ما الأهمية الاستراتيجية لتكثيف غارات التحالف السعودي على أهداف مدنية في اليمن وإسقاط أكثر من 130 ضحية

مقالات | 17 ديسمبر | مأرب برس :

تصاعدت غارات التحالف السعودي في الأيام الأخيرة (بين 13 و 16 ديسمبر الحالي) على أهداف مدنية في مناطق متفرقة في اليمن، موقعة عددا كبيرا من الضحايا المدنيين.

النطاق الجغرافي للغارات

عشرات الغارات تسببت في سقوط أكثر من 130 قتيلا وجريحا، شملت في نطاقها الجغرافي مساحة واسعة من شمال الشمال الواقع تحت سيطرة حركة أنصار الله، من محافظة صعدة الحدودية إلى أطراف محافظة تعز.

المناطق الحدودية كان لها حظ وافر من الغارات والقصف المدفعي والصاروخي (مديريات رازح، شدا، غمر، سحار، قطابر، منبه).

وظلت محافظة الحديدة الساحلية في دائرة الاستهداف، في إطار محاولات التحالف السعودي السيطرة على الساحل الغربي والوصول إلى ميناء الحديدة الشريان الوحيد المتبقي لمد مناطق الشمال بالمواد الأساسية في ظل الحصار المضروب برا وبحرا وجوا؛ فبعد المعارك والزحوف والقصف المتواصل لمناطق ميدي والمخا، جاء استهداف منطقة حيس المتاخمة لمحافظة تعز، وكذا منطقة الخوخة التي دارت فيها معارك عنيفة بعد إعلان قوات التحالف السعودي السيطرة عليها، وهي المنطقة التي نالت شهرة من طبيعتها السياحية ومن كونها أحد منافذ تهريب الوقود والمهاجرين منذ عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وشملت الغارات أيضا مديريتي مقبنة بمحافظة تعز ومديرية الشغادرة بمحافظة حجة.

العاصمة صنعاء كانت قد قلت الغارات التي تستهدفها، إلا أنها عادت بوتيرة يومية منذ أحداث الثاني من ديسمبر التي انتهت بمقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

تزامنت الغارات على المناطق المذكورة، مع تصعيد في جبهة نهم المدخل الرئيس للعاصمة اليمنية صنعاء، وفي جبهات الساحل الغربي، واحتدام المعارك في بيحان بمحافظة شبوة.

طبيعة الأهداف

أما بالنسبة لطبيعة الأهداف التي تعرضت للغارات، فهي مدنية في الأعم الأغلب، وتتوزع على:
* منازل كما في مديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة، ومنزل الشيخ مهيوب سراع في بني سراع بمديرية الشغادرة محافظة حجة، ومنزل في منطقة الشومية في مديرية غمر بمحافظة صعدة. وأدت الغارات إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين المتواجدين في المنازل المستهدفة التي تم تدميرها بشكل كامل، إضافة إلى وقوع إصابات في المنازل المجاورة بالمناطق المذكورة، وتعرض المنازل لتهدم جزئي ولأضرار متفاوتة.

* منشآت صحية كما في مستشفى بمديرية حيس محافظة الحديدة، وسبق للتحالف السعودي تدمير عشرات المستشفيات والمراكز الصحية، بحجة تخزين الأسلحة فيها، إضافة إلى استهداف سيارات الإسعاف والطواقم الطبية وفرق الإغاثة والمسعفين؛ ما أثار استنكار عدد من المنظمات الدولية كأطباء بلا حدود والصليب والهلال الأحمر ومنظمة العفو الدولية، وجميعها أكدت في تقاريرها استهداف المنشآت الصحية وفرق الإغاثة ووثقت ذلك في تقاريرها.

* أسواق: تعرض كل من سوق النجيبية في منطقة الهاملي لغارات أدت إلى مقتل 9 مدنيين وإصابة 14 شخصا بعضهم جراحهم خطيرة.
وتعرض سوق آل الشيخ في مديرية منبه بمحافظة صعدة سقط على إثرها 12 قتيلا وجريحين.

* سيارات في الطرق العامة، استهدفت سيغرة في كل من عزلة شمير بمديرية مقبنة محافظة تعز، ما أدى إلى مقتل 11 مدنيا، واستهدف طيران التحالف السعودي سيارة في مديرية حيس، وسيارة ثالثة في مديرية منبه بصعدة، ورابعة على الطريق بمديرية قطابر بمحافظة صعدة، ما أدى إلى سقوط 3 قتلى و4 جرحى.

* أهداف أمنية:

قصفت مقاتلات التحالف السعودي سجن البحث الجنائي في مديرية شعوب بالعاصمة اليمنية؛ ما أوقع أكبر حصيلة من الضحايا. وحسب مصادر يمنية، كان في السجن حوالى 180 سجينا، قتل منهم ما يزيد على ال 30 إضافة إلى عشرات الجرحى، وعدد من المفقودين الذين رجحت السلطات في صنعاء أن بينهم ضحايا تحولوا إلى أشلاء متناثرة ومتفحمة بحيث يصعب التعرف عليها مع شكوك حول هرب بعض السجناء.
في الغارات التي استهدفت السجن، قتل وأصيب عدد من أفراد الحراسة ومدنيون من سكان المنازل المجاورة التي تعرضت لأضرار مختلفة. كما أن توالي الغارات دفعت سكان الحي الذي يقع فيه السجن إلى النزوح من منازلهم. وشوهدت نساء وأطفال وهم يركضون في الشوارع وقد أصابهم الرعوب نتيجة للقصف المتواصل.

الضحايا
أغلب ضحايا الغارات بين 13 و 16 ديسمبر الجاري هم من المدنيين، بينهم نساء وأطفال ومسافرون على الطرقات العامة، ومرضى وصحيون في مستشفى حيس، ومسعفون كما حدث في الغارات على منزل في الشومية بمديرية غمر محافظة صعدة التي أوقعت 8 قتلى، 5 منهم سكان المنزل، و 3 هم من المدنيين الذين هرعوا لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض.

كل هذه الغارات تطرح تساؤلات حول الجدوى منها، وحول الأهمية الاستراتيجية لقصف أهداف مدنية، وإسقاط المزيد من الضحايا المدنيين،
كما تدور تساؤلات حول معايير اختيار الأهداف.

بينما يذهب البعض إلى وجود معلومات مضللة توجه الغارات، يجزم آخرون أن التحالف السعودي يكثف غاراته على الأهداف المدنية بغية تضييق الخناق على سلطة صنعاء، وخلق حالة من السخط لدى المواطنين؛ إلا أن حركة أنصار الله على لسان صالح الصماد رئيس المجلس السياسي ومحمد عبدالسلام الناطق الرسمي باسمها تدعو الحكومة السعودية الى حوار مباشر بغية إنهاء القتال وإيقاف الغارات، وإعادة الاستقرار إلى البلاد التي تعيش اضطرابات سياسية وأمنية واقتالا منذ فبراير 2011.

المصدر : الميدان .

مقالات ذات صلة