التنازع يسبب الهزيمة حتى لو كان القائد رسول الله

هدي القرآن | 20 مارس  |  مأرب  برس  :

في بداية المعركة – كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم – : {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ}(آل عمران: من الآية152) في البداية كما قال: {تَحُسُّونَهُمْ} أي قتل بسهولة، يمسحون رؤوس الكافرين، حصل التنازع، حصل الفشل، حصل عصيان، وهذه هي التي تضرب المسلمين، تضرب المسلمين ضربة رهيبة، التنازع والفشل، لا مبرر لأي شخص أن يدلي برأي، أو أن يقول شيئاً مع وجود رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)؛ أولاً: كان النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) رسول من عند الله، أيضاً كان شخصاً كاملاً في ذكائه، في فهمه، شخص يعرف المجتمع العربي، ويعرف آلة الحرب عند العرب، ويعرف كل الأشياء في المجتمع العربي، ويعرف أيضاً تكتيكات المعارك، والقتال، لكن أحياناً تظهر الآراء: تنازع، وفشل، ومتى ما حصل تنازع وفشل داخل فئة تحمل رسالة، تحمل مهمة كبيرة جداً. هم كانوا أنصار رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، إذا ما حصل الخلل في جانبهم قد يُعرِّضون الرسول، ويعرضون الرسالة كلها، ثم يعرضون البشرية كلها للخسران، عندما حصل التنازع يقال بأنه حصل ممن كانوا رماة في الجبل، بعد أن رأوا المسلمين في المعركة الغلبة لهم، ورأوا المشركين انهزموا قالوا: ننزل، انتهت المعركة، ننزل غنائم، نجمع غنائم، وانتهت المعركة!

من أين جاءت هذه الخسارة؟ هل الخسارة على النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وحده أم خسارة على الكل؟ كانت خسارة على الكل؛ لأن أولئك الذين تثاقلوا – كما قال الله عنهم – تنازعوا، وفشلوا، وعصوا، استحقوا أن يؤدبوا، استحقوا أن يؤدبوا فعلاً، والأدب يأتي عامّ. [دروس من غزوة أحد]

مقالات ذات صلة