“إسرائيل” قلقة من حرب على 3 جبهات في آن واحد اسقاط الطائرة الإسرائيلية F16 وتعاظم المقاومة غيَّر خطط “جنيفر كوبرا”!

صحافة عربية ودولية | 9 مارس | مأرب برس :

فلسطين اليوم :

لازالت أصداء إسقاط الجيش العربي السوري لطائرة F16  الإسرائيلية فوق الجليل المحتل تدوي بقوة في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية والأمريكية، وتظهر تأثيرات إسقاط الطائرة بشكل في المناورات العسكرية التي يجريها جيش الاحتلال مع الجيش الأمريكي، والتي أطلق عليها اسم “جينفر كوبرا 2018”.

والمناورات العسكرية الامريكية – الإسرائيلية ليست جديدة وإنما الجديد فيها هو حجم المشاركة الأمريكية والمدة الزمنية، وتركيزها على الدفعات الجوية وسلاح الجو، والتي تاأتي بعد تضرر القوة العسكرية الجوية الإسرائيلية التي تآكلت إلى حد كبير في ظل تعاظم قوة محور المقاومة، وخصوصاً بعد أن أسقطت الدفاعات السورية الطائرة الإسرائيلية إف 16 في العاشر من شهر شباط الماضي.

الخبير في الشؤون الاسرائيلية في وكالة “فلسطين اليوم” فادي عبد الهادي يرى أن إسقاط الطائرة الإسرائيلية الشهر الماضي ترك آثاراً كبيرة على جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينها تغيير مهام “أعمال المناورة” الكبرى بين الجيشين الإسرائيلي والأمريكي.

وذكر عبدالهادي أن المناورات بين الجيشين الإسرائيلي والأمريكي ترتكز على الدفاعات الجوية، واعتراض صواريخ (بر – بر)، موضحاً أن “المناورات غالباً كانت تقتصر على عدد من الجنود الأمريكيين والإسرائيليين، ولكن هذه المرة المشاركين في المناورات التدريبية حوالي 2500 جندي أمريكي، و2000 جندي إسرائيلي وجلهم من سلاح الجو، الأمر الذي يعطي دلالة واضحة على أن المناورة جاءت بعد شعور عميق لدى المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية والأمريكية بالخطر المحدق بالكيان”.

وأوضح أن خطة التدريب “جينفر كوبرا 2018” الأصلية كانت تجمع تدريبات برية وبحرية وجوية بعدد قليل من كلال الجيشين، غير أن واقعة اسقاط الطائرة غيَّرت مجرى المناورة، ليكون تركيز المناورة الأكبر على سلاح الجو، مشيراً إلى أن المناورات لا تشتمل على أي تدريبات برية، وإنما تدريبات جوية بحتة، مع وجود مناورة بحرية بسيطة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة قلقة جداً على “إسرائيل” بعد إسقاط الجيش العربي السوري لطائرة اف 16 الامريكية، إذن أن الولايات المتحدة تخشى أن تخسر مليارات الدولارات في حالة تكرار اسقاط طائرات مُصنعة امريكياً، إذ ستضرر سمعة المبيعات العسكرية الامريكية.

وبين أن الجنود الأمريكيين والإسرائيليين الذين يشاركون في المناورة هم من قسم “الدفاعات الجوية”، وأن الهدف الرئيسي القائم للمناورة هو “إمكانية التصدي للدفاعات الأرضية – الجوية”، للحيلولة دُونَ إسقاط أي طائرة إسرائيلية.

وذكر أن الهدف الثاني للمناورات هو التغلب على هجوم شامل قد تتعرض له “إسرائيل” من أكثر من جبهة (لبنان – غزة – سوريا)، ولذلك وضع على جدول المناورة تعرض الكيان لهجوم صاروخي عنيف من أكثر من جبهة في آن وأحد.

وفي السياق، أشار عبدالهادي إلى أن الجيشين الأمريكي والاسرائيلي سيتدربون على منظومات دفاعية متطورة، مثل منظومة (باتريوت – القبة الفولاذية – منظومة حيتس)، لمواجهة التحديات التي تواجهها “إسرائيل” في المنطقة.

وبدأ الجيشان الإسرائيلي والأمريكي، الأحد الماضي، مناورات عسكرية ضخمة تحاكي هجومًا شاملًا على “إسرائيل” من أكثر من جبهة من بينها الحدود الشمالية مع لبنان والحدود الجنوبية مع قطاع غزة.

ووصف جيش الاحتلال الإسرائيلي المناورات التي أطلق عليها اسم “جينفر كوبرا”، بـ”الضخمة”، إذ يشارك فيها 2500 جندي أميركي، بالإضافة إلى 2000 جندي من منظومة “الدفاع الجوي” التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ووحدات أخرى.

