أين هي السعودية من معادلة الحرب على اليمن في الذكرى الثالثة؟!

متابعات | 25 مارس | مأرب برس :

بينما كان اليمنيون ينامون قريري العين في الـ 26 مارس 2015 وبالتحديد في الساعة الثانية صباحاً، بدأت العاصفة تهب من الشمال حاملةً اسم “عاصفة الحزم”، في الحقيقة كانت عاصفة مدمرة وعمياء لكنها لم تكن ولن تكون على ما يبدو “حازمة”، فبعد ثلاث سنوات من العدوان المتواصل على الأشقاء اليمنيين لم تتمكن السعودية التي قادت “عاصفة الحزم” من أن تحقق أي هدف سوى إزهاق آلالاف الأرواح وخلق فوضى في اليمن ارتدت بشكل سلبي وغير متوقع على الداخل السعودي.

وفي الغد نستيقظ جميعاً على الذكرى الثالثة للعدوان السعودي على اليمن، ولكن استيقاظ اليمنيين سيكون له نكهة خاصة لن يشعر بها إلا من ذاق ويلات هذه الحرب الضروس التي لم تبقِ حجراً على حجر ولم يسلم منها ومن براثنها أحد، ولكن هذه الحرب الظالمة على أبناء اليمن لم تستطع أن تسلب منهم حتى اللحظة روح المقاومة والدفاع عن الأرض المقدسة الطيبة، ففي اليمن رجال يقاتلون وينتصرون برغم جميع الجراح والآلام التي حلّت بهم، وها هم اليوم يتلمّسون بداية الطريق نحو النصر الذي لن يكون إعلانه يوماً ما على السعودية وحلفائها أمراً سارّاً.

ماذا حققت السعودية في اليمن؟!

أولاً: أعلنت السعودية أنها تريد إعادة الشرعية ونزع السلاح وإعادة تشكيل السلطة في اليمن، وجاء هذا الكلام منذ اليوم الأول على لسان المتحدّث العسكري باسم قوات العدوان أحمد عسيري في ذلك الوقت، والنتيجة ماذا ؟!، لا شيء تحقق من الذي أعلنت عنه على الرغم من أنها لم تدخر جهداً في تحويل اليمن إلى سجن كبير تسهل السيطرة عليه، لكن دفاع اليمنيين عن حريتهم كان أكبر من أسوار السعودية وجيوشها وطائرتها وأساطيلها البحرية التي حاصرت المطارات والموانئ اليمنية، ليغلق العدوان فيما بعد وبالتحديد في الـ4 من نوفمبر جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية لليمن بشكل كامل، ومع ذلك ماذا حققت السعودية من كل هذا؟! “لا شيء”.

من المستغرب جداً الحديث عن إعادة الشرعية، لأن الشرعية من حيث المنطق لا تأتي من الخارج ولا يمكن لدولة أن تمنحها لدولة أخرى بالرغم عن إرادة شعبها، ولنفرض جدلاً أن السعودية جادة وصادقة في هذا الخيار، هل من المعقول أن إعادة الشرعية تتم بإبادة دولة بأكملها وتعطيل كل سبل الحياة فيها وإغلاق جميع منافذها؟!، والسؤال؛ إذا كانت إعادة الشرعية تكلّف كل هذا، ماذا لو أعلنت السعودية أنها تريد إعادة الحرية للشعب اليمني؟!.

