تل أبيب تُقّر: الصواريخ الإيرانيّة أحدثت تغييرًا إستراتيجيًا لقُدرتها على ضرب المنشآت الحيويّة بدّقةٍ بالغةٍ في كلّ بقعةٍ بإسرائيل

متابعات | 15 فبراير | مأرب برس :

كشف محلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة “يديعوت أحرونوت” أليكس فيشمان، نقلاً عن مصادرَ أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، كشف النقاب عن أنّ التهديد الجديد، الذي يتحدث عنه وزير الأمن الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، مرتبط بالقدرات الصاروخيّة الدقيقة لإيران.

وبحسب فيشمان، فإنّ الصواريخ الإيرانية التي تُشكّل “التهديد الجديد” هي من طراز “شهاب”، ويصل مداها إلى 1650 كلم و1950 كلم، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّها منصوبة في الأراضي الإيرانيّة ومُوجهّةً نحو إسرائيل.، ونقلاً عن المصادر عينها، كشف فيشمان عن أنّ الإيرانيين يطوّرون كذلك صواريخ أكثر دقّة من طراز “عماد”.

واعتبر فيشمان أنّ كمية كبيرة من صواريخ كهذه بأيدي الإيرانيين ستحدث تغييرًا في ميزان القوى الإقليميّ، إذْ أنّه بالإمكان إطلاقها من إيران وضرب مؤسسات الحكم، مثل الكنيست ومقر وزارة الأمن في تل أبيب ومنشآت عسكرية ومطارات ومحطات توليد كهرباء، بدقة، على حدّ تعبير المصادر التي اعتمد عليها المُحلّل الإسرائيليّ.

وأضاف فيشمان: بما أنّ جميع وسائل الدفاع الإسرائيليّة وحتى المتطورة منها، لن توفر أبدًا حماية بنسبة 100%، فإنّه ينبغي الأخذ بالحسبان أنّ صاروخًا من بين كل عشرة صواريخ سينجح في الوصول ليُصيب بنية تحتيةٍ إستراتيجيّةٍ، ووجود صواريخ كهذه يحدث تغييرًا في الوضع الإستراتيجيّ لإسرائيل، بحسب تعبيره.

وشدّدّ المُحلّل أنّ من شأن هذا التطوّر أنْ يؤدّي إلى تقييد حرية عمل إسرائيل على الجبهة، مذكّرًا بأنّ إسرائيل لا تقوم بشنّ هجمات في عمق الأراضي اللبنانية اليوم تحسبًا من إطلاق صواريخ وتدهور الوضع إلى حرب، على حدّ قوله.

وتابع فيشمان: الإيرانيون أجروا تجربة على صاروخ من طراز “خرمشهر”، يصل مداه إلى 2000 كلم، وهو قادر على حمل رأس حربي نووي، كما أنّهم يُحاولون نشر صواريخ دقيقة متوسطة المدى في سورية ولبنان. وهذه مسألة وقت فحسب، وخلال السنوات الخمس المقبلة ستكون كمية الصواريخ الدقيقة التي تهدد إسرائيل كبيرةً، وسيُواجه الجيش الإسرائيليّ صعوبة في مواجهتها.

الإعلام العبريّ، كما كان مُتوقعًا، بات يُسلّط الضوء على الخطر الإيرانيّ الداهم، على حدّ تعبيره، حيث نقل مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عن مصادر إسرائيليّة وصفها بأنّها رفيعة المُستوى، نقل عنها قولها إنّ الصاروخ الإيرانيّ “خرمشهر”، الذي تمّت تجربته هو رسالة تحدٍّ واضحةٍ لكلٍّ من واشنطن وتل أبيب، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ الحديث يدور عن صاروخٍ جديدٍ وخطيرٍ جدًا، ذلك أنّه علاوةً على تهديده كلّ بقعة في دولة الاحتلال، فإنّه أيضًا يحمل ثلاثة رؤوس ينفصل الواحد عن الآخر، وشدّدّت المصادر عينها، على أنّ هذه هي المرّة الأولى التي تكشف فيها طهران عن حيازتها لهذا الصاروخ، لافتةً إلى أنّ إسرائيل تأخذ هذا الصاروخ على محملٍ كبيرٍ من الجدّ والخشية، بحسب تعبيرها.

بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، قالت المصادر الأمنيّة والسياسيّة في تل أبيب للصحيفة العبريّة إنّه يتحتّم على إسرائيل أنْ تأخذ بعين الاعتبار أنّ كوريا الشماليّة، التي كانت قد زودّت سوريّة بالأسلحة النوويّة في العام 2007، الأمر الذي بحسب مصادر أجنيّة، دفع تل أبيب إلى قصف مفاعل دير الزور النوويّ-السوريّ، لن تتوانى، إذا لم تفعل حتى الآن، بتزويد إيران بهذا السلاح الفتّاك، علمًا بأنّ العلاقات بين البلدين، كوريا الشماليّة وإيران، حميمية للغاية، بحسب تعبيرها.

علاوةً على ذلك، رأت المصادر ذاتها، كما أكّدت الصحيفة العبريّة، أنّ التجربة الصاروخيّة الإيرانيّة هي رسالة للولايات المُتحدّة الأمريكيّة مفادها أنّه من الأفضل لها أنْ تُحاور وتُفاوض إيران، لأنّ التصعيد سيجلب التصعيد، وربمّا الخطأ في الحسابات (MISCALCULATION)، كما يُقال في العلاقات العامّة، قد يقود إلى حربٍ طاحنةٍ لم يُردها أيًّا من الأطراف.

وبحسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب، فإنّ الصواريخ الإيرانيّة، طويلة المدى، مُعدّة لحمل رؤوسٍ نوويّةٍ، ومن هنا تمكن خطورتها الأخرى، مُشيرةً إلى أنّ الإيرانيين، تعلّموا الصفاقة والوقاحة والصلف من كوريا الشماليّة، التي على الرغم من تهديد ترامب المُباشر لها بتدميرها وشطبها عن الوجود، ردّت بعنفٍ وعنفوانٍ على الرئيس الأمريكيّ واتهمته بأنّه يُعاني من اختلالٍ في عقله، كما قال وزير خارجيّة كوريا الشماليّة من على منصّة الأمم المُتحدّة.

المصدر : رأي اليوم .

مقالات ذات صلة