الثورة الإسلامية نموذجاً!

مقالات | 4 فبراير | مأرب برس :

بقلم / حمير العزكي :

مع حلول الذكرى الأربعين لقيام الثورة الإسلامية في إيران نجد أنفسنا أمام العديد من التساؤلات التي مهما اختلفنا في طريقة صياغتها الا أنها تجمعنا حول حتمية التغيير كسنة ثابتة تنتظر عجلتها التحرك الجاد والجهد البشري لتبدأ دورانها غير آبهة بالاتجاه فتحديد الاتجاه مسؤولية الإنسان باعتباره محور التغيير بما يحمله من مشروع وما يتبناه من منهج وسبيل.
وفي منطقتنا العربية والإسلامية شهد القرن الماضي مجموعة من الأحداث المبنية على النقائض من الاستهداف الى المواجهة ومن الاحتلال الى المقاومة ومن الاستبداد الى الثورة وبرغم اختلاف النتائج وتفاوتها من بلد لآخر إلا أن مرور معظمها من بوابة تلك الأحداث منحها فرصة التغيير وتأشيرة العبور الى واقع مقبول و مستقبل افضل ومكنها من خيار التمسك بأهدافها أو التخلي عنها .
ولعل العام 1979م وما قبله وما بعده أكثر أعوام القرن الماضي احتضانا للمتغيرات في المنطقة وبالذات السياسية والرئاسية منها بدءا بالثورة الإسلامية في إيران وتولي صدام الحكم في العراق وقبلها تولي علي صالح الحكم في اليمن وبعدها بعامين تولي مبارك في مصر وبعده بعام تولى فهد بن عبدالعزيز الملك في السعودية ، ولنا أن نقيم جدوائية التغيير ومداه وأثره فيما نراه اليوم من واقع تلك البلدان التي نالت فرصة التغيير ؟!
كما شهد القرن الماضي عودة قوية للمشروع الإسلامي بمختلف توجهاته فنشأت في عقوده وسنواتها أكبر الحركات الإسلامية وظهر الفكر السياسي الاسلامي بزخم كبير في مواجهة الفكر الاشتراكي والرأسمالي من خلال نظرية الحكم في الإسلام بشقيها (الخلافة والإمامة) ووفق مبدأيهما (الشورى و الولاية ) ولكن وبرغم الخلاف بين حملة المشروع الإسلامي لم يكن من الوارد فيما بينهم تسفيه رؤى بعضهم البعض بل انتظار نجاح رؤية أحدهم لمباركتها ومراجعة بقية الرؤى على ضوئها .
واليوم ونحن نرى واقعنا المؤلم نرى على الضفة الأخرى بارقة أمل في تجربة الثورة الإسلامية في إيران التي استطاعت النجاح في مجالات مختلفة ابتداء بالتغيير نحو الافضل في واقعها السياسي كدولة ذات سيادة واستقلال لا تخضع للوصاية وفي واقعها العسكري كدولة تمتلك قوة الردع التي تحميها من أي عدوان وفي واقعها الإنساني والأخلاقي في دعمها للمستضعفين ولحركات التحرر والمقاومة وأخيرا وهو الاهم نجاحها كمشروع إسلامي بهوية إسلامية في الحكم الرشيد المستقر والمستقل في الوقت الذي فشلت بقية المشاريع الإسلامية في الوصول الى سدة الحكم وإن وصلت فلم تنجح في البقاء .. فلماذا لا نستفيد من النموذج الممكن والمجرب ونظل نلهث وراء نظريات لا تقبل التطبيق ؟؟!!!!

مقالات ذات صلة