استجابات مختلفة لمحاولات (إسرائيل) نشر التوعية في البلاد العربية

تقارير | 28 يناير | مأرب برس :

في الوقت الذي تدور فيه الصراعات بين السعودية وإيران للتأثير في الشرق الأوسط، تستخدم (إسرائيل) اللغة العربية للبحث عن أرضية مشتركة مع أعداء طهران والتأثير على المتعاطفين معها.

وقد تم مقابلة هذه الجهود في بعض الأحيان بالعداء والسخرية، وذلك بسبب عدم تخفي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي «أفيخاي أدرعي»، الذي يقود عملية التوعية.

يتضمن الإصدار الأخير لـ«أدرعي» منشورا على «فيسبوك» لصورة علم إيران يغطي قطاع غزة وفيديو على «تويتر» يحاكي غزوا إسرائيليا لجنوب لبنان، حيث يسيطر «حزب الله» الذي تدعمه إيران.

ومع وجود 1.2 مليون متابع على صفحته على «فيسبوك» العربية وأكثر من 181 ألفا على «تويتر»، فإن «أدرعي» هو وجه حملة الرسائل الإسرائيلية.

وقد أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» مقاطع فيديو تحمل ترجمات عربية تدين إيران، وتقوم وزارة الخارجية بشكل روتيني بنشر صور وردية للتعايش الإسرائيلي العربي لمتابعيها الذين يتكلمون باللغة العربية على «فيسبوك».

وبالنسبة لـ(إسرائيل) التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع معظم جيرانها، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة للتواصل مع العرب وتعزيز المواءمة المتنامية مع الدول العربية المسلمة السنية.

وأكثر الدول تأثيرا في تلك الدول هي المملكة العربية السعودية، وفي إشارة إلى هذا التركيز، اختار الجيش الإسرائيلي صحيفة يملكها ناشر سعودي عندما بدأ رئيس أركانه أول مقابلة مع وسائل الإعلام العربية منذ أكثر من 10 سنوات.

وقال رئيس الأركان الجنرال «غادي إيزنكوت» لصحيفة «إيلاف» التي تتخذ من لندن مقرا لها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: «إن إيران هي أكبر تهديد للمنطقة، وفي هذه المسألة، هناك اتفاق كامل بيننا وبين المملكة العربية السعودية».

ولم يرد المسؤول الإيراني في بعثة «الأمم المتحدة» على طلب التعليق لوسائل الإعلام الإسرائيلية.

وقال «عثمان العميري»، الناشر في صحيفة «إيلاف»، إن الصحيفة مستقلة وهي ممنوعة في المملكة العربية السعودية بسبب لهجتها الليبرالية، ومع ذلك، قال «العميري»، هناك الآن موقف مختلف تجاه (إسرائيل) في العالم العربي.

وقال «أدرعي» البالغ من العمر 35 عاما إنه تعلم اللغة العربية من والدته التي هاجرت من العراق، وقد انضم «أدرعي» إلى الجيش منذ أكثر من 12 عاما وساعد في تشكيل فريق الاتصالات باللغة العربية في عام 2005.

وقال «أدرعي» إنه بعد انتهاء الانتفاضة الفلسطينية الثانية قرر الجيش ضرورة نقل موقفه بشكل أفضل إلى العرب وخصوصا المراسلين الناطقين بالعربية المقيمين في (إسرائيل).

ويشير إلى أنه منذ عهد قريب من عام 2006، وخلال حرب (إسرائيل) مع «حزب الله» في لبنان، اتصل الجيش الإسرائيلي بالعرب في بيروت من خلال إسقاط منشورات من الطائرات التي حذرت من الهجمات بالقنابل.

ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، يشارك «أدرعي» في بعض الأحيان مباشرة مع متابعيه، جنبا إلى جنب مع التغريدات والمشاركات التي تعزز قوة الجيش الإسرائيلي وتسعى لتقويض خصومه.

وغالبا ما تكون الاستجابة سلبية، وقد نشرت قناة «الجزيرة الإخبارية في قطر شريط فيديو صور محاولات «أدرعي» للاشتراك مع الشباب العربي في سياق حملة استخباراتية إسرائيلية تستهدف غسل أدمغتهم.

وقد أعد الكوميديان المصري «تامر جمال» كمتحدث صفحة على «فيسبوك» تحاكي «أفيخاي أدرعي»، وقال في مقابلة: «فعلت ذلك لأنني رأيت أن الإسرائيليين يحاولون تقديم أنفسهم على أنهم بلد سلمي وديمقراطي».

ويسعى المسؤولون الإسرائيليون، في الوقت الذي يرمون فيه إلى زيادة قوة مشروعهم، إلى التصدي لهذه الصورة، محتجين على سبيل المثال أن (إسرائيل) هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.

وقد حذرت المواقع الإلكترونية التابعة لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» و«حزب الله» العرب من متابعة قنوات الإعلام الاجتماعية الإسرائيلية.

كما سخرت حركة «أمل» السياسية اللبنانية، المقربة من «حزب الله» وإيران، «أدرعي»، قائلة: «لا يمكننا التواصل مع هذه الصفحات المشبوهة لأن هدفها هو إثارة رد فعل».

وفي أحد أشهر المبادلات الإعلامية بين وسائل الإعلام الاجتماعية، قام مقاتل من «حزب الله» في العام الماضي بتغريد صورة عن نفسه في زي رسمي مع رسالة مفادها أن مجموعته كانت ستغزو شمال (إسرائيل).

وأجابه «أدرعي» بالقول: «إذا كنت تجرؤ، سنفاجئك».

بعد عدد من التبادلات التي شملت تهديدا لحياته، نشر «أدرعي» صور استخباراتية على «فيسبوك» لعشرات من الناس ادعى الجيش أنهم جواسيس لـ«حزب الله» يقومون بدوريات على الحدود الإسرائيلية، وهي خطوة نادرة حتى في وسائل الإعلام التقليدية.

وقال «أدرعي» إنه سعيد بأن يكون قد بدأ نقاش، فيما رفض متحدث باسم «حزب الله» التعليق.

وقال «يوناتان غونين»، رئيس الدبلوماسية الرقمية العربية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن تأثير الجهود الإعلامية غالبا ما يكون محدودا.

وقال إن مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعية قد يشيرون الآن إلى بلده كدولة (إسرائيل) بدلا من «الكيان الصهيوني»، ووصفه بأنه تحسن طفيف ولكنه يعد تغيرا.

وبالنسبة إلى «أدرعي»، فإن أحدث الجهود الإعلامية هي خطوة صغيرة نحو تحسين العلاقات حيث قال: «أرى تغييرا، إلا أنه أضاف: «لكن هذا التغيير بطيء».

المصدر | وول ستريت جورنال

مقالات ذات صلة