ما القوت الذي يستمد منه النظام السعودي قوته؟

تقارير | 23 يناير | مأرب برس :

يشهد الإعلام السعودي في الداخل تعتيما ورقابةً صارمة، لا سيما بخصوص الأمراء المعتقلين وردورد فعل عشائرهم، ولكن ما حصلنا عليه مؤخراً، بإطلاق سراح اثنين من الأمراء من أبناء الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بعد دفعهم مبالغ مالية بضغوط من بعض الدول مثل بريطانيا، إلا أن أمراء أخرين معتقلين رفضوا دفع رشوة مالية أو سياسية لابن سلمان مثل وليد بن طلال، أو سلمان بن عودة.

وقد كان هؤلاء الأشخاص حتى الأن مُحتجزين في الفندق، ولكنهم الآن مهددون بالمحاكمة والسجن إذا لم يقدموا تعويضات مالية وسياسية لمحمد بن سلمان، وسيُتهمون بقضايا فساد.

وعندما بدأت حملة هذه الاعتقالات (التي أعلنت عنها بعض المصادر، إنهم يزيدون على 3000 شخص)، كان من الممكن، نظرا إلى الطبيعة القِبَلية والأسر الحاكمة في المملكة العربية السعودية، أن تكون هنالك ردود فعل جدية من قبائل وعشائر المحتجزين والمعتقلين ولكن حتى الآن لم يتم تسليط الضوء على هكذا أخبار من قبل الوسائل الإعلامية.

وهذا الموضوع لا يخرج من إحدى الحالتين: الاحتمال الأول، هو أن مثل هكذا ردود الفعل قد تمت وحصلت بالفعل، لكن نظرا لسيادة الدولة السعودية المطلقة على وسائل الإعلام والرقابة المتعمدة منهم، لم تنشر أخبارها ولم تُعمم.

والاحتمال الثاني، هو أنه لم تكن هناك مثل هذه الاحتجاجات الضخمة، والتي أيضا قد تعود أسبابها إما بسبب السياسات المتشددة التي يتبعها محمد بن سلمان وجناحه القامع، حيث أن أسر المعتقلين وغيرهم من منافسي محمد بن سلمان يرضخون تحت الإقامة الجبرية في منازلهم، كما يعيش أقرباء المحتجزين من الدرجة الأولى والثانية تحت الرقابة المشددة، وإما بسبب التهم التي يلصقها الجناح الحاكم علی المعتقلين ويتهمهم بقضايا تتعلق بالفساد وسرقة المال العام.

ويبدو أن هذه الطريقة كانت فعالة وناجحة في قمع الرأي العام، ومن هذا المنطلق، فإن وسائل الإعلام السعودية، تحت الحكم المطلق للجناح القامع الذي يرأسه محمد بن سلمان، يخدعون الناس والرأي العام في البلاد ويحرفونه عن المجريات والتطورات الحادثة. ويرسمون من الجناح القامع صورة وشخصية جميلة، ومن منافسيه وضحاياه شخصية شريرة.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: مدى استدامة الأسرة السعودية، ولا سيما الجناح الحاكم الذي يرأسه محمد بن سلمان، نظرا إلى الفجوة الحاصلة. وتعتمد الاستجابة، على ركيزتين، أوجدها الجناح القامع لنفسه في داخل البلاد وخارجها.

في الداخل، يتم العمل بشكل رئيسي على الشباب والنساء والتركيز عليهما، وهاتين الفئتين اللتين كانتا مهمشتين إلى الأن، استُبدلت الأن إلى مُتكأ وداعم رئيسي للجناح الحاكم. وفي الخارج أيضا، أهم دعامة للجناح القامع، قائم على التحالف مع اليمينيين في حكومة ترامب في الولايات المتحدة واليمين الحاكم في فلسطين المحتلة بزعامة نتنياهو.

ومن وجهة النظر هذه، فإن بقاء الجناح الحاكم، بقيادة محمد بن سلمان، سيعتمد على بقاء هذا التحالف، وإذا إنهار التحالف نتيجة للانتخابات المحلية في الولايات المتحدة وفلسطين المحتلة، أو تعرض إلى اهتزازات نتيجة للتطورات العالمية، فسيترك على الجناح الحاكم في المملكة العربية آثار هشة وقاضية

مقالات ذات صلة