فضيحة إماراتية جديدة.. سجون سريّة وانتهاكات جنسية واغتصاب

متابعات | 24 يونيو | مأرب برس :

يومٌ بعد آخر تنفضح الإجراءات الإماراتية في جنوب اليمن، وتكشف أبو ظبي عن وجهها الحقيقي بعد أن استتب لها ولميليشياتها الحكم هناك، وآخر ما طالعتنا به الأخبار الواردة من هناك قيام ضباط إماراتيين باعتداءات جنسية على سجناء في السجون التي تُديرها وتشرف عليها أبو ظبي، الأمر الذي يُعيد إلى الأذهان الانتهاكات الجنسية لقوات الاحتلال الأمريكية في سجن أبو غريب العراقي إبان الاحتلال الأمريكي للعراق، ناهيك عن عمليات الاغتصاب بحق اليمنيات التي يقوم بها الجنود المرتزقة الذين جلبتهم دول العدوان إلى اليمن.

جريمة مشتركة

“كل ما يمكنني أن أفكر به هو أبو غريب” بهذه الكلمات وصف أحد السجناء اليمنيين حالته أثناء قيام ضباط إماراتيين بتفتيشه، ففي مشهد تراجيدي قامت به القوات الإماراتية في السجن الذي تُديره في قاعدة البريقة العسكرية أقدمت على اغتصاب السجناء لإجبارهم على الاعتراف بقيامهم بمُناهضة القوات الإماراتية، ويقول مسؤول أمني سابق تورط بنفسه في تعذيب المعتقلين لانتزاع اعترافات: “يتم استخدام الاغتصاب كوسيلة لإجبار المعتقلين على التعاون مع الإماراتيين في التجسس، وفي بعض الحالات، يقومون باغتصاب المعتقل، وتصويره أثناء اغتصابه، واستخدامه كوسيلة لإجباره على العمل معهم”.

أكثر من ذلك؛ أكد عدد من السجناء أنّ الجنود الأمريكيين المرافقين للقوات الإماراتية يعلمون بقيام الضباط الإماراتيين بعمليات تعذيب مُمنهج أو على الأقل كانوا يسمعون صراخ المعتقلين أو رأوا علامات التعذيب على أجسادهم.

ويؤكد مسؤول أمني يمني كبير لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية فضّل عدم الكشف عن هويته وهو موجود في سجن “ريان” في مدينة المكلا: “الأمريكيون يستخدمون الإماراتيين كقفازات للقيام بعملهم القذر”، في حين أكد مسؤولون آخرون أن المرتزقة بمن فيهم الأمريكيون موجودون في جميع المعسكرات والمواقع العسكرية الإماراتية، بما في ذلك السجون.

ضباط.. أم مرضى نفسيون

في طلبٍ هو الأغرب من نوعه طلب الضباط من السجناء خلع ملابسهم والاستلقاء، ليقوموا بعدها بترك أرجلهم مفتوحة ولمس أعضائهم التناسلية وتفتيشها!، ويقول السجين: “كانوا يبحثون عن هواتف محمولة داخل أجسادنا، هل تصدق هذا! كيف يمكن لأي شخص إخفاء هاتف في هذه الأماكن؟”.

ويؤكد معتقلون في السجون التي تُديرها أبو ظبي أن الجنود الذي يعملون تحت إشراف ضباط إماراتيين، يستخدمون عدة أساليب تعذيب وإذلال جنسية، حتى أنهم يقومون باغتصاب المعتقلين ويلتقطون مقاطع فيديو لهم، وفي الوقت ذاته يقوم الجنود والضباط بانتهاك حُرمة الإنسان وذلك عن طريق الاعتداء على السجناء جنسياً بواسطة قطع خشبية ومعدنية،

العام الماضي شهد هو الآخر اختفاء نحو ألفي سجين في شبكة السجون السرية التي تديرها أبو ظبي جنوب اليمن، وذلك بعد تعرضهم لانتهاكات وتعذيب أفضى بهم إلى الموت، وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية أكدت في تقريرٍ لها موثق بالأدلة وجود شبكات تعذيب وسجون سرية تديرها الإمارات جنوب اليمن، كما أجرت مقابلات مع من تعرضوا للانتهاكات والتعذيب والإخفاء القسري في هذه السجون، في حين طالبت منظمة العفو الدولية الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل حول تلك السجون.

حتى يتمنوا الموت

تمني الموت بعد قتل الكرامات، باتت هي الأمنية الأكثر إلحاحاً لكلِّ سجين شاءت الأقدار وأصبح أحد نُزلاء تلك السجون، فمن داخل سجن عدن، قام المحتجزون بتهريب رسائل ورسومات حول الإساءة الجنسية التي يتعرضون لها على يد الجنود والضباط الإماراتيين، حيث يقول أحد السجناء ممن تنقلوا في ثلاثة سجون مختلفة: “لقد عذبوني دون أن يتهموني بأي شيء، كنت أتمنى أحياناً أن يعطوني تهمة حتى أتمكن من الاعتراف بها لإنهاء هذا الألم، أسوأ ما في الأمر هو أنني أتمنى الموت كل يوم ولا أستطيع العثور عليه”، ويقول سجينٌ آخر إنّ الضباط الإماراتيين أجبروه على الوقوف عارياً، مضيفاً: “إن الصراخ من الضرب والتعذيب في بعض الأحيان شديد لدرجة أنك تشعر بأن الزنزانة تهتز، إنّه أمرٌ يفوق الخيال”.

كثيرةٌ هي التسريبات الخارجة من تلك السجون والتي باتت تُشكل رعباً لأيِّ يمني يسمع بها، وفي الوقت الذي يكون فيه القاضي والجلاد واحداً، ليس بوسع اليمنيين سوى الانتظار حتى يتمكنوا من طرد قوات العدوان الإماراتية والسعودية، وحتى ذلك الوقت سيبقى اليمنيون ولا سيما أهل الجنوب منهم بالإضافة للمناطق التي تُسيطر عليها قوات العدوان يعيشون هذه المأساة، فلا نداءاتهم أو استغاثاتهم سيخرج صداها من زنازينهم.

“الوقت”

مقالات ذات صلة