الإرهاب البيولوجي واستراتيجيات التعامل معه

تقارير | 22 مايو | مأرب برس :

تنقسم الأسلحة إلى فئتين تقليدية وغير تقليدية ولا يُسمح باستخدام الأسلحة غير التقليدية في أي مكان من العالم ومع ذلك، فلقد شهدنا خلال الفترة السابقة استخدام بعض الدول الكبرى لهذا النوع من الأسلحة في مناطق مختلفة من العالم وذلك لأنه لا توجد حتى الآن آلية قوية للتعامل مع الشركات المصنّعة والدول المستخدمة لهذا النوع من الأسلحة ومن أخطر الأسلحة غير التقليدية هي الأسلحة البيولوجية وبما أن وعي الرأي العام بشأن الأسلحة البيولوجية والإرهاب البيولوجي قليل جداً،  فإننا في مقالنا هذا سوف نسلط الضوء أكثر على هذا النوع من الأسلحة الفتاكة.

1. أنواع الأسلحة

1-1. الأسلحة التقليدية: يشير هذا المصطلح عموماً إلى الأسلحة التي لا تؤدي إلى حدوث عمليات قتل جماعية.

1-2. أسلحة غير التقليدية: تنقسم الأسلحة غير التقليدية إلى ثلاثة أنواع عامة: الأسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية وهناك أربع خصائص مهمة لهذا النوع من الأسلحة غير التقليدية:

1-2-1 تدمير بشري أو مادي كبير جداً.

1-2-2 من الصعوبة حصر مقدار الضرر الذي يسببه هذا النوع من الأسلحة.

1-2-3. من الصعب تطهير أو تنظيف المناطق المستهدفة بسبب قوة التدمير التي تسببه.

1-2-4. لهذا النوع من الأسلحة آثار مدمّرة على النظم الإيكولوجية والمناخي والغلاف الجوي والتربة وما إلى ذلك.

3. الأسلحة البيولوجية: الأسلحة البيولوجية هي كائنات دقيقة، تشمل أنواعاً مختلفة من البكتيريا والفيروسات والفطريات وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة التي يمكن إطلاقها بشكل متعمّد وتتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض والوفيات بين البشر والحيوانات والنباتات ويمكن أن تكون العوامل البيولوجية طبيعية أو معدّلة وراثياً.

3-1. تاريخ استخدام الأسلحة البيولوجية: ترجع فكرة استخدام الكائنات الدقيقة كأسلحة حربية إلى فترة التاريخ القديم ولا يمكن تحديد الوقت الدقيق لبدء استخدام هذا النوع من الأسلحة وفي الجدول أدناه، هناك بعض أهم الأمثلة على استخدام الأسلحة البيولوجية عبر التاريخ:

أهم الأمثلة على استخدام الأسلحة البيولوجية عبر التاريخ

الرقم

التاريخ

الحادثة

1

600 ق.م

صولون أثناء حصاره لمدينة كريسا اليونانية

2

1155 م

عندما أمر إمبراطور بربروسا بأن توضع جثث الموتى في آبار مياه مدينة تورونوتا في إيطاليا

3

1346 م

استخدام جثث الموتى لانتشار الطاعون في معركة كافا

4

1495 م

وضع دماء الموتى في النبيذ من قبل الإسبان وبيعه للقوات الفرنسية

5

1710 م

نقل جثث الموتى المصابين بالطاعون من قبل القوات الروسية إلى السويد

6

1763 م

توزيع البطانيات الملوّثة بالطاعون من قبل القوات البريطانية بين سكان أمريكا الأصليين

7

1797 م

نشر مرض الملاريا من قبل قوات نابليون في السهول المحيطة بمدينة مانتوا في إيطاليا

8

الحرب العالمية الأولى

استخدام فيروس الجمرة الخبيثة من قبل القوات الألمانية والفرنسية

9

1980-1988 م

استخدام غاز الخردل والسارين والتراغون من قبل القوات العراقية ضد إيران وضد جزء من السكان المحليين العراقيين

4. أهم الآليات العالمية للتعامل ومواجهة الأسلحة البيولوجية.

