هزيمة الحوثي وانصارالله .. المستحيل بالدليل والبرهان !

مقالات | 3 نوفمبر | مأرب برس :

كتب/ عابد المهذري – رئيس تحرير صحيفة الديار اليمنية :

أعيروني مسامعكم عشر دقائق لأخوض معكم في النقاش عن اقتراب نهاية الحوثيين بهزيمة عسكرية مهينة .. واسمحوا لي من السطر الأول ان أصدمكم بأن انتظار الهزيمة هذه سيطول بكم بقدر ضعفين مما أمضاه أهل الكهف في نومهم ولو من قبيل تشبيه خصوم انصارالله للحوثي وجماعته بأنهم أصحاب الكهوف والجروف .. بيد ان الحوثيون هؤلاء ازدادوا في صحوتهم القصيرة جدا تسعة اضعافا مقارنة بتضاؤل وانحسار وتقهقر اعداء الانصار بميزان الربح والمكسب .. حربا وسلما .. قوة وضعف .. سياسة وسلطة .. حضورا مطلقا على الارض وسيطرة مطبقة على المشهد .. اعلاميا وشعبيا .. نفوذا لوجيستيا وعلاقات دبلوماسية .. ثبات في الموقف وانزياح من التأثير .. حجم قوة مجتمعية ونسبة فاعلية بعدالة القضية .. دعم مالي وقدرة على تغيير المعادلة والتحكم بمكان وزمان المعركة المسلحة او المواجهات التآمرية .. مفاوضات وتحالفات .. متاجرة بملف الأزمة اليمنية وتضحية في سبيل الانتصار للمظلومية اليمنية ..

خلال هذه المرحلة المعقدة في زمن العدوان وفي ظروف ما سبقها بعشرة أعوام .. منذ حروب صعدة في 2004 الى انقلاب الطاولة جذريا في 2014 وما رافق كل منعطف من ارهاصات وتعقيدات وانتصارات ومفاجآت واندلاع اشتباكات دامية الاقتتال .. ابتداء من رحبان ثم دماج وكتاف وحاشد وعمران .. وصولا الى العند ولحج وأبين وشبوة وعدن وباب المندب كما لم يحدث قياسا – بمحدودية الزمان والمعطيات المتناقضة – في تاريخ العرب والعجم .
لن أسألكم عما جرى أولا في مران ونشور وضحيان وسفيان والى أين انتهى كخاتمة حسم ؛ تعبر عنها العاصمة صنعاء وتشهد عليها كموعظة وعبرة محافظات الجمهورية اليمنية من صرواح الى تهامة ومن أقاصي صعدة وحجة الى مكيراس وعسيلان وتعز .. حيث الغلبة والانتشار واحكام القبضة للحوثيين انصار الله .. على نحو لا يحتاج للتذكير بأمكنة إقامة خصوم واعداء الحوثي .. ولا حتى يتطلب الأمر للإشارة لعدم استطاعة تيار القوى المنظوية تحت مسمى “الشرعية” احراز اي نصر حقيقي يمكن الرهان عليه .. لا في الجنوب ولا في مأرب .. بما ان تدهور الاوضاع وانفلات الدولة هناك ناصع الاثبات بأن الفشل هو الديدن ودونما حاجة للتنويه الى ان صناع اي انتصار مفترض ضد الانصار هو محسوب لأمراء الرياض وشيوخ ابوظبي .. وإلا مالذي يفعله الجيش السوداني في التواهي وكريتر وميدي ولماذا لا يسمح الاماراتيون للرئيس المسمى هادي بالهبوط في مطار سيئون والعمل من داخل قصر المعاشيق .. وهل يستطيع نائبه علي محسن الاقلاع بطائرته من معسكر صافر الى البريقة والمنصورة وامضاء ليليتين فقط بمنزله على ساحل العشاق والتقاط صورة بجوار شلال شايع في جولد مور وشطئان صيرة .
لست هنا معنيا بالتطرق الى مآلات الواقع المتعلق بما يتداعى بين الأنصار والمؤتمر ويشعل فتيل التوجس عما سيصير اليه مستقبل علي عبدالله صالح على هامش التحليلات والتوقعات ومقاربة الاحداث المرتبطة دوما بالحوثي ونواياه واحتمالاته وانفعالاته ونمط تفكيره وتصرفه وتعامله مع الآخر .. سلبا او ايجابا .. عقلا او تهورا .. تسوية وشراكة او تفضيلا لخوض مغامرات التحدي كما جرت العادة ودأبت عليه هذه الجماعة المتفاقمة الثقة والسطوة والعشق للنجاح الصعب حد صناعة النجاح مرارا وابدا من حيث لا يتوقع أحد .. خاصة عندما يعودون عقب كل حرب أقوى مما كانوا قبلها .. ولأي عاقل ان يتأمل كيف ستكون قوة انصارالله بعد تصديهم لحرب جيوش أقوى وأغنى وأعتى 20 دولة استهدفتهم تحديدا في تحالف عدواني غاشم على اليمن مستمر للعام الثالث .. والنتيجة تحكي للعيان ان الحوثيين يزداودون بأسا وتماسكا وشكيمة وصمودا وصلابة مع مرور كل يوم .. ولك ان تحسب – وفق هذا – حصيلة قوة الحوثي والانصار خلال 1000 يوم من الحرب .. وعندما تصل للإجابة المنطقية فما عليك الا أن تكف عن الأسئلة والتوقف فورا عن التفكير بهزيمة ونهاية هذه الحركة .. لأن المنطق يؤكد ان الحوثي لن ينهزم في السنة القادمة ولن تكون نهاية انصارالله بعد قرن من الدهر .. ولمن لا يستوعب ولا يصدق ويؤمن بما حدث سابقا ويجري حاليا أن يبحث عن حوثي غير الحوثي الذي نعرفه وعن انصار آخرين غير انصار الله اليمنيين الذين نعرفهم جيدا .. واذا وجد حوثي آخر وأنصاريون في بلاد السند او الهند .. فربما سينتصر عليهم ويسحقهم ويهزمهم ويضع نهاية لذاك الحوثي وليس للحوثيون اليمنيون الذائدون عن حياظ وطن وكرامة شعب وعزة أرض .. حدا دفع بن سلمان لتكرار تهديده ووعيده – في اكتوبر العام الماضي – للحوثي وانصار الله ؛ قبل يومين .. متناسيا ان اكتوبر الجاري هو في عام ميلادي جديد وان للحكاية بقية عن الفوارق الجوهرية بين الحقيقة الميدانية والذاكرة الزهايمرية .. في العلوم العسكرية وفي ملامح التجليات التاريخية للأسطورة اليمنية التي ينقشها المقاتل اليمني خلف متارس النار ومشاف البندقية .

مقالات ذات صلة