صحيفة فرنسية: الوهابيون الجدد يقدمون تنازلات مقابل حماية مصالحهم

متابعات | 20 ديسمبر | مأرب برس :

اعتبر الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية نبيل مولين في تقرير له نشرته صحيفة “لي بوينت” الفرنسية أن “الوهابية أحد أركان النظام الديني في المملكة التي لا يمكن للسعودية أن تقطع نهائيًا علاقتها معها على الرغم من الإصلاحات التي تم اتخاذها”، مشيرًا إلى أن الوهابيين الحاليين أضحوا مستعدين لمراجعة مواقفهم وتقديم تنازلات شرط الحفاظ على مصالحهم.

ورأى أن “الحديث عن إمكانية القطيعة بين الوهابية ونظام الحكم في السعودية مناف للحقيقة، حيث يؤكد هذا الادعاء مدى الجهل بالتاريخ وبالتركيبة الاجتماعية للسعودية وطبيعة الإسلام السياسي فيها، لافتًا الى أن فقهاء الوهابية يشكلون فضلًا عن الثروة النفطية، أهم ركائز النظام الديني الحاكم”.

وأضاف مولين: “الإجراءات المتخذة لصالح المرأة مؤخرا، على غرار السماح لها بالقيادة وتولي مناصب هامة، تأتي في إطار مواصلة السياسة التي استهلها الملك عبد الله، الذي توفي سنة 2015. ويمكن أن تستقطب هذه الإجراءات دعم جزء من الشعب، وخاصة النساء في سبيل تلميع صورة النظام في أعين العالم الغربي، وهو ما يعد جوهر السياسة الانتهازية.. رجال الدين الوهابيون، تكيّفوا مع هذه الفكرة بسرعة في سبيل الحفاظ على مصالحهم المادية والدينية، في حين يمكنهم أن يتنازلوا عما يرونه أمرًا ثانويًا”.

وأردف: “تم اتخاذ هذا المنهج بين سنة 1940 و1950، عندما وافق رجال الدين على حق المرأة في التعليم. فحين يصبح الإجراء أمرًا لا مفر منه، يحاول الوهابيون التكيف معه بغض النظر عن حقيقة أنه لا يتماشى مع أفكارهم، أي أن الأمر أشبه بالإكراه. ولكن الوهابيين لا يقبلون مثل هذه الإجراءات دون فرض شروطهم الخاصة”.

وشدّد الباحث الفرنسي على أن “الوهابية أضحت منذ سنة 1932 المذهب الأكثر تشددًا في الدين الإسلامي. وعندما أحس الفقهاء بأن نفوذهم مهدد، بدأوا في المقاومة، لكن لم يكن ذلك كافيًا مما اضطرهم إلى التكيف مع الإجراءات التي تعارض قناعاتهم”، وتابع: “علاوة على ذلك، أضحوا مستعدين لمراجعة مواقفهم بخصوص عدة قضايا هامة على غرار، الجهاد، والعلاقات مع الآخر مسلمًا كان أو على دين آخر والتعليم ووضعية المرأة والترفيه والتكنولوجيا”.

وبحسب الباحث الفرنسي، تخفي محاولات علماء الوهابية لإرضاء العالم الغربي من خلال تقديم تنازلات تصب في صالح المرأة، أسلوباً يحيل إلى أنهم يسيرون مع التيار، ولكن بما يتفق دائماً مع مصالحهم الخاصة.

مقالات ذات صلة