صحيفة دنماركية: الإمارات دعمت إرهابيين لتوسيع رقعة الحرب باليمن

متابعات | 11 يناير | مأرب برس :

أكدت صحيفة دنماركية أن دور الإمارات في الانتهاكات التي تشهدها الحرب في اليمن، هو الدور الأكبر؛ لافتة إلى أن الإمارات تطمع في زيادة النفوذ الدولي عبر اليمن، فجعلت من أمراء الحرب اليمنيين المتوحشين أكثر ثراء، ودفعت لتوسيع رقعة الحرب.

وأوضحت صحيفة «إنفارماسيون» الدنماركية أنه بالرغم من الدور الكارثي الذي تقوم به أبوظبي في اليمن، فإن السعودية هي من تتلقى الجزء الأكبر من المسؤولية وتواجه الاستياء الدولي لدورها في حرب اليمن.

وتناولت الصحيفة قصة حليف أبوظبي أيمن عسكر، وذكرت أنه «كان قبل 4 سنوات يقضي محكوميته بالمؤبد في أحد سجون جنوب اليمن لارتكابه جريمة قتل. أما اليوم، فالرجل واحد من أثرى الناس، وصاحب نفوذ كبير، ويملك شبكة واسعة من الصداقات عبر خطوط الحرب الأهلية».

وأضافت «إنفارماسيون»: «عُيّن أخيراً مسؤول الأمن عن منطقة كبيرة في عدن، بل إن تعيينه جاء من حكومة هادي؛ لكن الرجل هو صديق وحليف للإمارات، الشريك الأكثر عدوانية في التحالف الذي تقوده السعودية».

وأضافت: «فيما السعوديون يتلقّون الجانب الأكبر من الاستياء الدولي، فإن الإمارات تقوم بالدور الأقوى على الأرض من خلال مليشيات محلية، ففي الجنوب تتحالف مع السلفيين والانفصاليين الجنوبيين».

ولفتت الصحيفة الانتباه لتحالفات أبوظبي «مع شخص أيمن عسكر، الذي لم يكن حتى فترة وجيزة ماضية سوى عضو في تنظيم القاعدة، والذي من المفترض أنه عدو مشترك للإمارات وللحكومة (اليمنية)».

وشرحت الصحيفة كيف اعتلى الرجل هرم سلطة مجموعات «تنظيم القاعدة» في السجن، «فبانتهازية صار يلبس مثلهم، ويقسم بالولاء لقضاياهم (القاعدة)، معتمداً على مظهره القوي».

وذكرت «إنفارماسيون»: «حين اجتاح الحوثيون مناطق الجنوب، بعد إسقاط الحكومة في صنعاء، ودفعوا بـ هادي للهرب، كان عسكر لا يزال في السجن، ومع الفوضى اندفع مقاتلو القاعدة لاقتحامه، فهرب هؤلاء وبينهم عسكر مع أصدقائه، وميّز الرجل نفسه كقائد بلا رحمة في القتال، كما في عمليات النهب».

وتابعت الصحيفة أن عسكر «فرض نظام ابتزاز في موانئ مدينة عدن تحت مسمى كومسيون (عمولة) عن كل شحنة تدخل إلى البلد».

وأشارت إلى أن «السلطات المحلية لم تستطع إعادة اعتقاله (قبل أن يعيّن مسؤولاً أمنياً اليوم)، فعلاقاته وصداقاته بالضباط الإماراتيين كان يمكن ملاحظتها بتجواله معهم في المدينة، حتى صارت له أقوى العلاقات والاتصالات من خلال إقامته المتكررة في كل من دبي وأبوظبي».

ووصفت الصحيفة الدنماركية لقاءها بحليف الإمارات مع أصدقائه، صيف العام الماضي، في مزرعته شمالي مدينة عدن، قائلة إنه «بكثير من المزاح والبهجة، وعلى طريقة اللصوص، روى القصص عن مغامراته وجولاته الأخيرة خارج البلد».

وتنقل الصحيفة كيف أن بعض شيوخ القبائل في منطقة البيضاء «طلبوا دعماً إماراتياً لمواجهة الحوثيين من خلال أيمن عسكر، فرد الجنرال الإماراتي عليهم: الحوثيون لم يعودوا أولوية لنا، ولا هم أكبر الأعداء».

وقالت الصحيفة إن «الإمارات تبدو الطرف الوحيد في التحالف الذي يملك استراتيجية واضحة، فهي تستخدم جيوشاً خاصة أسستها ودرّبتها وموّلتها في محاولة لضرب حزب الإصلاح بشكل أساسي».

ولتحقيق الاستراتيجية، تذهب الإمارات -وفقاً للصحيفة- إلى «التحالف مع حركة الانفصاليين في الجنوب، التي تعارض الحوثيين وهادي، ولبناء معسكرات وقواعد تُعتبر في الحقيقة دولة موازية مع خدمات أمن واستخبارات خاصة بها، ولا تتوجب عليها أية محاسبة أو مسؤولية أمام الحكومة اليمنية».

وفي ما يخص الطرف السعودي، فهو بالنسبة للصحيفة «الطرف الذي يبرز قاصفاً المدنيين بلا رحمة ومحاصراً موانئ اليمن، وانخفض دوره خلال العامين الأخيرين إلى وسيط بين حليفيه: الحكومة اليمنية والإمارات».

ولم يفت الصحيفة التطرق إلى أن ما وصلت إليه الإمارات في اليمن «ببناء جيش خاص وقوات انفصالية في الجنوب، والتآمر لضرب النظام السياسي كله، يأتي ضمن طموحات هذه الدولة الصغيرة للعب دور إقليمي».

وربطت الصحيفة بين ما تقوم به الإمارات ودورها التخريبي في الربيع العربي، «فبعدما ثار اليمنيون وأطاحوا بالرئيس اليمني (الراحل) علي عبدالله صالح، وبمبادرة خليجية، راح الإماراتيون بتدخلهم يخدعون أهل عدن بجعل مدينتهم مثل دبي، فيما الواقع في الشارع مختلف تماماً بالتدمير وتشريد الفقراء، وتحويل الحرب إلى أكبر رب عمل للناس».

مقالات ذات صلة