ثانياً: الحقيقة أن السعودية في مأزق كبير داخل حدود اليمن وخارجها، لأن حجم الضغوط الذي تتعرض لها كبير جد ومكلف أيضاً نظراً لما يلي:

1- مهما حاولت الرياض وأبو ظبي الهروب من ملاحقة منظمات حقوق الإنسان وغيرها من المنظمات الدولية، نتيجة عدوانها المستمر على اليمن، ستقع آخر المطاف وستضطر للتنازل وصرف مبالغ هائلة للتغطية على جرائمها في اليمن، وهذا ما تفعله بشكل أو بآخر للأمريكي الذي يستفزها بين الحين والآخر، ولكن الأمريكي لا يمكن أن تؤمّن له، وخاصة إذا كنت تتحدث عن عهد الرئيس ترامب، فبأي لحظة يتخلى هذا الرجل عن الذين يدعمهم دون أن يرف له جفن والقائمة طويلة في هذا الموضوع، وحالياً يتعرض ولي العهد السعودي ابن سلمان لحملة إعلامية شرسة من قبل كبرى الصحف العالمية جراء حربه على اليمن، ولم تؤثر الحملة الإعلامية المضادة عليه بل تابع شراء الأسلحة التي كلفته ملايين الدولارات في لندن وواشنطن.

2- صمود اليمنيين فاجأ السعودية وزاد من ورطتها، وما زاد الطين بلة بالنسبة لها وللإمارات أن اليمنيين نقلوا المعركة عدة مرات إلى داخل بلاد المعتدين، حيث أطلق أنصار الله عشرات الصواريخ التي استهدفت مناطق حيوية وحساسة في السعودية والإمارات، وهذا الأمر أحرج السعودية أمام شعبها، خاصة أن الشعب يعلم بأنها تصرف مليارات الدولارات لشراء السلاح.

3- أمريكا أصبحت هي المحرك الأساسي للعبة في اليمن من جانب التحالف العربي، وربما هي من كانت المحرك الأساسي منذ اللحظة الأولى، وبالتالي فإن السعودية والإمارات ليستا أكثر من أدوات في هذه الحرب، وما يؤكد ذلك تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبيته على استمرار الحرب في اليمن، لأنهم يعلمون جيداً بأن السعودية دولة غنية وبالتالي يجب “مصّ دمائها” عن طريق بيعها أكبر كمية ممكنة من السلاح، ولن يتم ذلك إلا من خلال استمرار الحرب في اليمن والتحريض ضد إيران.

ثالثاً: إليكم أبرز ما حققته السعودية من نتائج في اليمن خلال الثلاث سنوات الماضية:

1- عدد الضحايا المدنيين بلغ 36828 مدنياً بينهم 14291 شهيداً و22537 جريحاً وإن عدد الشهداء من الرجال 9148 وعدد النساء الشهيدات 2086 امرأة بينما استشهد 33057 طفلاً بغارات وحشية استخدمت فيها أسلحة محرمة دولياً، بحسب إحصائية نشرها المركز القانوني للحقوق والتنمية.

2- 415 منشأة صحية دمرت بشكل كلي أو جزئي نتيجة غارات مباشرة للعدوان، وأكثر من 55% من المرافق الصحية لا تعمل بسبب العدوان، والـ45% المتبقية تعمل بالحد الأدنى من قدرتها

3- أكثر من 21 مليون يمني بحاجة لمساعدة إنسانية، وأكثر من 9 ملايين يمني يشرفون على الدخول في مرحلة المجاعة حسب تصنيفات برنامج الغذاء العالمي.

4- مليونا طفل يمني يعانون أشكالاً مختلفة من سوء التغذية منهم نصف مليون يوشكون على الوفاة بسبب سوء التغذية الشديد، كما أن 52 ألف طفل توفوا خلال العام 2016 لأسباب يمكن الوقاية منها.

ختاماً؛ فشل السعودية في تحقيق أي هدف انعكس على حكومة هادي التي تدعمها السعودية ما أدى إلى خروج ثلاثة وزراء من هذه الحكومة، الأمر الذي أحدث شرخاً كبيراً في العلاقة مع السعودية وتحولت العلاقة إلى بداية أزمة ثقة يجب على اليمنيين جميعاً أن يستثمروها في توحيد صفوفهم الداخلية لمواجهة العدوان وإنهائه كون السعودية عاجزة عن ذلك.

المصدر : موقع الوقت .

مقالات ذات صلة