القرآن الكريم ثقافته تربيك على أن تضرب عدوك قبل أن يضربك

من هدي القرآن | 22 نوفمبر | مأرب برس :

ثم عندما نتعامل مع القرآن الكريم، نتعامل بإجلال، باحترام، بتعظيم، بتقديس، بنظرة صحيحة للقرآن أنه كتاب للحياة، {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} (النحل: من الآية89) كما قال الله عنه {هُدىً لِلنَّاسِ} (البقرة: من الآية185)، وعندما يقول الله لك، عندما يقول الله لنا {هُدىً لِلنَّاس} فهل من المعقول أن يكون فقط هدى في القضايا البسيطة في المشاكل الصغيرة، أما المشاكل الكبيرة التي هي أخطر علينا من تلك، وأسوأ آثاراً علينا من تلك، وعلى ديننا فإنه لا يهدي إلى حل لها، هذا غير صحيح.

 

فعندما يقول {هُدىً لِلنَّاسِ} هو هدى للناس في كل القضايا، أمام كل الاحتمالات، في كل الميادين، لماذا لا تنظر إليه بأنه هدى للناس في الوقت الذي نحن أحوج ما نكون إلى من يهدينا في مواجهة أعداء يمتلكون إمكانيات هائلة.

 

{هُدىً لِلنَّاسِ} معناه يُعلّم الإنسان كيف يكون [طيِّباً] وأشياء من هذه، يصلى ويصوم ولا يتدخل في شيء، فنقدم القرآن وكأنه لا يمتلك أي رؤية، ولا يعطي أي حل، ولا يهدي لأي سبيل فيما يتعلق بالمشاكل الكبيرة، فيما يتعلق بالمخاطر العظيمة، هو {هُدىً لِلنَّاسِ} في كل مجال، في كل شأن، فتكون نظرتنا للقرآن الكريم نظرة صحيحة، هذا هو كتاب حي، كتاب يتحرك بحركة الحياة،

 

بل تستطيع فعلاً – لأنه أوسع من الحياة – يستطيع – إذا ما أُعْطِيت فهمه، إذا ما كنت تعيش معه وفق نظرة صحيحة – أن يُقيّم لك الأحداث فتكون أدق من أي محلل سياسي آخر، أدق من أي صحفي آخر، أدق من أي مهندس لسياسة أمريكا وغيرها في تقديرك للأحداث.

 

ولأنه يمنح الإنسان ثوابت، تعتبر مقاييس ثابتة، يربيه على أن تكون لديه رؤية تمنحه المبادرة في المواقف، هو لا يجعلك بالشكل الذي تنتظر ماذا سيعمل بك العدو لتفكر بعد ماذا تصنع، هو من يربيك على أن تعرف كيف تضرب العدو ومن البداية، وهو من قد قدم لك من البداية الشرح الطويل والإيجاز لتعرف كيف عدوك، وكيف واقعه، كآية {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} أليس هذا تقريراً إلهياً عن الأعداء ؟.

 

لا يستطيع أي شخص مهما كان أن يعطي تقريراً عن عدوه بأنه سيكون هكذا، لا تستطيع أمريكا أن تعطي تقريراً عن العراق الآن بأنها إذا ما توجهت لضرب العراق فإنه لا يضرها إلا أذى وإن يقاتلها سيوليها الأدبار ثم لا يُنصر. لا تستطيع أمريكا بمخابراتها بأقمارها بأجهزتها الدقيقة، لا تستطيع إطلاقاً. لكن الله لأنه عالم الغيب والشهادة هو من استطاع أن يكشف لأوليائه كيف ستكون نفسية أعدائه.

 

ويتجلى ذالك بشكل عجيب ومن ذالك ما تجلى في الأيام هذه عندما قال الله عن اليهود بأنهم {لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} (الحشر: من الآية14) تجلت هذه في إسرائيل أمام مقاومة الفلسطينيين، مقاومة بسيطة لا تمتلك شيئاً بقدرما تمتلكه إسرائيل، نجد الآية هذه يظهر مصداقها واضحاً فتبني إسرائيل الأسوار، وشاهدوا أنتم في التلفزيون الأسوار جُدُر، ونفس المستوطنات قرى محصنة، المستوطنات التي تقام لليهود هي قرى محصنة،

 

فهم هكذا على الرغم من أنها دولة قوية تُرعِب بقية الدول الأخرى في المنطقة، لكنها في ميدان المواجهة، إذا ما كانت مواجهة لها جذور تمتد من الولاء لله ولرسوله ولأهل بيته، مثل ما قالوا هم عن حماس، قالوا (حماس هي تلميذة حزب الله).

