نيويورك تايمز: التويتر سلاح ترامب للحفاظ على مكانته!

تقارير | 13 ديسمبر | مأرب برس :

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن تفاصيل تتعلق بيوميات الرئيس ترامب، وقالت إنه يستيقظ في الخامسة والنصف كل صباح، ويتجه لمشاهدة التلفاز، ويتابع “CNN” للإطلاع عن الأخبار، ثم ينتقل إلى برنامج فوكس أند فريندز، وأحيانا يشاهد برنامج مورنينغ جو على قناة MSNBC استعدادا للتغريد على تويتر. ويُخمن اقرباء ترامب أنه يمضي أربع ساعات على الأقل يوميا على “تويتر”.

ويتجه بعدها ترامب وهو في حالة نشاط أو غضب أو مزيج من الاثنين، إلى هاتفه الايفون، وفي بعض الأحيان يكتب تغريدة بينما لا يزال في سريره، بحسب ما يقول مستشاروه. وتتابع الصحيفة، مع اقتراب نهاية عامه الأول في منصبه في رئاسة الجمهورية، يرى ترامب رئاسة الجمهورية كما رأها في ليلة فوزه المفاجئ على هيلاري كلينتون، وانها جائزة يجب المحاربة لأجلها، وسلاحه في ذلك هو التويتر.

ورغم كل وعوده واحاديثه، يرى ترامب نفسه رغم عنجهيته، شخصية بعيدة عن الميدان العسكري ويجب أخذه على محمل الجد، وفقا لمقابلات أجرتها الصحيفة مع 60 من مستشاري ترامب واقرباءه وأصدقاءه وأعضاء الكونغرس.

ولا يزال ترامب يناقش انتخابات العام الماضي، وهو مقتنع بأن تحقيقات روبرت مولر، مسؤول ملف تدخل روسيا في الانتخابات هي خطة لإسقاط الشرعية عنه. وقال ليندسي غراهام، السيناتور الجمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية عن ترامب: “يرى الرئيس أن هنالك محاولات لتقويض انتخابه، لكنها مزاعم لا اساس لها.” ويعتقد أن وسائل الإعلام والليبرالي اليساري يستهدفونه، لذلك فهو يحاول مواجهتهم.

وتشير صحيفة نيويورك تايمز الى تشديد قوانين الدخول والخروج في البيت الابيض بعد تنصيب رئيس اركان البيت الابيض جون كيلي بدلا عن راينس بريباس مشيرا الى ان باب مكتب الرئيس الامريكي مُغلق في الغالب.

وذكرت الصحيفة ان كيلي يسعى بإحترام وهدوء تقليص وقت الفراغ للرئيس للتغريد من خلال تسريع بدء اليوم العملي لترامب. كما حاول بيرباس ايضا تنفيذ الفكرة ذاتها، ولكنه لم يُوفق. وبصرف النظر عن كيلي وكوشنر، فإن هنالك اجتماعات غالبا ما تكون بحضور مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، إيفانكا ترامب، ابنة ومستشارة ترامب، هوب هيكس، مدير العلاقات العامة، روبرت بورتر، سكرتير موظفي البيت الأبيض، و كلين كونواي مستشار الرئيس.

ووفقا لأحد الاشخاص المُقربين من ترامب، على الرغم من المحدوديات التي فرضها كيلي، لكن ترامب في الواقع يؤيده ويعتبره قريب منه. ووفقا لأشخاص تحدثوا مع ترامب، فإنه ينادي كيلي مرارا وتكرارا حوالي أربع أو خمس مرات خلال النهار أو خلال وقت الغولف ليسأله عن خططه أو سماع نصيحته.

ونفى مستشارو البيت الابيض دعم كيلي، الا انهم اعترفوا انه يعتبر شخصا موثوقا به. وقد أيد كيلي بعض مخاوف ترامب وقال للرئيس الامريكي مؤخرا انه يوافق على ان بعض الصحفيين مهتمون بتقويض اداء حكومته. كما أنه يتصل بأصدقاءه القدامى ويتابع معهم موضوع التحقيق في الملف الروسي. وقال كيلي انه يحاول السيطرة على هذا الوضع الى اقصى قدرته.

