دماء أطفالنا ودموعهم التي سفكها المعتدون ظلما

 

مقالات | 14 نوفمبر | مأرب برس :

بقلم / يحيى قاسم المدار :

صحيح أنكم أفزعتم أبناءنا وأخفتم أطفالنا وأرهبتم الآباء فزعا على أبناءهم، من أن تقتلهم صواريخكم الطائشة بطيش عقولكم ونفوسكم المنحطة، صحيح هذه الصورة التي يريدها حزب الإصلاح التكفيري في أطفال وشباب اليمن الذين عرفوهم وعرفوا حطتهم ودناءة أخلاقهم فلفظوهم إلى غير رجعة كما ستلفظهم دول العدوان التي يقبعون في فنادقها عما قريب.

نعم هذه الصورة التي بدا عليها أطفالنا في شوارع العاصمة صنعاء هي الصورة التي يتمناها عملاء أمريكا وخدام السعودية ومن كانوا يعكفون على خدمتها وتنفيذ أوامرها من قبل أحزاب يمينية ويسارية كانت تدعي الوطنية والنزعة الثورية، أولئك الذين ارتهنوا لها سنوات حتى داستهم بأحذيتها التي ظلوا يلعقونها ليل نهار، وعكفوا على مسحها وتنظيفها وطليها بعرق وجوههم المكفهرة، سنوات وهم يعيشون تحت رحمتها ومن خيرها النتن المدنس، يمدحون ولاة أمورها ويمجدون أفكار الوهابية التي لا تعرف إلا القتل والتكفير ولا تتجاوز عقولهم حد تعدد النساء وعشق النكاح بصوره وأشكاله..

هل أعجبتكم هذه الصور لأطفالنا بعد أن قصفتهم طائرات أمريكا والسعودية والإمارات عشاق الدم وقتلة الطفولة والإنسانية الذين استمرأوا دماء الأبرياء في مئات المجازر التي ارتكبت بحق الأطفال والنساء في كل منطقة في اليمن؟

شعور لا يكاد يوصف عاشه أطفال مدرسة المعتصم وسط العاصمة صنعاء نتيجة القصف المستمر على أحيائها وبعد ساعات من قصف منازل مجاورة تهدمت على رؤوس سكانها، ربما كان ما يتبادر إلى ذهن تلك الأطفال أنهم الضحايا الجدد لصواريخ أمريكا والسعودية والإمارات التي تنهال على اليمنيين في كل منطقة ومدينة وحي دون تفريق بين صغير وكبير طفل أو شيخ، فالكل بنظر تلك القنابل والعقول المجنونة التي تستخدمها عدو لسلطتهم وخطر على مصالحهم في البلاد، بل والمنطقة..

أما يكيفيكم أيها الجبناء ما يعانيه اليمنيون من فقر وجوع ومرض حالة أوصلتموه إليه عبر أدواتكم الشيطانية في البلاد، أما كفتكم دموع تلك البراعم التي لا تعلم شيئا عن سبب عدوانكم الظالم ولم تفقه بعد سبب حربكم العدوانية الظالمة على الشعب اليمني المظلوم المضطهد، إلا ما تراه في التلفزيون من جرائم ارتكبتموها وما زلتم بحق الطفولة والنساء وكل اليمنيين دون ذنب أو جريرة اجترحوها بحقكم، سوى أنهم أرادوا لأنفسهم الحرية والعيش بكرامة في وطنهم..

إن كنتم تظنون أن هذه المشاهد ستفت من عضد اليمنيين فتبا لكم، وأن ظننتم أنها ستهزم نفوسنا الكريمة والحرة فإنكم مخطئون، تالله لن نعود إلى زمان الوصاية والارتهان لقوى الاستكبار مهما كان الثمن وعظمت التضحيات، وما مواكب الشهداء التي يقدمها اليمنيون كل يوم إلا دليل على عشقهم للكرامة والاستقلال والاستقرار، وهي كفيلة بضرورة تحررهم من ربقة السعودية وأمريكا وغيرها.

واعلموا أنكم ستدفعون ثمن سباحتكم في أنهر الدماء اليمنية جماجمكم وأجسامكم التي لن تقبلها أرض ولن تكون إلا لقمة سائغة لبطون الكلاب الضالة.. لا رقأت لكم عين أيها الجبناء.

مقالات ذات صلة