بعد عام من المجد والصمود

مأرب برس|18/مارس/2016م| –مقال -د. أحمد صالح النهمي .

لا شك أن تحالف العدوان السعودي الأمريكي قد أدرك بعد عام من العدوان على الشعب اليمني أن تقديراته التي افترضت تحقيق انتصارات حاسمة في غضون أيام قلائل اعتمادا على حجم البون الشاسع في امتلاك القوة والعتاد بين الطرفين ، لم تكن سوى سراب خادع تراءى له انتصارا حتى إذا جاءه لم يجد سوى أبطال الشعب اليمني حاضرين بقوة فولاذية مستمدة من قوة الله تعالى ومن إيمانهم العميق بعدالة قضيتهم وحقهم الأصيل في الدفاع عن أنفسهم وأهلهم، والذود عن تراب وطنهم .
وعلى امتداد عام كامل دام من القصف المساحي ، بالقنابل العنقودية ، والصواريخ الموجهة، وارتكاب أبشع أنواع المجازر الجماعية بحق المدنيين اليمنيين، وتدمير كل حجر وأثر وجسر ، ومستشفى، ومصنع، وسوق، ومنازل آمنة في اليمن، لم يحقق العدوان سوى المزيد من الغرق في وحل سقوطه الإجرامي أمام العالم ، والمزيد من الاستنزاف لاقتصاده الذي ظهر لأول مرة تهاويه بشكل مريع ، فقد أظهرت أكثر التقديرات دقة أن متوسط التكلفة اليومية للحرب على اليمن هي 250 مليون دولار، وبالتالي فإن إجمالي التكلفة العسكرية للعدوان على مدار العام قد تجاوزت الرقم المئوي لمليارات الدولارات .
بعد عام من العدوان ما تزال إرادة الشعب اليمني أكثر صلابة وأشد تحديا، وما تزال عوامل القوة والصمود تتجلى بصورة أكبر في التلاحم الأسطوري بين الشعب والقوى المواجهة من الجيش واللجان الشعبية في الجبهات المختلفة، وقد أعاد بعض المحللين السياسيين سر هذا الصمود وتكبيد العدو هذه الخسائر الكبيرة تعود إلى أربعة عوامل رئيسية هي “إرادة قتال راسخة، وقدرة ثابتة على إطالة زمن الحرب ، واستعداد مفتوح لامتصاص الخسائر، ونجاح في منع الخصم من تحويل الانتصارات التكتيكية إلى نصر استراتيجي ، وبموجب ذلك كمعادلة عامة يتحول الفشل في تحقيق (نصر استراتيجي) إلى (مأزق استراتيجي).
بعد عام من العدوان يتجلى لليمنيين بمختلف انتماءاتهم أننا أمام عدو حقير لا يحترم اتفاقا ولا يرعى عهدا، ففي الوقت الذي كان العالم يتحدث عن مفاوضات تهدئة يمكن أن تفضي إلى وقف الحرب، اقترفت آلة الموت السعودية الأمريكية مجزرة جماعية في سوق الخميس بمستبا، محافظة حجة، وخلفت مئات الشهداء والجرحى، وهو الأمر الذي استفز كل اليمنيين واستنهضهم للمواجهة والرد على هؤلاء الإرهابيين، ،كما كشف للضمير العالمي الميت أن اليمنيين يواجهون أشد أنواع الإرهاب تطرفا، وأكثرها إجراما.
بعد عام من العدوان الإجرامي على اليمن انكشفت لليمنيين الشبهات والدعاوى التي ظل مرتزقة العدوان يروجون لها على مدى الفترة السابقة، وسقطت أقنعتهم الزائفة، فهؤلاء تكممت أفواههم ولم يستطيعوا أن يتفوهوا ولو ببيان إدانة هزيل أو تصريح يتيم يدينون فيه العدوان على المجزرة التي ارتكبها بحق المدنيين في سوق الخميس بمستبا ، محافظة حجة ، بل أن بعضهم سارع إلى تبرئة ساحة المعتدين وتبرير قصفه كما فعلت قناة سهيل المملوكة للشيخ حميد الأحمر .
بعد عام من العدوان على اليمن لن يقف اليمنيون أمام أي جهود تسعى إلى إيقاف الحرب وبسط الأمن والسلام، ولكنهم سيخرجون في وجه أية مفاوضات سلام تتنازل عن كرامة الشعب اليمني وتنتقص من سيادته وترهن قراره السياسي بيد قوى العدوان وتعتبر التهاون في ذلك خيانة لدماء الشهداء وتضحيات الشعب .

مقالات ذات صلة