قراءة جيوعسكرية لوضع موجة الغزو الجديدة في الساحل الغربي

مقالات | 12 سبتمبر | مأرب برس :

بقلم / حُميد القطواني :

هاكم قراءةً متواضعةً، أركِّزُ فيها على معركة الساحل لأهميتها الاستراتيجية والمصيرية على مصير اليمن والمنطقة والذي يقودُ موجةَ الغزو الجديدة، بشكل مباشر قائد القُــوَّات الأمريكية الوسطى.

وسأتطرَّقُ باختصار إلى وضع قُــوَّات تحالف الغزو السعواماراكي، ولماذا يتوجَّبُ الرفدُ الشعبي الواسع، وفرص انتصار الجيش اليمني ولجانه في معركة الساحل بالذات، وانعكاس النتائج على اليمن والمنطقة، بالذات سوريا والعراق، ومصير العدوان المفتوح والشامل الذي يهدد به الأمريكي.

بعد انكسرت حملاته العسكرية لغزو الحديدة والساحل الغربي بشكل عام الذي يمثل الشريان الرئيس لحياة اليمنيين، وهزيمته السياسية التفاوضية.

اليوم يحاول تحالف الغزو الصهيوأمريكي، قيادة موجة غزو جديدة لاحتلال الساحل الغربي، معتمداً على قُــوَّات تم ترميمُها بلفيفٍ من الهاربين المهزومين من الشمال والوسط، ولفيف مفكّك ومحبط منعدم القناعة والحافزية، جُمِعَ من الجنوب.

بالإجمال، معنويات قيادة الغزو وقُــوَّاته تمر بموت سريري، ثم غرقها في مستنقع الهزائم والفشل وتعرض نخبها العقائدية للإبادة، وتهشم رأس حربتها، وامتداد مقطع الأوصال، مشلول بعد تعرض فقرات عمود قُــوَّاتها ومرتكزاتها للتكسير والإخراج عن الفاعلية..

ولم يعد لها سوى شرايين إمداد ضيقة ومحدودة مستحدثة ومهددة بالإغلاق، لا تتحمل عبئ موجة غزو كبيرة..

هذا يعزز فرص الجيش واللجان إذَا ما وجدت هبة شعبية لرفد الجبهات من تفعيل مسارات المعركة باتجاه أهمّ مرتكزات قُــوَّات الغزو في الخوخة والمخاء وحيس؛ لتشتيت الغزاة وتمكين الجيش واللجان اليمنية من سحق رأس الحية في الدريهمي بشكل نهائي يمنعُ الغزاة من تشكيله مجدّداً، وتطهير الجيوب المتبقية في التحيتا والمناطق المحاذية لحيران حجة.

وبهذا يتم الانتقال من الإغراق لقُــوَّات الغزو إلى قطع دابرها وتحطيم أمل تحالف الغزو والعدوان السعواماراكي من تحقيق أي إنجاز قد يمكنه من حسم المعركة الحاسمة بالساحل، ويضعه في اتجاه إجباري للاعتراف بالهزيمة؛ كون مجمل الظروف الذي يمر بها داخلياً وخارجياً على المستوى الاقتصادي والسياسي والضغوط النخبوية الدولية، تضعُ حبل المشنقة حول عنقه كُلّ ما استمر في عدوانه اشتد عليها الخناق وهو في وضعية الأنفاس الأخيرة الذي إنْ تبدّدت فرصته الراهنة فسوف يكون قراره بالمعاودة انتحاراً سريعاً لا يتحمله مطلقاً، الذي يعني التسليمَ بواقع النصر اليمني والبحث عن مخارج بما يعجل بالفرج لشعبنا..

رسالة بُعدها قومي وإسْلَامي ودولي:

النخب القومية والإسْلَامية صانعة القرار في شعوب ودول محور المقاومة والنخب الدولية التي تخدم عقيدة مشروع نظام عالمي متعدد الأقطاب، يدركون أن معركة الساحل الغربي اليمني خَاصَّـة هي من سوف تحدد مصير اليمن والمنطقة وربما ترسم مصير النظام العالمي.

إن انتصارَ اليمن في معرك الساحل هو من سوف يسقط كُلّ خيارات الفوضى الأمريكية في العراق، ويعطّل قدراتِه لإعاقة تحرير إدلب ويفشل خططه لابتزاز سوريا والعدوان عليها، والعكس يعني موجة صهيوأمريكية من العدوان المفتوح والشامل على المنطقة، وعليها تراهن النخب الصهيوغربية لإجهاض أي تحول دولي نحو تعددية الاقطاب..

وهذا يجعل الصمود والانتصار اليمني الكامل هو المخرج الآمن والواقعي والحتمي، لشعوبنا العربية والإسْلَامية المقاومة، وفتح بوابة المرور السلس للانتقال الدولي نحو نظام متعدد الأقطاب، واستحقاق بالوقوف والدعم الشامل، سيأتي انتصار وصمود الشعب وَالجيش اليمني والثورة اليمنية بقدرات رادعة وَبفزعة شاملة ومركزة ومكثفة في معركة الساحل الغربي كأولوية استراتيجية في المدى المنظور بالذات لمحور المقاومة والدول الإسْلَامية المتحررة..

وكما كان للانتصار والصمود اليمني انقشاع وهزيمة الأطماع الغربية ومنظومة التآمر الصهيوأمريكي، وفتح طريق النصر والفرج لشعوبنا ومحور المقاومة، اليوم اليمن بشعبه وثورته وجيشه رهان الأمة لإجهاض الفوضى والعدوان الشامل الصهيوأمريكي وفرض هزيمته كاتجاه إجباري لا يملك أمامه خيارات مجدية لمقاومته..

مقالات ذات صلة