 

 

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

 

 

قالوا عنها هي تلميذة حزب الله، وتراهم يبنون جُدُراً وقرى محصنة، أليس هذا الشيء الذي لا يمكن لأي طرف آخر أن يعطيه للمسلمين؟ لا يمكن لأي طرف مهما بلغت قوته أن يكتشف أعداءه على هذا النحو، فيكشف واقعهم .. لا يمكن أبداً إلا الله؛ ولهذا هو عندما يقول في القرآن الكريم بأنه {قَوِيٌّ عَزِيزٌ} هو يقول للناس بأنه بالمستوى الذي ينبغي أن يتولوه، فهو قوي عزيز، وهو غالب على أمره، وهو قاهر فوق عباده، وهو يعلم السر والنجوى، ويعلم الغيب والشهادة، يستطيع أن يكشف لك واقع عدوك، يستطيع أن يملأ قلبَ عدوك رعباً، فتكون إمكانياتك البسيطة هي من ترعبه، ويرى أن ما لديه من إمكانيات، ما لديه من قوىً لا يحقق له الأمن،

 

كما حصل في إسرائيل أصبح القادة العسكريون في إسرائيل في الأخير يعترفون بأن الحرب لم تحقق لهم الأمن، بل أصبحوا يقولون بأنه (كلما انتقمنا حصل ردود فعل أكثر، ثم انتقام في انتقام، وفي الأخير لن يحقق لنا أمناً، ولن يحقق لنا استقراراً، ولن يحقق لنا إلا إنهاكاً لاقتصادنا). هكذا يقول الإسرائيليون أنفسهم.

 

نحن يجب أن تكون نظرتنا للقرآن صحيحة، عندما تنظر للقرآن، عندما تتعلم القرآن تتعلمه وأنت تَعُد نفسك واحداً من جنود الله، وإلا فستكون من تلك النوعية التي تتقافز على الآيات {كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} (الصف: من الآية14) كونوا أنتم. فيقول: (أنا مالي دخل)، {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} (آل عمران: من الآية104) (أنا مالي دخل) وهكذا تتقافز على الآيات فتكون أنت من تضع أمامك حُجُباً عن الاهتداء بالقرآن الكريم، وبالتالي ستكون أنت من تقدم القرآن الكريم للآخرين ضعيفاً هزيلاً.

 

نحن قلنا: يجب على الإنسان الذي يُعلّم القرآن أن يعلِّم القرآن كما لو كان في مواجهة مع العدو وفي الجبهة الأولى في مواجهة العدو، تعطيه حيوية، عندما يتحدث عن الجهاد، عندما يتحدث عن وعوده للمؤمنين، عندما يتحدث عن أعدائه، عندما يتحدث عن الأشياء التي يجب أن تكون الأمة عليها في تأهيل نفسها لتصل إلى مستوى أن تكون من أنصار الله، ومن أنصار دينه، يجب أن تتحدث وإن كنت أنت في واقعك ترى بأن الوضع لا يصح منه شِي, والناس لن ينفعوا بشِيء، والدنيا كلها قد انتهت، ولا يوجد بأيدي الناس شيء، لا تعكس هذه على آيات القرآن أبداً، لا يجوز؛ لأن القرآن يجب أن يكون أرقى من أن نعطفه على أنفسنا، أو نرده هو فنجعل ما لدينا من مشاعر من ضعف هو المقياس الذي على أساسه نقدمه للآخرين، هو الشيء الذي نصبغ القرآن به عندما نقدمه للآخرين، هذا سيقتل القرآن، هذا سيميت القرآن.

 

 

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن الكريم

 

 

 

ملزمة (الثقافة القرآنية)

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 4/8/2002م

مقالات ذات صلة