلب الذي عرضه نتنياهو، على أوباما وترامب، لم يلقَ آذانًا صاغيةً بالمرّة من حليفته الإستراتيجيّة، فكم بالحري من الدول الـ”حياديّة” أوْ التي تُناصب إسرائيل العداء؟.

*رأي اليوم .

مقالات ذات صلة