قناة المسيرة الصوت المؤرق لدول العدوان على اليمن

مقالات | 30 نوفمبر | مأرب برس :

بقلم / حميد رزق :

للمرة التاسعة تلجأ دول تحالف العدوان السعودي الامريكي الى ممارسة ضغوط كبيرة ودفع أموال غير قليلة من اجل حجب قناة المسيرة عن الاقمار الصناعية .

صباح الاربعاء 28 نوفمبر 2018م تبلغت القناة من الشركة المستضيفة اعتذارها عن الاستمرار في بث القناة نتيجة ضغوط اقليمية ودولية .

انزال قناة المسيرة هذه المرة يتزامن مع زحمة الحديث عن حل سياسي وقبيل جولة مفاوضات يفترض أن تعقد في السويد كما تأتي عقب زيارة المبعوث غريفيث الى صنعاء وعقب التصريحات الامريكية المتكررة حول وقف الحرب والعدوان، كما يأتي هذا الاجراء بعد تصاعد الاهتمام العالمي بالمأساة الانسانية في اليمن واتساع دائرة التعاطف والتضامن مع الشعب اليمني مثلما جرى في تونس وعدد من البلدان العربية والاسلامية والأوروبية.

هناك أسباب تجعل دول تحالف العدوان تلجأ الى حجب قناة المسيرة في هذا التوقيت تتلخص فيما يلي :

أولا : الاخفاق العسكري على مدى 4 أعوام وبالاخص في معركة الساحل التي كان رهان العدو عليها كبير جدا وكان للمسيرة دور فاعل في ابراز الفشل والاخفاق العسكري الذي تحول الى فضيحة استراتيجية وميدانية لدول العدوان.

ثانيا : نجاح ذكرى المولد النبوي الشريف بالطريقة الكبيرة والتاريخية التي شهدها اليمن خلال الأيام الماضية دفع العدو الى البحث عن أهم مصادر التحشيد والتوعية فكانت قناة المسيرة في طليعة القنوات الأكثر تأثيرا على الصعيد السياسي والثقافي والاكثر حضورا ومتابعة من قبل الجمهور اليمني وقطاع غير قليل من الجمهور العربي .

ثالثا : بوجود قناة المسيرة ظهر بؤس إعلام تحالف العدون ولم تنجح آلته الدعائية الكبيرة والواسعة في تثبيت الانتصارات الوهمية ، كما فشل الإعلام السعودي في اقناع جمهوره بالكثير من الاحداث والوقائع لاسيما بعد طول أمد العدوان دون حسم أو إنجاز يوازي ما يتم ضخه يوميا من أخبار التقدم الافتراضي في القنوات السعودية.

رابعا: قناة المسيرة كان لها الدور الاكبر في فضح جرائم العدوان السعودي الامريكي وابراز الجانب الانساني وضحايا الغارات والحصار ومن قناة المسيرة ينقل الإعلام العربي والعالمي صور المأساة الانسانية في اليمن الى الفضاء العالمي .

خامسا : لقناة المسيرة السبق في نشر وعرض مقاطع الاعلام الحربي الميدانية التي توثق لهزائم دول العدوان ومرتزقتها بالصوت والصورة سواء في جبهات الساحل الغربي او جبهات الحدود أو الجبهات الأخرى .

سادسا : اتساع رقعة التعاطف مع الشعب اليمني في العالم العربي والاسلامي وفي بلدان غربية وشرقية افريقية وآسيوية ، هذا الامر تتعامل معه امريكا والسعودية كمؤشر خطر ينذر بحركة احتجاج عالمية تضامنا مع اليمن ورفضا لجرائم العدوان .

سابعا : يرى تحالف العدوان السعودي الامريكي ان قناة المسيرة هي رأس الحربة في افشال واسقاط أوسع حرب إعلامية ونفسية شنها تحالف امريكا وآل سعود ضد الشارع اليمني منذ اربع سنوات.

وكان وزراء إعلام دول ما يسمى بالتحالف اجتمعوا في نهاية شهر يونيو الماضي بالسعودية لبحث كيفية مواجهة التأثير الواسع للإعلام اليمني وفي رأس القامة قناة المسيرة وأعقب ذلك اللقاء اجتماع آخر نهاية شهر سبتمبر ضم وكلاء وزراء إعلام دول ما يسمى بالتحالف اثر الاخفاق المتواصل في منازلة الاعلام اليمني وفي طليعته قناة المسيرة .

وبالإضافة الى الأسباب السالفة، فإن استهداف المسيرة في الظرف الحالي عبثية الحديث عن السلام والمفاوضات ، وصار من الثابت أن دول التحالف تتعامل مع تحركات المبعوث الدولي مارتن غريفيث إما باعتبارها فرصة لشراء الوقت وإعادة ترتيب الصفوف وحشد القوات لمعاودة التصعيد العسكري ، أو أنها (دول التحالف المعادي ) قلقة من تحركات المبعوث الدولي وتسعى لافشال مهمته لاسيما وجهود الاخير تتزامن مع تصاعد الانتقادات الدولية لاستمرار الحرب فكان التصعيد ضد قناة المسيرة جزءاً من خطة أوسع لإفشال جهود غريفيث ودفع وفد انصار الله والقوى الوطنية الى مقاطعة مشاورات السويد لتتحمل القوى الوطنية مسؤولية استمرار الحرب والمأساة في نظر المجتمع الدولي .

الإجراء الأخير يكشف أن دول العدوان تتحضر لارتكاب مجازر ضد الانسانية وتسعى لتغييب الأصوات التي تغطي الجريمة وتتنشرها للرأي العام العربي والدولي .

مقالات ذات صلة