وقال ضابط “الدفاع الجوي” الإسرائيلي اللواء تسفي حايموفيتش اليوم الخميس-بحسب ما نقل موقع “المصدر” الإسرائيلي “إن المناورة هي مرحلة أخرى في تحسين استعداد الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو للقتال والمواجهة عند التعرض لإطلاق نيران غير مباشر”.

ولفت إلى أن المناورة تؤكد على التعاون المتين والاستراتيجي بين الجيش الإسرائيلي والأمريكي.

وبين اللواء حايموفيتش أنه ستجري في الأسابيع المقبلة محاكاة لسيناريوهات مثيرة للتحدي ومعقدة تلائم الواقع العملياتي، على حد قوله.

وذكر أنه بحسب ما يجري في المناورات فإنه “عند إصدار الأوامر، ستُنشر القوات الأمريكية في البلاد وستحارب إلى جانب القوات الإسرائيلية سعيا لحماية “إسرائيل” من إطلاق النيران غير المباشرة (الصواريخ والقذائف)”.

وخلال الساعات الماضية، رست حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة “أوس آيو جيما” في ميناء حيفا شمال فلسطين المحتلة عام 1948 حيث تقل 30 مقاتلة ومروحية، ونحو 2500 من مشاة البحرية الأميركية للمشاركة في المناورات.

وتحاكي المناورات المشتركة وصول قوات أميركية إلى “إسرائيل”، على إثر تعرضها لهجوم صاروخي على جبهات مختلفة، واختبار استخدام منظومات صاروخية مختلفة وسفن حربية ومقاتلات ومروحيات وطائرات بدون طيار.

وتأتي المناورات الإسرائيلية الأميركية في ظل تصاعد تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن احتمال اندلاع مواجهات مسلحة وسقوط القذائف والصواريخ من إيران ولبنان وقطاع غزة.

وتشارك في التدريبات “قوات الدفاع الإسرائيلية”، ومقر السلاح الجوي الإسرائيلي، وقواعد عسكرية لسلاح الجو الإسرائيلي، ومديرية عسكرية أقيمت بشكل خاص لإدارة المناورة.

وفي الجزء الأول من المناورات الجارية تُنشر بطاريات “باتريوت” أمريكية مضادة للصواريخ في مواقع من المفترض أن تنصب فيها في الوقت الحقيقي حال اندلاع حرب.

وفي الجزء الثاني من المناورة، تُجرى محاكاة لمواجهة سيناريوهات مختلفة للتنسيق بين منظومات “الدفاع الإسرائيلية” والأمريكية.

ونشرت القوات الأمريكية منذ أسبوعين أنظمة دفاع مضادة للصواريخ في مختلف أنحاء فلسطين المحتلة عام 1948 توطئة لبدء المناورات العسكرية التي تجري كل عامين.

ولفتت وسائل الإعلام العبرية إلى أن التدريب المكثف “سيكون بمثابة منصة للتعليم المشترك من ناحية أمنية وممارسة العمل المشترك إزاء أي حدث أو حاجة أمنية ممكنة في المستقبل”.

وأوضحت أن “التدريبات ستشمل هبوط قوات جوية داخل خطوط العدو عن طريق طائرات هيلوكبتر وطائرات مسيرة على متن السفينة”.

وبين الإعلام العبري أنه “سيتم التدريب المشترك على القتال في مناطق مبنية، والحروب الصغيرة والسيطرة، كما سيتم التدريب على إنقاذ مصابين لكلا الوحدات القتالية من داخل خطوط العدو وعلى القتال البري في الليل والنهار داخل منشأة تحاكي المناطق الحضرية”.

وأشار إلى أنه “بالتوازي مع التمرين البري، فان النشاط العسكري ستتم مساندته من قبل سلاح الجو الإسرائيلي- وحدة الهبوط المظلي، حيث ستتمثل مهمتها الأساسية بدعم المهمات البرية للمارينز عن طريق إطلاق النار، وهجمات جوية، وحرب الكترونية والاستطلاع الجوي”.

وجرت مناورات “جنيفر كوبرا” للمرة الأولى عام 2001 لكن المناورة هذا العام تعد أكبر مناورة مشتركة لـ”إسرائيل” مع قيادة القوات الأمريكية في أوروبا هذا العام.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في تاريخ 10/فبراير عن سقوط إحدى طائراته من طراز “إف 16” بفعل صواريخ مضادة تابعة للجيش العربي السوري.

مقالات ذات صلة