4-1 بروتوكول جنيف 1925: تم التوقيع على معاهدة حظر استخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية والاختناقات والغازات السامة وكل الطرق البكتريولوجية الأخرى في الحرب ولقد أطلق على هذه المعاهدة، بروتوكول جنيف لعام 1925 الذي تم التوقيع عليه في 17 يونيو 1925.

4-2 اتفاقية الأسلحة البيولوجية لعام 1972: وتُعد هذه الاتفاقية أول معاهدة متعددة الأطراف لنزع الأسلحة البيولوجية ولقد تم التوقيع على هذه الاتفاقية في 10 أبريل 1972 وتم تنفيذها في 26 مارس 1975 ومنذ ذلك التاريخ، يطلق على هذه الاتفاقية اسم اتفاقية الأسلحة البيولوجية والسمية.

5. استراتيجيات التعامل مع الإرهاب البيولوجي

5-1. تعزيز الرقابة والرصد: من أجل تعزيز اتفاقية الأسلحة البيولوجية كأهم آلية لمكافحة الإرهاب البيولوجي، من الضروري إنشاء نظام مراقبة إلى جانب تعزيز الإجراءات التنظيمية القائمة.

5-2. تمويل العلماء المختصين والنشطين في هذا المجال: يجب تقديم الكثير من الدعم المالي للعلماء الذين يساهمون في عمل المشاريع المتعلقة بالأسلحة البيولوجية.

5-3. زيادة مستوى الوعي عند المجتمع الدولي: لا يزال الوعي العام حول الأسلحة البيولوجية ونتائجها غير كاف ويجب على الحكومات والمنظمات الإنسانية العمل على زيادة مستوى الوعي حول هذا النوع من الأسلحة عند المجتمع الدولي.

5-4. تحسين البنية التحتية للصحة العامة والعمل على مكافحة الأمراض المعدية: يُعد رصد وكشف الأمراض خطوة أساسية تتطلب معرفة كافية واستجابة في الوقت المناسب لمكافحة كل الأمراض المعدية والوبائية.

5-5. التخطيط للتوزيع الطارئ للأدوية وخاصة المضادات الحيوية واللقاحات: في الوقت الحالي، نرى بأن إمدادات اللقاحات محدودة في العديد من البلدان ولهذا فإنه ينبغي تعزيز التنسيق والتواصل وتحسين عملية التخطيط للتوزيع الطارئ للأدوية.

5-6. وضع قوانين مناسبة: يلعب هذا العامل دوراً مهماً في التدابير المضادة، مثل القوانين المحلية التي تتماشى مع اتفاقية الأسلحة البيولوجية وهنا يجب على جميع البلدان التي لم تُصادق بعد على القوانين المحلية أن تفعّل تلك القوانين في أقرب وقت ممكن.

الخلاصة والاستنتاج

فيما يتعلق بالإرهاب البيولوجي والأسلحة البيولوجية، هناك عدة قضايا مهمة: أولاً، لا توجد حتى الآن آلية قوية لمنع إنتاج هذا النوع من الأسلحة البيولوجية ومنع استخدامها؛ وثانياً، إن النمو والتطور الذي تشهده البشرية في مجال العلوم، ساعدت في جعل الأمر أكثر سهولة أمام العديد من الشركات لصناعة أنواع مختلفة من هذه الأسلحة البيولوجية؛ وثالثاً، تفتقر معظم بلدان العالم للإمكانيات والبنية التحتية القوية والمرافق الأساسية الكافية للتعامل ومواجهة هذا النوع من الهجمات الإرهابية البيولوجية ونظراً إلى أنه من الصعب التعامل مع معظم هذه القضايا والاتفاق عليها عالمياً، بسبب وجود الكثير من الاختلافات في مواقف العديد من الأطراف الفاعلة العالمية، فإنه يبدو أن العالم لن يكون قادراً على إنشاء وتطبيق آلية قوية لكبح انتشار الأسلحة البيولوجية في المستقبل القريب.

المصدر : موقع الوقت .

مقالات ذات صلة