وعندما اُدين ثلاثة من المستشارين السابقين لحملة ترامب، طلب محامي البيت الأبيض “تاي كوب”، من الرئيس عدم التغريد وإلا فإن الأمور ستزداد سوءا. لكن ترامب لم يستطع منع نفسه وغرد في تويتر ان الاتهامات المالية ضد “بول مانافورت” المدير السابق لحملته، لا علاقة لها بحملته الانتخابية، وان فريق البحث يجب ان يبحث بدلا عن ذلك عن “هيلاري المخادعة والديموقراطيين”. كما اهان ترامب “جورج بابا دوبولوس” المستشار السابق لحملة ترامب الانتخابية بعد ان تبين أنه قد كذب بشأن قضية الاتصال بالروس. وكتبت الصحيفة ان عددا من مستشاري ترامب قالوا له إن تغريداته حول كلينتون والشرطة الاتحادية الأمريكية تخلق مشاكل ويجب إيقافها. ووفقا للتقرير، عندما يغرد ترامب بتغريدات مثيرة للجدل، يقرر مستشاروه أحيانا عدم طرح الموضوع معه.

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن التلفاز هو مخزن معدات ترامب للحرب التويترية. ولا يسمح لأي شخص بالتحكم في تلفزيونه سوى ترامب نفسه أو موظفيه الفنيين. وخلال الاجتماعات، قد تكون شاشة تلفزيون 60 بوصة ترامب في غرفة الطعام في وضع صامت، ولكنه يتابع العناوين الشريطية. ويصر ترامب أنه لا يشاهد التلفاز. ويقول ان بعض الذين لا يعرفونه يقولون عنه أنه يشاهد التلفاز. وقال: “أولئك الذين لديهم مصادر مزيفة، أي مصادر وصحفيين مزيفين. ولكنني لا أرى التلفزيون كثيرا لأنني مشغول في دراسة الوثائق الإدارية.

كما ان ترامب حريص أيضا على رؤية اسمه في العناوين الرئيسية، بقدر ما يمكن أن يصدم الآخرين به. وأكد مستشار كبير لترامب إنه لا يمكن متابعة الأخبار دون رؤية اسمه. ولكن وفقا لمستشاريه، في حين أنه من غير المرجح أن يغير سلوكه، فهو مثل المبتدئين الذي يتعلم تدريجيا أن الرئاسة لن تأخذ بهذه الطريقة.

في الأيام الأولى من رئاسته، كان ترامب يرفع صوته على اعضاء مجلس الشيوخ وهو ما لم يُرحب به. وقال الجمهوري بوب كوركر، عندما فعل ترامب هذا الامر احدى المرات، رد عليه وقال: “أنا لا أعمل لصالحك سيدي الرئيس”.

واحدى المرات، قال السيناتور ماك كونيل، زعيم الأغلبية الجمهوريين، “لا تقطع كلامي” عندما قطع ترامب خطابه، خلال مناقشة إصلاح قانون الرعايةالصحية. واشارت الصحيفة الى ان ترامب ربما فهم الرسالة.

ويقول غراهام، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي الذي كان من منتقديه الاشداء وأصبح الآن حليفه، ان ترامب في مرحلة التأقلم مع نفسه. وقال غراهام ان رئاسة ترامب ما زالت كـ”وظيفة متقدمة”. ولا تزال مراقبة المعلومات ومواجهة ما يصفهم كيلي “بالقمامة” ضده من قبل الدوائر الخارجية أولوية بالنسبة لرئيس أركان البيت الأبيض والفريق الذي أنشأه.

ويشكك ترامب في المعلومات القادمة من خارج دوائره حتى بعد عام واحد من الاجتماعات الإخبارية الرسمية وحصوله على أفضل المستشارين الاتحاديين. وبعض مستشاريه، بمن فيهم وزير الخزانة في الولايات المتحدة، ستون مانشين، يرى هذا الموضوع ايجابيا جدا. ويقول أن هناك أوجه تشابه كثيرة بين طريقة إدارة حملة ترامب الانتخابية وأسلوبه كرئيس. انه يحب حقا التقارير الشفوية.

وقال كيلي انه أخرج بعض مستشاريه مثل ستيفن بينون وسيباستيان جوركا بكونهم كان لديهم معلومات تثير ترامب او تخلق نزاعات داخلية. كما اشارت صحيفة نيويورك تايمز الى الخلافات بين “كيت شيلر” القائد الامني السابق وبين رئيس البيت الابيض، كيلي، وقالت انه منذ مغادرته للبيت الابيض اعرب ترامب مرارا عن خيبة امله ازاء غيابه.

المصدر : موقع الوقت .

مقالات ذات صلة