تل أبيب تحتفل بمُقابلة بن سلمان لتوماس فريدمان الصهيونيّ الأمريكيّ وتُبرز تساوق الرؤى بين بن سلمان ونتنياهو في وصف السيّد خامنئي بـ”هتلر الجديد”

متابعات | 24 نوفمبر | مأرب برس :

الصحافيّ الأمريكيّ اليهوديّ، توماس فريدمان، لم يُخفِ يومًا تأييده المُطلق للحركة الصهيونيّة ولصنيعتها إسرائيل، التي زُرعت في فلسطين، على حساب شعبها الذي تمّ ارتكاب المجازر بحقّه وتشريده وتهجيره في النكبة المشؤومة. فريدمان، يُعتبر بنظر الإسرائيليين من أهّم أعمدة ماكينة الدعاية الصهيونيّة في العالم، خصوصًا وأنّه تربطه علاقات ٍ وطيدةٍ جدًا مع العديد من الزعماء العرب، وعلى وجه التهديد مع العائلة الحاكمة في المملكة العربيّة السعوديّة.

 

وَوَجَبَ التذكير أنّه عندما أطلق وليّ العهد السعوديّ، الذي أصبح فيما بعد ملكًا، العاهل -المرحوم عبد الله، مُبادرة السلام السعوديّة، كان فريدمان عينه، الذي تمّ استدعاؤه إلى الرياض للحصول على هذا السبق الصحافيّ، وتحولّت المُبادرة السعوديّة إلى مُبادرةٍ عربيّةٍ مع إقرارها في مؤتمر القمّة العربيّة في بيروت في آذار مارس من العام 2002، ومن ثمّ تمّ إقرارها مرّة أخرى في مؤتمر الرياض عام 2007.

 

ويبدو أنّ العائلة الحاكمة في السعوديّة “تعتمد” جدًا على موضوعيّة فريدمان، الذي قام بإجراء مقابلةٍ مع وليّ العهد السعوديّ، محمد بن سلمان في العاصمة الرياض. وفي المقابلة التي تحمّل العديد الكثير من المؤشرات، تحدّث سلمان لصحيفة “نيويورك تايمز″ عن قضية الأمراء ورجال الأعمال المحتجزين في فندق “الريتز كارلتون” في الرياض، تصريحاتٌ مُجمّلة ومُنمّقة بقالب مكافحة الفساد لتقديم نموذج إصلاحي أمام الغرب هدفه الأول والأخير استعادة ثقة الجمهور الأجنبي بعد كلّ الفضائح الحقوقية والإنسانية التي عرّت صورة المملكة في الآونة الأخيرة ولا سيّما إثر عدوانها المستمرّ على الشعب اليمنيّ.

 

وفي خطوةٍ تُعتبر تصعيديّةٍ ضدّ إيران، وجّه بن سلمان سهام نقذه اللاذعة ضدّ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، مستخدمًا عبارات “حليفه” رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، عندما اعتبر أنّ خامنئي هو “هتلر الجديد”.

 

وبموازاة أهمية المواقف التي أطلقها بن سلمان تجاه الرأي العام الغربي لكسب إعجابه من خلال هذه المقابلة، تبرز أهمية الكاتب الأمريكيّ-اليهوديّ-الصهيونيّ توماس فريدمان الذي أجرى الحوار معه في الرياض، فهو صهيوني درس في حيفا وأمضى شبابه فيها وداعم علني لإسرائيل.

 

يقول ابن سلمان في المقابلة إنّ جميع المعتقلين للاشتباه بفسادهم فضلوا تسوية وديّة مع الدولة بدل إحالتهم للقضاء، ويضيف: لطالما عانت دولتنا من الفساد منذ الثمانينات حتى يومنا هذا. وتقول تقديرات خُبرائنا بأن ما يُقارب 10% من الإنفاق الحكومي كان قد تعرض للاختلاس في العام الماضي بواسطة الفساد، من قبل كلتا الطبقتين: العُليا والكادحة. وعلى مر السنين، كانت الحكومة قد شنت أكثر من “حربٍ على الفساد” ولكنها فشلت جميعًا. لماذا؟ لأن جميع تلك الحملات بدأت عند الطبقة الكادحة صعودًا إلى غيرها من الطبقات المرموقة.

 

ولفت بن سلمان إلى أنّ كل من اشتُبه به بالفساد سواءً كان من أصحاب المليارات أو أميرًا فقد تم القبض عليه ووضعه أمام خيارين: لقد أريناهم جميع الملفات التي بحوزتنا وبمُجرد أن أطلعوا عليها، وافق ما نسبته 95% منهم على التسويات، الأمر الذي يعني أن عليهم دفع مبالغ مادية أو وضع أسهم من شركاتهم في وزارة المالية السعودية.

 

وأضاف: استطاع ما نسبته 1% من المُشتبه بهم إثبات براءتهم وقد تم إسقاط التهم الموجهة لهم في حينها. وقرابة 4% قالوا إنهم لم يشاركوا في أعمال فساد ويُطالب مُحاميهم باللجوء إلى المحكمة. ويُعتبر النائب العام، بموجب القانون السعودي، مُستقلًا. فلا يمكننا التدخل في عمله – ولا أحد سوى الملك يستطيع إقصاءه، ولكنه هو من يقود العملية الآن… ولدينا خُبراءٍ من شأنهم ضمان عدم إفلاس أي شركة من جراء هذه العملية” – وذلك لتجنب إحداث أي عطالة”، على حدّ تعبيره.

 

وردًا على سؤال “كم من المال سيُعيدون إليكم؟”، أجاب محمد بن سلمان أن “النائب العالم يقول إنه من الممكن في نهاية المطاف أن يكون المبلغ حوالي 100 مليار دولار أمريكي من مردود التسويات”.

 

وسخر محمد بن سلمان من الاتهامات الموجهة إليه بشأن خلفيات الحملة على الفساد، قائلًا: “إنهُ لأمرٌ مُضحك أن تقول بأن حملة مكافحة الفساد هذه كانت وسيلةً لانتزاع السُلطة”.

 

وأشار إلى أن الأعضاء البارزين من الأشخاص المُحتجزين في الريتز قد أعلنوا مُسبقًا بيعتهم له ودعمهم لإصلاحاته، وأن “الغالبية العُظمى من أفراد العائلة الحاكمة تقفُ في صفه”.

 

من جهة ثانية، ادّعى ابن سلمان أنه يعمل على “إعادة الإسلام لأصوله، وأن سنة النبي محمد (ص) هي أهم أدواتنا، فضلًا عن الحياة اليومية في السعودية قبل عام 1979″، وأردف أنه “في زمن النبي محمد (ص)، كان هناك الرجال والنساء يتواجدون سويًا وكان هناك احترام للمسيحيين واليهود في الجزيرة العربية”، حسب زعمه.

 

وغنيٌ عن القول إنّ الإعلام الإسرائيليّ على مُختلف مشاربه، “احتفى” بالمُقابلة مع وليّ العهد السعوديّ، خصوصًا وأنّ مواقفه فيما يتعلّق بإيران تتماهى وتتساوق مع الموقف المُعلن لرئيس الوزراء نتنياهو، الذي يرى في الجمهوريّة الإسلاميّة تهديدًا وجوديًا على الدولة العبريّة، ولا ينفّك عن توجيه الانتقادات لها، واتهامها بأنّها راعية الإرهاب في الشرق الأوسط.

المصدر : رأي اليوم .

مقالات ذات صلة