كيف يمكن رد العدوان الارهابي السعودي على اليمن في عالم أعمى أمام الدماء؟

مقالات | 12 نوفمبر | مأرب برس :

الكاتب : صلاح الداودي :

هل يمكن مثلا أن ننتظر من منظمة دولية كالأمم المتحدة أن تصوت على فرض عقوبات اقتصادية على السعودية لردع اعتداءاتها الهمجية البربرية على اليمن وهي تدخل عامها الثالث مخلفة مئات آلاف الضحايا؟ قطعا لا في الوقت الحاضر.

هل يمكن لمجلس الأمن الدولي أن يفرض عقوبات مماثلة على السعودية نفسها كما فعل مع غيرها لأسباب لم تكن أبدا بمستوى الإرهاب السعودي؟ لا قطعية على الأرجح.

هل يمكن فرض حظر دولي أو خاص على الطيران الحربي السعودي فوق الأجواء اليمنية المغتصبة والمعتدى عليها في عدوان احتلالي خارجي وحشي لا يمكن لأي بشر عاقل حر شريف ألا يدينه؟  لا قطعا، مع أن الأراضي اليمنية خالية من أي منظومة دفاع جوي فعالة تمكن الشعب اليمني من الدفاع الشرعي عن نفسه وبلاده ودحر العدوان ومع أن الهيئات الدولية تقر بأن اليمن لم يعد يتحمل الحصار والمجاعة والكوليرا رغم شراء السعودية لارهابها بأموال الدماء مقابل صمت العالم. وفوق ذلك، أطفال المدارس في العالم أجمع باتوا يعلمون أن القرار الدولي مرتهن بمصالح الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية وأموال بني سعود الوكيل الحصري أو المدير التنفيذيى لمصالح الاستعمار في منطقتنا ووراءه كل الأدوات التنفيذية الصغيرة الأخرى من دول قابلة بالارهاب وعصابات إرهابية. ثم ان جماعة طائرات الاواكس وغيرها هم في نهاية الأمر حلفاء العدوان الأمريكي السعودي أي كل دول النيتو.

ما العمل اذن غير حرب الحدود التي يتابعها الجيش اليمني واللجان الشعبية ببسالة وصمود ونجاح يستحق الاكبار والاجلال. ما العمل غير ردع العدوان بكل أنواع الصواريخ اليمنية بما فيها الصواريخ البالستية الإستراتيجية. ما العمل غير التفكير الجاد في المبادرة إلى تحرير اليمن باعتباره مفتاح كل سلم وكل حرب.

هذه رسالتنا استراتيجية موجهة بالدرجة الأولى إلى كل المؤسسات الدولية وكل القوى السياسية والشعبية المطالبة بالعدالة والسلام في العالم. وهي موجهة إلى محور المقاومة بالدرجة الثانية. ومفادها أن التسويات الإقليمية الشاملة في الشرق الأوسط وتجاوز مرحلة الإرهاب والدمار وايقاف كل أنواع العدوان على الشعوب المظلومة وتفادي أي حرب تدميرية محتملة يقوم على هذا المفتاح اليمني.

ومن نافل القول ان كل الرهانات الأميركية السعودية على باب المندب ومضيق هرمز تجاريا وعسكريا وكذلك رهانات الكيان الإسرائيلي على المتوسط طاقيا وعسكريا.  وبالمقابل كل الحقوق السورية واللبنانية على سواحلهما والاهمية الاستراتيجية للبحار الخمسة بالنسبة لكل من إيران وروسيا التي غاصت عميقا في المياه الدافئة بالمعاني التقنية العسكرية والاستراتيجية (روسيا) وبلوغ إيران مرحلة التهديد الوجودي للكيان الإسرائيلي. هذا دون أن ندخل في تفاصيل القوات البحرية المتنازعة واسلحتها ومقدرات قوتها الاستراتيجية واستراتيجياتها العسكرية. ودون أن ندخل في تفاصيل المناورات من كل الأطراف وتفاصيل وجود الأساطيل وحركتها ضمن الاتفاقيات وضمن البلطجة الدولية الاستعمارية.

في يوم من الأيام، ربما قبل سنة كنا على قناة الميادين في برنامج آخر طبعة. في نهاية كلامنا قلت انه إذا لم تنفع المنظومة الروسية وتطورت الأوضاع إلى التدهور،  لا بد من قصف القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج. معلوم ان قواعدهم هناك هي التي تحدد سياسات منطقة الخليج العدوانية وترسم كل شيء. إن خلط الاوراق لا يأتي إلا بهذه الطريقة. وأيضا، نضيف اليوم، المعركة البحرية الاستباقية لا بد من أن تنطلق اليوم قبل الغد من اليمن بالذات وإذا لم يكفوا يجب أن تشمل المتوسط، وأبعد.

مقالات ذات صلة