السودان يبدأ سحب قواته وبن سلمان كان ينوي توطينهم في الشريط الحدودي

متابعات | 21 ديسمبر | مأرب برس :

كشفت مصادر صحفية سودانية عن سحب القوات السودانية لواءً كاملاً من القوات المشاركة في معارك تحالف العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن، بعد خلافات بين الطرفين تخللها وعود سعودية بمنح السودانيين التابعية السعودية ومنحهم الشريط الحدودي لتوطينهم مع عائلاتهم فيه.

وقالت مصادر اعلامية  إن الجيش السوداني سحب لواءً كاملاً مكوناً من أربع كتائب من اليمن، وأن القوة عادت إلى السودان ووصلت إلى مدينة بورتسودان الأحد الماضي.

وأكدت المصادر إن السعودية كانت قد وعدت القوات السودانية التي تم إرسالها مؤخراً وتتبع “الدعم السريع” بتوطينها ومنحها صفة التابعية للسعودية ومنحها مساحة جغرافية على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، وهو الأمر الذي أدى إلى تصاعد الخلافات بين الضباط السودانيين وقيادات الجيش السوداني بشأن سحب قوات سودانية من اليمن واستبدالها بأخرى.

وأضافت المصادر أن بدء عملية سحب القوات السودانية من اليمن يأتي بعد المفاوضات الأخيرة التي جرت بين وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والتي تمت أثناء استضافة الأول لمؤتمر وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي انعقد في العاصمة الرياض الشهر الفائت.

ولفتت المصادر إلى ما دار بين الطرفين من نقاش تمحور حول زيادة عدد القوات السودانية المشاركة في اليمن إلى (10) آلاف جندي شريطة استبدال القوات الحالية بأخرى.

ولم تشر المصادر إلى نتيجة لقاء الطرفين، لكنها لفتت إلى أن محمد بن سلمان رفض طلب وزير الدفاع السوداني بشأن تنفيذ السعودية لبنود الاتفاق العسكري المشترك بين البلدين وخصوصاً فيما يتعلق بالتسليح، حيث اشترط بن سلمان أن يكون السلاح من إحدى الدول الأوروبية وليس من أوكرانيا أو روسيا وفقاً لما كانت تسعى له السودان، مشيرة إلى أن وزير الدفاع السوداني أخبر بن سلمان أنهم لا يستطيعون شراء أسلحة من أوروبا بسبب العقوبات المفروضة من الدول الأوروبية على السودان فيما يتعلق بمبيعات الأسلحة.

وأضافت المصادر أن بن سلمان سأل وزير الدفاع عمّا إذا كان الرئيس السوداني عمر البشير قد عقد صفقات أسلحة مع روسيا من عدمه أثناء زيارته الأخيرة لموسكو ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة أن بن عوف رد على بن سلمان بأنه لا يعلم شيئاً عن صفقات أسلحة مع روسيا تم الاتفاق عليها أثناء الزيارة الأخيرة.

وكشفت المصادر أن بن سلمان حاول معرفة ما إذا كانت قطر وسيطاً بين السودان وروسيا وفيما إذا كانت قد تكفلت بتمويل صفقات أسلحة روسية التزمت بها للرئيس البشير أم لا.

وأضافت المصادر أن عملية سحب الجنود السودانيين من اليمن تنبئ بشيئين: الأول أن تكون السودان والسعودية قد اتفقتا على إبقاء مشاركة السودان بقوات برية مع استبدال المتواجدين حالياً بآخرين أعلى كفاءة وتدريب، والثاني: أن يكون الطرفان قد اختلفا نهائياً وأدى هذا الخلاف إلى إنهاء مشاركة السودان بقواته في اليمن.

ورجحت المصادر الخيار الثاني خاصة مع ما وصفتها “بوجود تسريبات عن سحب القوات السودانية من اليمن واستبدالها بقوات من تشاد”، مضيفة أن المؤشرات تؤكد هذا الخيار بالنظر إلى ما ورد من معلومات حول اتفاق أبرمته السعودية مع الرئيس التشادي أثناء زيارة الأخير للرياض والتي أعقبها زيارة “الفريق طه عثمان” مستشار محمد بن سلمان والمدير السابق لمكتب الرئيس السوداني إلى دولة تشاد الشهر الماضي.

يذكر أن الفريق طه عثمان تمت إقالته مؤخراً من منصبه الذي كان يشغله وهو مدير مكتب الرئيس السوداني، وقد أقيل من منصبه بشكل مفاجئ ولم تعرف أسباب قرار البشير بشأن عثمان الذي تم اتهامه بالخيانة.

مقالات ذات صلة