صَلْى وماَ قَدْ صَلّى ( ومن قَلت رجاله صلى )

مقالات | 21 فبراير | مأرب برس :

بقلم العلامة / سهل بن عقيل* :

هكذا هي صلاة المنافقين، ومن يبيعون كل شيء، من أجل البقاء على الكرسي .. وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، في حديث صحيح الإسناد : (أبغض الخلق إلى الله من أمَّ الناسَ وهم له كارهون )..

وهذا الحديث ينطبق على أولئك الذين صلوا في القدس الجمعة الأولى من شهر جماد، ولا غرابة أن يكون إمامهم حاخاماً إسرائيلياً، تنفيذاً لأمر سيدهم ( ترامب )، وما عليهم في القريب العاجل إلا أن يستدعوا جميع ( حاخامات العالم الإسلامي ) للاجتماع ولو خارج المسجد الأقصى، لأنه، بلا شك، سيكون هدمه لبناء الهيكل، وسيقيمون خيمة خارج المسجد الأقصى.

ونحن هنا لا نحابي أحداً، ولا نقول كذباً، ونقولها صراحة في وجوههم : إننا والله لن نبيع قطرة دم سفكت في المشرق أو المغرب، من أجل تحرير إنسان من الهيمنة الصهيونية الماسونية، وعلى رأسها الدول الاستعمارية، في سبيل عزة الإسلام والمسلمين، سواءً في القرن 21 وما قبله من الحروب الصليبية، والتي في النت، على المسلمين خاصة، وعلى المستضعفين في العالم كله.

أحلام اليقظة .. عسلية

هكذا هم يحلمون بأن سيدتهم أمريكا وإسرائيل والماسونية العالمية أصبحت هي الحق والنور الساطع والقوة الجبارة التي يلتجئون إليها من دون الله.

لكننا نحن المستضعفون في الأرض مستمسكون بحبل الله الواحد الأحد، الذي أرسل رسله جميعاً بدين الحق وإقراره، ودحر الظلام وأزلامه ..

وقد أمدّ اللهُ النمرود بكامل قوته وجبروته على العالم القديم، بكل ما كان في ذلك الزمن من إمكانات، ومن جملة ذلك إيقاد نار لم يوقد مثلها في العالم القديم ولا العالم الحديث، حتى يذل أتباع أبي الأنبياء، ويجعله يقر بربوبيته، وبأنه هو الذي يحيي ويميت، وأنه يرزق من يشاء ويقبض أرزاق من لا يشاء، ولكن سيدنا إبراهيم لم يقره على ذلك، فأمر النمرود بقذفه في تلك النار، فأرى اللهُ النمرودَ وأعوانَه قدرتَه على إظهارِ ما أرسل به سيدنا إبراهيم.. (فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ)..

وهكذا نحن المستضعفون مستمسكون بالحبل الذي استمسك به سيدنا الخليل إبراهيم عليه السلام.. ( قولوا آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله ) .. ونحن نقول : (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير) . والتكليف بالاستطاعة، وقد أمدّنا الله بقوة من قوته، وإرادة من إرادته. ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت * ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به )..

فقلنا – متضرعين إلى الله لأنه أرحم الراحمين وأقدر القادرين ومن بيده ملكوت كل شيء وتصريف كل شيء – كما قال للنار : ( كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) ، نسأله أن لا يحملنا ما لا طاقة لنا به، وأن يعفو عنا لتقصيرنا في الماضي، وتقاعسنا في الحاضر، وأن ينصرنا على القوم الكافرين.

هكذا نحن أتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، جامع الرسالات التي جاءبها الأنبياء والمرسلون من آدم حتى آخر المرسلين.. نحق الحق ونتبعه، ونستميت في سبيله حتى ولو كان مع غيرنا، فإن الله يأمرنا بالعدل والإحسان، ومن أسمائه الحسنى : العدل، والمحسن، والرحمن الرحيم.

* مفتي محافظة تعز.

مقالات ذات صلة